لم يكن منتجو السينما المصرية يتخيلون أن يتحول موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى رقيب على أفلامهم، بل ويكون هو البديل للرقابة، فمن خلاله تصدر قرارات المقاطعة والتشويه ومنع عرض الأفلام فى دور العرض. ففى أسبوع واحد وصل عدد الصفحات أو "الجروبات "، التى تم إنشاؤها على الإنترنت وال"فيسبوك" لمقاطعة فيلمى "شارع الهرم"، و"أنا بضيع يا وديع" إلى أكثر من 25 صفحة كلها تدعو الى مقاطعة الفيلمين وعدم مشاهدتهما وهو ما ازعج صناعه وخاصة منتج "شارع الهرم" السبكى الذى قام بدوره بوضع شاشات لعرض إعلانات ومقاطع من الفيلم فى الشوارع التى بها دور عرض مثل شارع طلعت حرب. ولم تكن حملات المقاطعة التى طالت أيضا أفلام "انا بضيع يا وديع " هى الأزمة التى تهدد السينما المصرية بل والقرصنة فالفيلم الذى لا تطوله ايدى رقابة الفيس بوك تطوله ايدى القراصنة وهم فرق منتشرة حاليا فى شارع 26 يوليو ويعرفون بأنهم تجار السينما الجدد منذ سنوات. وقد بدأ نشاطهم منذ التسعينيات عندما انتشرت أجهزة المحمول ذات الكاميرات عالية الجودة، التى من خلالها يمكن تصوير الفيلم بطرية تسمح بمشاهدته على أجهزة الكمبيوتر. حملات المقاطعة قامت بها فرق من الشباب الملتزمين وهم أنفسهم من أنشأوا صفحات لمقاطعة بعض مسلسلات رمضان ومنها مسلسلى "كيد النسا" لفيفى عبده وسمية الخشاب، و"سمارة" لنفس الأسباب وهى أن هذه المسلسلات تتضمن مشاهد رقص وعبارات خارجة ،ولم يقتصر الأمر على الأعمال المصرية بل حدث فى عدد من الدول العربية مثل سوريا ودول الخليج إذ قام بعض الشباب بإنشاء صفحات لمقاطعة مسلسلات مثل "العشق الممنوع" وأنشأت صفحات لمقاطعة مسلسل "فى حضرة الغياب" يتضمن مشاهد مثيرة، بل لوجود خلافات مع منتج وبطل العمل فراس ابراهيم. حملات المقاطعة بدأت سينمائيا قبل ايام من عرض افلام العيد ،وكانت بسبب ما تضمنه فيلمى "شارع الهرم" و"أنا بضيع يا وديع" فالفيلمين تضمنا بالفعل مشاهد وعبارات دفعت بعض الشباب ليس لأنشاء حملات مقاطعة بل للتحذير من هذه الافلام ووصل الامر بان ارسلوا رسائل عبر الإس ام اس بعدم الذهاب الى الفيلمين، والمثير ان منتج فيلم "شارع الهرم" انتهج نفس الطريقة فى الدعاية لأفلامه وهى تكثيف كل مشاهد الاغراء من رقص وافيهات وعبارات خارجة فى برومو الفيلم الذى يعرض قبل الفيلم بأسبوع، والمؤسف أن البرومو عرض قبل انتهاء شهر رمضان باسبوع وفى اهتمام الناس بقضاء الايام العشرة الاخيرة فى حالة روحانية. وقد جرت العادة ان تكون شركة السبكى هى صاحبة السبق فى عرض بروموهات الافلام فى شهر رمضان، وان تكون دينا وسعد الصغير هما بطلا هذه الاعمال، ولم تتعظ دينا مما حدث لها من تحرش منذ سنوات بسبب ما مشاهدها المثيرة، والهجوم الذى حدث لها. ولم يتعظ سعد الصغير الذى يردد دائما أنه بنى مسجدا، واصيب منذ عام بحالة كان قد شارف على الموت فيها وانقذته الرعاية الالهية لكنه مصر على ان ينافس دينا فى تقديم مشاهد الرقص فى شهر رمضان. وما يحدث من هجوم ليس كما يردد البعض سببه وسائل الاعلام ولا الصحف ولا البرامج ،بل هجوم من الجمهور الذى يدعى هؤلاء النجوم أنهم يقدمون أفلامهم إليه. شركات انتاج هذه الافلام تتبارى حاليا فى نشر ايرادات الاسبوع الاول ،وتفتخر شركة إنتاج فيلم "شارع الهرم" بان الفيلم حقق الملايين وأنه رقم واحد وأن حملات المقاطعة لم تؤثر فى الفيلم.