"مقاطعة فيلم (شارع الهرم).. الفيلم يجمع بين الرقص الاستعراضي والغناء .. هي دي مصر اللي عاوزينها بعد الثورة ؟ الناس دي بتاخد ملايين في حاجات هايفة ليه ؟؟ الناس دي لما قامت الثورة كانوا ضدها .. ودلوقتي ركبوا الموجة وبقوا معاها. وقتكوا انتهي خلاص .. مصر مش بلد الهلس والهيافة .. لازم نفوق بقي أنشر الأيفينت علي قد ماتقدر "بهذه الكلمات بدأت دعوة مقاطعة فيلم "شارع الهرم" التي وصل المشتركون بها علي موقع ال "فيس بوك" إلي حوالي 45 ألف مشترك، لتسير الدعوة علي نفس خطي ما حدث مع فيلم "الفيل في المنديل" لطلعت زكريا والسبكي، بينما ظهرت صفحات أخري تدعو للمقاطعة ويتزايد أعضاؤها باستمرار حيث كتب أحدهم قائلا: انا قولت بعد الثورة ستتغير السينما المصرية لكن في الحقيقة بعد ما شاهدت اعلان فيلم شارع الهرم احبطت نفسيا لان كل صناع هذا العمل لا علاقة لهم بالفن المحترم، ويؤسفني أن أقول إن السينما المصرية تنهار علي أيدي أشخاص لا يعرفون يعني اية تمثيل" بينما قال آخر : اكيد لازم نقاطعه ونقاطع اي فيلم تافه ملهوش رسالة بتحمل قيم ومبادئ هادفة بيوصلها للجمهور وإلا يبقي احنا كدة لسة في عصر قبل الثورة وعليه العوض. الطريف أن الجمهور حاربوا الفيلم أيضاً بنفس طريقة محاربة فيلم "الفيل في المنديل" حيث أخذوا يذكرون الناس بتصريحات سعد الصغير الإعلامية التي أكد فيها أن الغناء أكل عيش ومبارك مثل والده ويرفض إهانته، ولو خيروه بين أن يترك الغناء ومحاكمة مبارك لاختار أن يترك الغناء حتي لا يحاكم مبارك. من ناحية أخري سادت حالة من القلق داخل شركة السبكي للإنتاج السينمائي، بسبب الدعوات المطالبة بمقاطعة الفيلم وتخوف فريق عمل الشركة من تأثير تلك الدعوات علي نسبة مشاهدة الفيلم، وأخذوا يرصدون تلك الصفحات وما يتم كتابته فيها. "شارع الهرم" بطولة دينا وسعد الصغير وعلاء مرسي وسليمان عيد ولطفي لبيب ومها أحمد ومادلين طبر ومن تأليف سيد السبكي وإخراج محمد شوري في أولي تجاربه الإخراجية. الأمر لم يقتصر علي فيلم شارع الهرم فقط ولكن القائمة شملت أيضًا فيلم «أنا بضيع يا وديع» في صفحة علي موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بعنوان «مقاطعة الفن الهابط» ورفع أعضاء هذه الصفحة شعارًا بعنوان نعم نستطيع أن نفعلها ولكن محتاجين أن نتحرك ونكون ايد واحدة احنا في بداية الطريق وإن شاء الله البلد هتنضف علي ايد شبابها ووصف أعضاء هذه الصفحة هذه المقاطعة والدعوة لها بمثابة ثورة علي الفن الهابط لأن من سبل التقدم الارتقاء بالفنون ومن بينها السينما. ووصف أعضاء الصفحة الفيلم بأنه «كارثة أخلاقية» لأنه يحمل انحدارًا أخلاقيا لا يليق بمصر بعد الثورة. هذه الحملات انطلقت بمجرد عرض التريلر الخاص بفيلم «أنا بضيع يا وديع» الذي ضم بعض الألفاظ والإيحاءات الخارجة والرقصات للبنانية لاميتافرنجية. خاصة أن أبطال الفيلم لهم تجربة سيئة مع الجمهور من خلال حملة إعلانية لقناة ميلودي تتضمن نفس الفكرة في تقديم الفن الهابط والإساءة والسخرية من أفلام حققت نجاحًا كبيرًا في تاريخ السينما المصرية. وحظيت هذه الحملات بهجوم شديد ولكن مع ذلك لم يتردد أبطالها في استمرار استفزاز الجمهور بتقديم فيلم كامل يحمل نفس الفكرة لدرجة أن أحد الأفلام ظهرت في التيتر بعنوان «الخازوق». ويقدم بطل الفيلم دور منتج للأفلام الهابطة ويدعو لزيادة الأفلام التجارية بحجة أن الإنسان الذي يصنع هذه الأفلام يموت فمن الطبيعي أن تقدم أفلام لا تعيش للتاريخ. الفيلم من بطولة أيمن قنديل ولاميتة إفرنجية وأمجد عادل إخراج شريف عابدين قصة بلال فضل وسيناريو وحوار محمد فضل. وعلي الجانب الآخر لم ينج فيلم «تك تك بوم» من حملات الهجوم خاصة بعد السقوط المتكرر لأفلام محمد سعد في الفترة الأخيرة وآخرها فيلم «اللمبي 8 جيجا» لذلك حاول سعد أن يقدم فيلما يبدو أنه بعيد عن الإسفاف والاستخفاف الذي أصاب الجمهور بالملل ولهذا قدم فيلم يتناول بعض أحداث الثورة. ولكن النتيجة يبدو أنها ستكون سلبية خاصة أن البعض رأي أن ما يقدمه سعد تجربة لا تليق بقيمة ثورة 25 يناير حيث قدم سعد علي أنها حدث يعطل كل مشاريعه الحياتية وأهمها مشروع زواجه من حبيبته التي يجد صعوبة في الاختلاء بها. هذا بجانب اعتماده علي الاستعانة بالسذاجة التي لم تعد تضحك الجمهور حيث اعتمد علي إفيه مكرر وهو البحث عن مكان خارج جمهورية مصر العربية بسبب أحداث الثورة لذلك يفكر في أن يقضي شهر العسل في الإسكندرية أو رأس البر فيكتشف أنها ضمن أجزاء مصر العربية وتحت حكم الرئيس المخلوع هذه الملامح اكتشفها الجمهور من خلال برومو الفيلم لذلك بدأت حملات المقاطعة مبكرًا.