يستحق مستشفى كفر الدوار الجديد أن يدخل موسوعة جينس للأرقام القياسية من حيث أطول مدة لإنشاء مشروع. فبالرغم من مرور أكثر من 28 عاما على البدء في أعمال إنشاء المستشفى بتكلفة تجاوزت 125 مليون جنيه، لم يتم افتتاحه حتى الآن ويقتصر تشغيله على العيادة الخارجية فقط، وهو ما دفع الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة إلى التصريح خلال إحدى زياراته بأنه سيذبح أضحية ابتهاجا بافتتاح المستشفى حال اكتماله. يقع المستشفى على مساحة حوالي 3 أفدنة عند مدخل مدينة كفر الدوار على الطريق الزراعي السريع، وهو عبارة عن مبنى هائل من 6 طوابق تشتمل على كل الأقسام بطاقة 600 سرير و4 غرف للعمليات، إلى جانب معامل التحاليل وسكن الأطباء والعيادات الخارجية ومحرقة النفايات الطبية والمولد الكهربائي وتعاقب عليه أكثر من 5 وزراء صحة دون أن يتم افتتاحه. عن المشكلة يؤكد محمد التماوي، عضو المجلس المحلي، حاجة المحافظة وأبناء مدينة كفر الدوار الماسة للمستشفى للارتقاء بمستوى الخدمات الطبية وإسعاف المرضى والمصابين في حوادث الطرق على الطريق الزراعي والطريق الدولي الساحلي بدلا من نقلهم إلى معهد دمنهور الطبي والمستشفى الجامعي بالإسكندرية، ويكشف أن أحد أسباب التأخر في استكمال المستشفى يتمثل في ضخامة مبناه واحتياجه لتجهيزات بمئات الملايين من الجنيهات، إلى جانب الخلاف على تبعيته بين المستشفىات العامة والهيئة العامة للمستشفىات، مشيرا إلى ضرورة افتتاحه للحفاظ على ما به من معدات قبل أن يأكلها الصدأ. أما محمد عبدالهادي، رئيس لجنة الشؤن القانونية بالمجلس المحلي، فيكشف عن مناقشة الموضوع أكثر من مرة في المجلس وإصدار توصيات بسرعة تشغيله، إلا أنها لم تتحقق على أرض الواقع، ولا يزال المستشفى خارج نطاق الخدمة. ويقترح اللواء محمد الصول، رئيس جمعية الشبان المسلمين بدمنهور، استغلال المستشفى كمبني لكلية الطب ومستشفى جامعي لها خاصة مع صدور القرار الجمهوري بإنشاء جامعة دمنهور. ويطالب الدكتور سمير دغش، رئيس لجنة الصحة في المجلس المحلي، بأن يتم توظيف إمكانيات المستشفى الكبيرة في خدمة المرضي مع دراسة تحويل أجزاء منه على مراكز متخصصة للعلاج مثل مركز للكبد أو الكلى، مشيرا إلى حاجة المحافظة لمثل هذا النوع من الخدمات الصحية. من جانبه أوضح الدكتور زكريا عبد ربه، وكيل مديرية الصحة بالبحيرة، أن مستشفى كفر الدوار الجديد كان يتبع أمانة المجالس الطبية وتم ضمه مع مستشفى وادي النطرون على ولاية مديرية الصحة في البحيرة بقرار جمهوري، وكشف عن أن الشركة المنفذة تقوم حاليا بإدخال بعض التعديلات على العيادات وغرف العمليات بما يتوافق مع اشتراطات ومعايير الجودة العالمية، وفور الانتهاء من التجهيز سيتم افتتاح المستشفى.