أظهرت أشرطة فيديو بثها على الإنترنت معارضون سوريون تظاهرات جرت اليوم في جمعة ما أسموه بمهلة الجامعة العربية وحمل المشاركون فيها لافتات كتب عليها "يا سوريا لا تخافي، بشار بعد القذافي" و"اجاك الدور يا دكتور" و"ثوار حاس (ريف أدلب) يهنئون ثوار ليبيا". يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه ناشط حقوقي عن مقتل أربعة مدنيين برصاص قوات الأمن السورية الجمعة بينهم ثلاثة في حمص بوسط سوريا والرابع في جاسم الواقعة في ريف درعا بالجنوب السوري مهد الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان "استشهد مواطنان قبل قليل وأصيب آخر بجراح حرجة إثر إطلاق رصاص عليهم من حاجز أمني في حي باب السباع" في حمص. وأضاف إنه في حمص أيضا "استشهد مواطن في حي باب هود قبل قليل إثر اطلاق الرصاص عليه من قبل قناصة متمركزة في القلعة". كما أعلن المرصد مقتل "مواطن في مدينة جاسم وجرح آخرين عندما أطلق رجال الأمن الرصاص بكثافة لتفريق مشيعي شهيد سقط يوم أمس في البلدة". وخرجت عدة تظاهرات اليوم في ريف ادلب (شمال غرب) وريف دمشق تبارك للشعب الليبي بمقتل زعيمه المخلوع معمر القذافي وتتوعد الرئيس السوري بان دوره آت، بحسب المصدر نفسه. وأكد المرصد "اطلاق نار كثيف في حمص حيث تمركز ناقلات جند مدرعة إلى ساحة المريجة وإلى أول شارع حي باب السباع". وأوضح أن "مظاهرة حاشدة خرجت في قلعة المضيف بسهل الغاب (ريف حماة) ردا على ممارسات القوات السورية في قرى سهل الغاب"، مضيفا إن "قوات الأمن تلاحق متظاهرين خرجوا من بعض مساجد الأحياء الجنوبية لمدينة بانياس (غرب) وتداهم الآن بعض المنازل التي يعتقد أن المتظاهرين دخلوا إليها". من جهتها أشارت لجان التنسيق المحلية في ريف دمشق إلى "انتشار للجيش في سقبا وكفربطنا وحمورية وجسرين والى اقامة حواجز جديدة لتفتيش المارة والمركبات، كما اعتلى قناصة اسطح المباني في سقبا". وإضافت "إن كافة مساجد مدينة القصير (ريف حمص) مغلقة من قبل القوى الأمنية وإعلان عن حظر تجول في المدينة". كما أعلنت "قوات الأمن عن حظر كامل للتجول عبر مكبرات الصوت في انخل (ريف درعا)"، بحسب اللجان. وكان ناشطون دعوا الى التظاهر في جميع المدن السورية اليوم في ما أطلقوا عليه "جمعة المهلة العربية" وذلك ردا على دعوة الجامعة العربية نظام بشار الأسد للحوار مع المعارضة خلال 15 يوما مما يعطيه كما يقولون وقتا اضافيا لقمع الحركة الاحتجاجية ضده. وكان وزراء الخارجية العرب دعوا مساء الأحد في بيان صدر في ختام اجتماع طارىء عقدوه في القاهرة الى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية و"أطراف المعارضة بجميع أطيافها خلال 15 يوما"، إلا أن سوريا تحفظت عن هذا البيان. وأعطى مقتل العقيد معمر القذافي الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاما بيد من حديد وقتل الخميس بأيدي مقاتلي المجلس الانتقالي املا جديدا للناشطين في سوريا، وقالوا "لقد لاحق الشعب الليبي العقيد الفار مدينة مدينة، شارعا شارعا، زنقة زنقة، إلى أن وجده في احد مجارير الصرف الصحي كما ذكرت إحدى وكالات الأنباء". ويأتي ذلك غداة مقتل خمسة مدنيين برصاص الامن في مدن سورية عدة، إضافة إلى مقتل العديد من الجنود خلال اشتباكات دارت الخميس بين الجيش وعناصر مسلحة يشتبه بانها "منشقة عنه" في ريف حمص، ما يؤشر الى بدء تحول الحركة الاحتجاجية السلمية في البلاد الى ثورة مسلحة. وتشهد سوريا منذ منتصف مارس حركة احتجاجية لا سابق لها سقط خلالها اكثر من ثلاثة آلاف قتيل بينهم 187 طفلا على الأقل منذ 15 مارس بحسب الأممالمتحدة التي حذرت من مخاطر وقوع "حرب اهلية". وتتهم سوريا "عصابات إرهابية مسلحة" بزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.