أكد سيرجى كيربيتشينكو سفير روسيا لدي مصر، أهمية نتائج اجتماعات (2+2) بين وزيري الخارجية والدفاع من مصر وروسيا في القاهرة الأسبوع الماضي، وأنها كانت محطة مهمة في مسيرة العلاقات بين البلدين، واصفا اللقاء الذي جمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والوزيرين الروسيين بأنه كان "شاملا وعميقا" وتحدث فيه السيسي بمنتهي الصراحة والموضوعية. وأضاف في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم "أن مباحثات الرئيس السيسي مع الوزيرين الروسيين تناولت قضية الإرهاب وسبل التصدي ومكافحته كبند رئيسي فضلا عن الوضع الدولي والإقليمي مع التركيز علي الأوضاع في كل من ليبيا وسوريا واليمن، وكذلك الأزمات الأخري في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية بجانب مجالات التعاون الثنائي بين البلدين". واستطرد قائلا إنه "تم اتخاذ قرارات مهمة من بينها تزويد مصر بكافة الوسائل الضرورية لمكافحة الإرهاب ودعم التعاون الإنساني بين الأفراد والجهات المختصة في هذا المجال، فضلا عن بحث النواحي السياسية لمكافحة الإرهاب والتعاون في الأممالمتحدة والمحافل الدولية الأخري بشأن هذا المجال". وردًا علي سؤال حول تقييم مستوى العلاقات بين القاهرةوموسكو، قال "إن العلاقات بين مصر وروسيا فعالة ومتنوعة ومهمة في المجال السياسي والمجالات الأخري وطبعا المرجعية لنا هي مستوي العلاقات التي كانت في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولكننا في عصر مختلف وتغيرت الأمور ولكننا بكل تأييد يمكن لنا مقارنة العلاقات في زمن عبد الناصر وبين ما هو قائم اليوم". وردا علي سؤال حول وجهة نظر روسيا في التقارب المصري - الأمريكي الأخير، قال: "نرى من حق مصر إقامة علاقات جيدة مع جميع دول العالم بدون استثناء وأن مصر تحدد بنفسها مكان كل دولة في قائمة الأولويات"، وأضاف "إننا لا ننافس أمريكا ولا نتسابق مع أحد لأن علاقاتنا مع مصر لها قيمة في حد ذاتها ومهمة جدا"، وتابع قائلا "إننا لا نتدخل لا من قريب ولا بعيد في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة"، واصفا اللقاءات بين الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب بأنها "طبيعية". وردًا علي سؤال حول الاجتماع المقبل للجنة الحكومية المشتركة، أوضح أن الجانب الروسي تقدم بمقترح لاستقبال الوفد الحكومي المصري في موسكو في سبتمبر المقبل، مشيرا إلي أن الفترة الماضية شهدت زيارات للقاهرة من أهمها زيارة نائب رئيس الحكومة الروسية دميتري روجوزين ورئيسة الغرفة العليا للبرلمان الروسي فالينتينا ماتفيينكو خلال أقل من خمسة أشهر فقط من هذا العام، وهذا دليل واضح أن علاقتنا بخير وأننا نتجاوز بكل نجاح المشاكل العابرة بين البلدين. وفيما يتعلق بمستوي وحجم التبادل التجاري بين البلدين، قال السفير الروسي إن التبادل التجاري بين البلدين يتراوح ما بين 4 إلي 5 مليارات دولار في السنوات الماضية وهو جيد ولكنه ليس نهاية المطاف، معربا عن اعتقاده بأن التبادل التجاري سوف يشهد زيادة بعد إقامة المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس وبدء تنفيذ مشروع الضبعة. وردًا علي سؤال حول الهجمات الإرهابية الأخيرة في كل من مصر وروسيا، وصف كيربيتشينكو "مرتبكي الهجمات الإرهابية هم ليسوا ببشر ولا حيوانات وإنما علي مستوي الحشرات التي تنقل الوباء المميت مما يحتم إبادتهم من علي وجه الأرض"، مؤكدا أن مسئولية هذه الأعمال الإرهابية تقع فقط علي عاتق الإرهابيين وهم سوف يدفعون الحساب . وأشار في هذا الصدد إلي أن مباحثات وزيري الدفاع والخارجية الروسيين في القاهرة تناولت الأوضاع الأمنية بكل دقة وأن كلا الجانبين أكد التعاون الثنائي لمكافحة الإرهاب علي كافة المستويات سواء الثنائي أو الدولي. وأكد كيربيتشينكو أنه تم الاتفاق علي 99 % من العقود الضرورية لتنفيذ مشروع المحطة النووية في الضبعة، و"أننا نقترب بخطي ثابتة نحو إنجاز هذا المشروع"، متوقعا بدء المشروع العملي ببناء المحطة قبل نهاية هذا العام. وأضاف أن المفاوضات كانت تتم في وزارة الكهرباء في القاهرة ومؤسسة روس اتوم بموسكو وأن التواصل بينهما لم ينقطع علي الإطلاق، موضحا أن مصر سعت للحصول علي ضمانات أكثر في كافة المجالات من بينها المجال الأمني والاقتصادي والبيئي وغيره، وأنه تمت ترجمة هذه الضمانات في أربعة نصوص للعقود، مشيرا إلي ان موعد الزيارات المقبلة متروك للطرفين لتحديده. وردًا علي سؤال حول استئناف حركة الطيران بين البلدين ، قال "إن الطرفين اتفقا علي استكمال بعض النقاط المعلقة من بينها التوقيع علي مذكرة حكومية لضمان أمن وسلامة المطارات ثم يتم بعدها استئناف حركة الطيران بين الجانبين"، مؤكدا أن هناك نوايا طيبة من الجانبين وأن موسكو تعتبر مصر صديقا مهما جدا لها، معربا عن اعتقاده بأن هذه الخطوة سوف تتم في القريب العاجل.