نعى مجلس قيادات الهيئة العامة لقصور الثقافة شهداء الوطن الذين استشهدوا في أحداث ماسبيرو مساء الأحد الماضي، وهم يعبرون عن آرائهم الوطنية في مسيرة سلمية. وكان المجلس قد أنهى اجتماعه منذ قليل لتدارس أحداث ماسبيرو التي راح ضحيتها عدد كبير من أبناء الشعب المصري، وأقر عدداً من القرارات، أهمها مواصلة الأنشطة الثقافية والفنية التي تؤكد الدور الوطني للهيئة العامة لقصور الثقافة في المرحلة المهمة من تاريخ الوطن. وأكد مجلس القيادات في بيان بعد الاجتماع أن "كل المصريين شعبٌ واحد صنع وطنًا واحدًا وتاريخًا عريقًا منذ فجر الإنسانية، الأمر الذي لم تفرقْه الدسائس، والعمل على إشعال الفتن التي وصفها البيان بالمؤامرات الدنيئة، واللعب بمقدرات الوطن الخالد، الذي يحتفظ لأبنائه جميعاً – دون تمييز – بمكانة واحدة عبر الأزمان". كما أكد المجلس رفضَه المحاولاتِ الخفيةَ لإحداث الفوضى والقفز على مكتسبات ثورة 25 يناير المجيدة، وإجهاض حركتها الوطنية، تحت مزاعم لا تقوم على أي رصيد في الواقع الاجتماعي المصري. وأعلن المجلس في بيانه رفضه التام لأي محاولة للتدخل الخارجي في الشأن المصري، وكذلك كل أشكال التمييز العرقي والديني والثقافي، وطالب المجلس في هذا الصدد بالإسراع في إصدار القانون الموحَّد لبناء دُور العبادة؛ لما في ذلك من حفاظ على وحدة أبناء الوطن ومستقبلهم. وأهاب المجلس بكل طوائف الشعب المصري والمثقفين بخاصة، ألا ينساقوا وراء الشائعات المغرضة وما تبثه بعض وسائط الميديا، وأن يجتمع الشعب المصري على قلب رجل واحد؛ مستحضرين روح الميدان في أثناء الثورة؛ لتحقيق المستقبل المأمول الذي يطمح إليه المصريون في اللحظة الراهنة. وأعلن مجلس القيادات إيمانَه الكامل بقدرة هذا الوطن وأبنائه على النهوض السريع من آثار هذا الحادث، بما يكتنزه من حكمة وفطنة، وما يتمتع به من عمق حضاري أنتجه كل أبنائه عبر التاريخ.