ذكرت صحيفة الوطن السورية اليوم أن مجموعة سفن حربية روسية مزودة بالصواريخ والطوربيدات بضمنها حاملة الطائرات "الاميرال كوزنيتسوف" ستتوجه نحو ميناء طرطوس السوري فى بداية شهر ديسمبر المقبل. وقالت الصحيفة فى عددها الصادر اليوم إن القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في الخارج الواقعة في ميناء طرطوس ستستقبل في ربيع السنة القادمة مجموعة السفن الروسية وعلى رأسها حاملة الطائرات الوحيدة "الاميرال كوزنيتسوف". ونقلت الصحيفة عن عسكريين قولهم إن هذه الزيارة ليست مرتبطة أبدًا بالأوضاع السياسية والعسكرية التي تشهدها المنطقة، ولكن يعتقد بعض الخبراء أن الزيارة هي وسيلة لمنع نشوب نزاع مسلح في سوريا. كما نقلت الصحيفة عن الاميرال فيكتور كرافتشينكو، الرئيس السابق لهيئة الاركان البحرية الروسية، قوله إن وجود أي قوة عسكرية في المنطقة باستثناء تلك التابعة لحلف الناتو أمر مفيد جدًا، لانها تمنع حدوث نزاع مسلح. وأشار الإميرال إلى أنه تشكلت إبان العهد السوفيتي مجموعة السفن العملياتية الخامسة في البحر المتوسط التابعة للقوات البحرية السوفيتية لردع الأساطيل البحرية الغربية، وحينها تأسست قاعدة طرطوس لضمان إصلاح وصيانة السفن السوفيتية وتزويدها بالمياه العذبة والمؤن. وتستخدم القاعدة حاليًا كموقع لتقديم خدمات الصيانة لسفن أسطول البحر الأسود أساسًا، حيث يمكن لهذه السفن أن تحصل على عمليات صيانة بسيطة إضافة إلى التزود بالوقود والمياه العذبة.. ويعمل في القاعدة حاليًا نحو 600 شخص بين عسكري ومدني، ولا ترابط في الوقت الحاضر أي سفن روسية هناك، حيث إن ورشة الصيانة العائمة التابعة لأسطول البحر الأسود "بي إم 138 " قد غادرت القاعدة في بداية السنة الحالية، ولم تحل محلها سفينة أخرى. بينما ترابط بالقرب من السواحل السورية حاليًا مجموعة سفن تابعة للاسطول الحربي الامريكي والتي من ضمنها حاملة الطائرات النووية الحديثة "جورج بوش" وطرادان صاروخيان ومدمرتان صاروخيتان. وأضاف الاميرال فيكتور كرافتشينكو "بالطبع ستكون القوة البحرية الروسية غير متناسبة مع القدرة القتالية للاسطول الامريكي السادس في البحر المتوسط الذي يضم حاملة او حاملتي طائرات ومجموعة السفن المرافقة، ولكن ليس هناك اليوم من يتحدث عن نشوب معركة، لان أي هجوم على السفن الروسية سيعتبر إعلان الحرب مع جميع ما ينجم عن ذلك من عواقب". ونقلت الصحيفة السورية عن ناطق باسم هيئة الأركان العامة البحرية الروسية قوله، يجب الا ينظر إلى زيارة السفن الروسية الى طرطوس بأنه إشارة إلى الأحداث الجارية في سوريا.. فقد تم التخطيط لهذه الزيارة عام 2010 حيث لم تكن هناك أية أحداث، وتم التحضير والإعداد لها بنشاط، ولا توجد أي أسباب تدعو إلى إلغائها أو تأجيلها. واكد الناطق انه بالاضافة الى ميناء طرطوس ستقوم مجموعة السفن الروسية بزيارة بيروت وميناء جنوا الايطالي وجزيرة قبرص. وستبحر السفن في بداية شهر ديسمبر حيث ستغادر حاملة الطائرات "الاميرال كوزنيتسوف" بحر بارينتس برفقة سفينة مكافحة الغواصات "الاميرال تشابانينكو" وتبحران حول القارة الاوروبية من الغرب وتدخلان البحر المتوسط عبر مضيق جبل طارق. ومن جانب آخر ستلتحق بهما من جهة مضيقي البوسفور والدردنيل سفينة الحماية "لادني" التابعة لأسطول البحر الأسود التي ستتوقف في البداية في ميناء فاليتا بمالطا. وسيكون على ظهر حاملة الطائرات "الاميرال كوزنيتسوف" ثماني طائرات مقاتلة من طراز "سو 33" وعدد من طائرات "ميج 29 كي" الحديثة التي انتجت لصالح الهند وتتوجه لأول مرة في رحلة بعيدة على حاملة الطائرات ومروحيتان من طراز "كا 27" لمكافحة الغواصات، وسوف تنفذ الطائرات تحليقات في عرض البحر بعيدًا عن السواحل السورية. كما سيكون على ظهر حاملة الطائرات 12 وحدة صواريخ مضادة للسفن من طراز "غرانيت"، وكذلك مجمع سداسي الفوهات لإطلاق الصواريخ المضادة للجو من طراز "كينجال" و8 وحدات صاروخية مضادة للجو من طراز "كورتيك" و6 وحدات مدفعية سداسية الفوهات (30 ملم) من طراز أي كي 630 أم بالإضافة إلى وحدتين لإطلاق الصواريخ آر بي أو 12000 "اوداف" وغيرها من الاسلحة الاخرى. وأشارت الصحيفة إلى أنه من الواضح أنه ليس بمقدور حاملة الطائرات الدخول الى الميناء بسبب حجمها وعمق غاطسها في الماء، لذلك ستبقى في عرض البحر وتتوجه السفينتان "تشيبانينكو" و"لادني" إلى القاعدة للتزود بالمياه والوقود.