لا مفر من أن المشهد يستوقفك لأنه استوقف الكثيرين قبلك وجعلهم يلتفون حوله..فهو شخص يجلس على أسفلت الميدان يتصبب العرق من جبهته وكل جسده ومع هذا فهو لا يتوقف عما يفعله ولا يعبأ بالواقفين في سبيل أن يكمل ما يرسمه وإيصال المعنى للجميع. اقتربت "بوابة الأهرام" من الحشد الملتف حوله لكشف ما يرسمه على الأرض، فكانت كلمة "ما زال ال؟...مستمرا" طالبا من الواقفين أن يفهموا الكلمة الغائبة كما يشاؤون أو حسب ما يشعرون به، وهنا اختلف الواقفون حوله،ومنهم من رأه جبانا ويخاف من كتابة الكلمة مباشرة فاعترض عليهم مؤكدا أنه لا يخاف من السجن في سبيل ما يريد كتابته ولكنه لا يريد أن يفرض على أحد كلمة معينة،فكل شخص من الشعب المصري يشعر بظلم من شيء مختلف عن الآن،منهم من يشعر بالاستبداد ومنهم من يشعر بالفقر وهناك من يشعر بالفساد..الخ. ولذلك فالكلمة الغائبة يضعها كل من يشاهد الرسمة حسب ما يعانيه،وأكمل الرسام لوحته على الأرض ورسم أسفل العبارة الأولى ميزان العدالة وفي كفته اليمني مبارك ورموز نظامه والفساد وطالبه الناس بضم المجلس العسكري إليهم،فيما رسم في الكفة الثانية الشعب،وأكد أن الشعب في واد وكل هؤلاء في واد آخر. وقام عدد من الشباب بمساعدة هذا الرسام فيما يفعله لإكمال لوحته فما تحدثت معه بوابة الأهرام وعلمت منه أن اسمه أحمد زاهر وتخرج في كلية التربية الفنية ويعيش في شبرا الخيمة بالقليوبية وحضر إلى ميدان التحرير منذ أول أيام ثورة 25 يناير وقام برسم العديد من اللوحات على الأرض والتي تعبر عن حالة الثوار ولقب برسام الثورة وعاد إلى بيته بعد نجاح الثورة ظنا منه إنها ستحقق ما طالبت به ولكنه اليوم عاد في مظاهرات تصحيح المسار لأنه فعلا يشعر أن الثورة أخطأت المسار.