حققت زيارة محمد عمرو وزير الخارجية المصري للجزائر نتائج مهمة باعتبارها أول زيارة لمسئول مصري بهذا المستوي منذ سنوات ، ومنذ الأحداث المؤسفة التي تفجرت بين البلدين علي خلفية تصفيات مونديال 2010 . وجاءت زيارة عمرو التي يقوم بها للجزائر حاليا ، وسط إحساس البلدين بالحاجة لإعادة إحياء للعلاقات التاريخية بينهما بما يعزز العمل العربى والأفريقى المشترك. وفي هذا الصدد أكد المستشار عمرو رشدى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن الرغبة المتبادلة فى تعزيز التشاور بين البلدين قد تجلت فى امتداد لقاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مع وزير الخارجية المصرى إلى ساعتين ونصف الساعة. وقد عقد وزيرا الخارجية جولتين من المباحثات فى يومين متتالين ، حيث لم تكف الجولة الأولى بين عمرو ونظيره الجزائرى مراد مدلسى لتغطية كافة الموضوعات المطروحة ، بالإضافة إلى اجتماع وزير الخارجية المطول مع وزير الشئون المغاربية والإفريقية الجزائرى عبد القادر مساهل. وأضاف المتحدث أن تلك المشاورات قد أسفرت عن اتفاق الجانبين على إجراءات محددة لتعزيز التعاون والتنسيق فيما بينهما، وهى : 1-بدء حوار إستراتيجى يعقد بالتناوب بين العاصمتين ، وعقد أولى جولاته فى الربع الأول من العام القادم. 2-عقد لجنة المتابعة الوزارية خلال الشهرين المقبلين للإعداد لعقد اللجنة العليا بين البلدين ، التى لم تجتمع منذ عام 2008. 3-تشكيل لجنة تنسيق مشتركة تختص بالشئون الإفريقية ، بحيث تجتمع دوريا قبيل المؤتمرات والاجتماعات الإفريقية الهامة للتشاور وتنسيق مواقف البلدين. 4-إنشاء آلية للتشاور بين دول الشمال الإفريقى داخل الاتحاد الإفريقى (من المعروف أن دول الشمال الإفريقى تساهم بمفردها بنصف ميزانية الاتحاد الإفريقى بالكامل). 5-إعداد اتفاق اطارى شامل بين البلدين لتنظيم كافة المسائل المتصلة بالشئون القنصلية والعمالية ، بحيث يدخل حيز النفاذ أوائل العام المقبل. 6-تبادل الدعوات للتنسيق وتعزيز التعاون بين البلدين على مستوى وزارات القوى العاملة والزراعة والصناعة والتجارة والثقافة والتعليم والتعليم العالى والإعلام. 7-إنشاء لجنة مشتركة تعنى بتعزيز التعاون الثقافى والإعلامى والتعليمى بين البلدين. 8-مشاركة مصر ، لأول مرة ، فى مؤتمر دول تجمع الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والذى يعقد فى مالى أوائل العام القادم. واعتبر المتحدث باسم الخارجية في توصل البلدين لكافة تلك التفاهمات خلال زيارة وزير الخارجية للعاصمة الجزائرية دليلا على تجاوز البلدين لأية ظواهر عابرة قد تكون أثرت على العلاقات فى الماضى،واستئنافهما بل وتعزيزهما للروابط التاريخية الوثيقة والتضامن بين الشعبين والذى تجلى واضحا خلال كل من الثورة الجزائرية وحرب أكتوبر المجيدتين.