تابع التونسيون حتى ساعة متأخرة الليلة الماضية أنباء متوالية عن حملة اعتقالات في صفوف رجال أعمال نافذين منذ أن بثت وسائل اعلام محلية موثوقة من بينها وكالة الأنباء التابعة للدولة ( تونس إفريقيا) مساء أمس الأول نبأ اعتقال رجل الأعمال الشهير شفيق جراية .وبينما غاب أي بيان عن جهة رسمية، تصدر خبر الاعتقالات النشرات الإخبارية للإذاعة الوطنية العمومية صباح أمس (الأربعاء). ونقلت عن مصادر وصفتها بأنها مسئولة أن جراية ورجلي الأعمال ياسين الشنوفي ونجيب بن اسماعيل متحفظ عليهم ورهن الاقامة الجبرية أيضًا للتحقيق في قضايا تمس أمن الدولة و الفساد والتهريب. إلا أن الإذاعة لم تكرر ما بثته قبل ساعات نشرة الأخبار الليلية الرئيسية بتليفزيون الدولة عندما نقلت عن مصادرها أن اعتقال رجال الأعمال النافذين يجرى بمقتضى حالة الطوارئ، علما بأن متحدثا باسم النيابة العمومية أكد لوسائل إعلام محلية ان الجهاز القضائي برمته لاصلة له ولا يعلم شيئا عما يجرى . يُذكر أن جراية كان من ممولي الحملات الانتخابية لحزب نداء تونس الذي تزعمه الرئيس الباجي قايد السبسي، لكنه تبادل مؤخرًا الاتهامات العلنية مع حافظ نجل الرئيس السبسي الذي يشغل منصب المدير لتنفيذي للحزب.أما الشنوفي فهو مرشح للرئاسة في انتخابات نهاية عام 2014 ألمح عماد الطرابلسي صهر الرئيس المخلوع بن على في اعترافاته العلنية التي بثتها هيئة الحقيقة والكرامة السبت الماضي انه عمل معه في التهريب . وتقول وسائل إعلام بتونس إن اعتقال رجال الأعمال الثلاثة بداية حملة واسعة للاطاحة بما وصفته "رءوس فساد كبيرة"،وذلك بعدما تعرضت حكومة يوسف الشاهد لانتقادات من داخل البلاد ومن مؤسسات دولية لعدم الوفاء بوعود متكررة بهذا الشأن . ويقول مراقبون بالعاصمة التونسية " للأهرام " إن حملة ملاحقة رجال الأعمال قد تضيف المزيد من العراقيل أمام مساعي الرئيس السبسي تمرير مبادرته للمصالحة الاقتصادية مع كبار رجال أعمال وإدارة نظام بن على عبر البرلمان .وربط المراقبون أنفسهم بين هذه الحملة واعترفات عماد الطرابلسي . إلا أنهم لم يستبعدوا كون توقيت الحملة على صلة بمساعي الحكومة تهدئة الاحتجاجات الاجتماعية للشباب المطالب بالحق في العمل وتنمية المناطق المهمشة ، وإن صدرت إشارات من محللين مقربين للأحزاب الحاكمة بأن هذه الحملة تستهدف بالأساس بارونات تهريب وراء تأجيج الاحتجاجات بجنوب تونس وبخاصة قرب المناطق الحدودية ومواقع انتاج البترول، بما في ذلك ولاية تطاوين التي شهدت تحول الاحتجاجات الاجتماعية الى مواجهات مع قوات الأمن قبل أيام . وعلى صعيد التطورات بتطاوين، أعلنت الحكومة قرب استئناف المفاوضات مع الشباب المطالب بالعمل والتنمية ومازال معتصما قرب محطة ضخ البترول بمنطقة الكامور الصحراوية.