منذ اندلاع أحداث التحرير الأخيرة، لا تكاد أن تمشى بضعة أمتار داخل الميدان أو فى الشوارع المحيطة به إلا وتجد مستشفى ميدانيا لإنقاذ وإسعاف المصابين فى الأحداث، وخاصة المستشفى الذي فتحته إحدى الكنائس بالمنطقة لعلاج المصابين، فتوجهنا للكنيسة الإنجيلية "قصر الدوبارة" التى تبعد بضعة أمتار عن مسجد عمر مكرم. وعلى أبواب الكنيسة بدا الموقف منظما للغاية، فهناك مسئولون للأمن، ومسئولون للتنسيق لدخول الأطباء والمسعفين المشاركين فى عمليات علاج المصابين، ومسئول للإعلام. وعن تفاصيل بداية إقامة المستشفى داخل الكنيسة منذ أولى أيام الأحداث، التقت "بوابة الأهرام" أحد المنسقين داخل المستشفى الميدانى بالكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة ويدعى ماجد عادل. بدأ ماجد حديثه بشرح فكرة وجود عيادة صغيرة داخل الكنيسة للمساهمة فى عمليات علاج المصابين، فأوضح أن الكنيسة الإنجيلية قررت يوم الأحد الماضى تخصيص الكنيسة لتكون مكان لمساعدة المصابين فى أحداث ميدان التحرير، وبدأت العمل في إقامة عيادة بها، وبدأنا فى تجميع الأدوية من أحد المستشفيات التابعة للكنيسة وتلقينا فى هذا اليوم 4 أو 5 حالات من المصابين فى الميدان، ويرجع قلة العدد إلى عدم معرفة الثوار بوجود عيادة داخل الكنيسة، وحدثت نقلة نوعية فى اليوم التالى بسبب تطور الاعتداءات على المتظاهرين وزيادته وهو ما أكده الأطباء المعالجون حيث إن آثار الغاز كانوا يستطيعون علاجها فى أول يومين، ثم بدأت الحالات تزداد تعقدا من حيث معرفة العلاج المناسب لما تسببه هذه الغازات، ونتيجة لتعرض المستشفى الميدانى الرئيسي وراء محل "هارديز" للاعتداءات فوجئنا فى هذا اليوم بعدد من الثوار من الميدان يسألون عن مكان لنقل المصابين والأطباء وتم بعد ذلك نقل المستشفى الميدانى بالكامل من ميدان التحرير إلى داخل الكنيسة، وقمنا بتزويد الأدوية والمستلزمات اللازمة لإسعاف المصابين وإنقاذهم وتم استقبال مئات الحالات يوميا.