بعد أن هدأت نغمة الهجوم على الأزهر الشريف، عادت مرة أخرى بعد حادث المنيا الإرهابى، حيث طالبت منى منير، عضو مجلس النواب، بحرق كافة الكتب التى تضم أفكارًا متطرفة ومحرضة على العنف أمام مبنى البرلمان، خاصة المناهج التى تضم فتاوى مضللة وتدرس لطلاب الأزهر. وتابعت عضو مجلس النواب فى كلمتها: "إحنا بنمثل على الشعب، وبنضحك على نفسنا، لازم نعرف إن 90% من أصحاب الأفكار المتطرفة بالمنيا متخرجين من المعاهد الأزهرية، واللي بنعمله دلوقتي تمثيل على الشعب، كل يوم حوادث إرهابية ومفيش أي تحرك، مش معقول من وقت الأحداث اللى بتقع، ومفيش أي تحرك أمني، وابن تيمية بيدّرس في الأزهر والدولة تيجي تقولنا إننا بنحارب الإرهاب ده تمثيل علينا وعلى الشعب". وأريد أن أسأل عضوة مجلس النواب: هل قرأت مناهج الأزهر وكتب ابن تيمية، أم وجدت فى الازهر شماعة سهلة لإلقاء تهمة الإرهاب عليه وعلى مناهجه، وهل أجريت إحصاء على إرهابيي المنيا ووجدتي أن 90% منهم أزهريون كما تقولين؟ وأين هذا البحث؟ ألا تعلمين أن هناك بحثًا علميًا استقصائيًا وجد أن معظم المتعصبين لم يتخرجوا أصلًا من الأزهر، ولم يدسوا مناهجه، بل هم خريجو الكليات العملية؟ ونفس الأفكار قالها النائب ثروت بخيت، وإن كان أكثر رحمة؛ فلم يطالب بحرق كتب الأزهر أمام البرلمان، أما النائب محمد أبوحامد، فقد تقدم بمشروع قانون لمنع جرائم الكراهية ومكافحتها، ويتضمن المشروع نصًا لمعاقبة من «استغل الدين في رمي أفراد أو جماعات بالكفر» بالسجن المؤبد أو الإعدام إذا ما تضمن حديثه الدعوة إلى قتل المتهم بالكفر ووقعت جريمة نتيجة هذه الدعوة. وأود أن أسأل النائب الهمام، وماذا نفعل في الآيات التي جاءت فيها كلمات "الكفر" الصريحة فى القرآن الكريم؟ هل نغيرها هي الأخرى، أم نلغيها؟ ليكون هناك قرآن جديد يتناسب مع "الإسلام الوسطي الجميل" الذي تبغونه!!!! لقد قالها الدكتور أحمد الطيب، الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، إن الأزهر فتح حوارًا مع منتقدي التراث الإسلامي ولم يستجب أحد، وقال أيضًا إنه على المثقفين أن يراعوا ظروف الوطن قبل أن يقدموا على شن هجوم على المؤسسة الدينية الأبرز في مصر، وقال إن محاربة التراث الإسلامى وإهانته وسبه هى خطة قديمة حديثة، تهدف إلى تنحية الدين من توجيه الحياة. وأريد أن أقول لمن يهاجمون الأزهر، إنه أنشئ منذ 972 ميلادية، (أى منذ 1045 عامًا)، وابن تيمية توفي 1328 ميلادية، (أى منذ أكثر من سبعمائة سنة) ولم يكن هناك إرهاب ولا قتل، فما الذي تغير الآن؟ إبحثوا عن الفقر والجهل، وحاربوهما، إن كنتم جادين في محاربة الإرهاب والتعصب، فهما الأصل والسبب الحقيقي له، وليس الأزهر ومناهجه، وعليكم أن تعوا أن التطرف الذي يمارسونه ضد الدين بحجة محاربة الإرهاب لا يجلب إلا مزيدًا من التطرف.