كمال الشناوى واحد من أهم علامات السينما المصرية. رحل عن دنيانا فجر الإثنين، لكن سيظل بيننا بأفلامه ومسلسلاته المتعددة، التى كانت مليئة بالقيم وحملت رسائل فنية وسياسية متعددة. وربما يكون الوقوف عند سيرته الذاتية الآن فيه شىء من رد الجميل للرجل حتى لو كان متأخرا. محمد كمال الشناوى.. واحد من الفنانين القلائل الذى استطاع من خلال أدواره أن يخرج نفسه من عباءة الحصر في أدوار معينة مثل غيره من الفنانين الذين تم تصنيفهم في أدوار الشر أو الخير بصفه عامة. فخلال مشواره الفنى الذى امتد على نحو 63 عاما استطاع أن يقدم مزيجا متنوعاً من الأعمال.. بعضها تمرد فيه على ملامحه الوسيمة، حيث جرى تصنيفه كواحد من فتيان الشاشة لينتقل بنفسه لتجسيد عددا من أدوار الشر. وفى أحيان أخرى مزج بين خفة الظل والمرح من خلال الدويتوهات التى قدمها مع الفنانة شادية وإسماعيل يس. لعل رحلة كمال الشناوى كانت تتنبأ بمولد نجم فنى كبير منذ تخرجه فى كلية التربية الفنية بجامعة حلوان، ثم التحاقه بمعهد الموسيقى العربية ثم عمله مدرسا للرسم. وقد بدأ الشناوى في تحقيق حلمه بالتمثيل عام 1948 من خلال فيلم "غنى حرب" ثم توالت أعماله في نفس العام وقدم فيلميه "حمامه سلام" و"عدالة السماء". يبدو أن نجاح الشناوى مع شادية في تقديم هذين الفيلمين كان سبباً في استغلال بعض المخرجين للدويتيو الذي أقاماه معاً وقدما من خلاله سلسلة من الأفلام الناجحة منها "ساعة لقلبك" و"ظلموني الناس" عام 1950 مع المخرج حسن الإمام ليأخذهما المخرج حلمى رفله بعد ذلك معاً في عدد كبير من أفلامه منها"( بين قلبين، حياتي أنت، قليل البخت، مغامرات إسماعيل ياسين)، ليصل عدد الأفلام التى قدمها الثنائي معاً إلى 32 فيلما تنوعت بين الدراما والكوميديا. خلال هذه الفترة تردد أن هناك علاقة حب كانت قد جمعت بين الطرفين حتى إن الشناوى قرر أن ينتج لها فيلماً بعنوان "عش الغرام" من إخراج حلمى رفلة عام 1959. لم يكتف الشناوى بكونه ممثلاً محلياً فقط بل قرر أن يصل إلى العالمية، وقدم أربعة أفلام من إنتاج خارجى، منها فيلم لبناني بعنوان "بدوية العاشقة" وفيلم إنتاج مشترك مع اليابان وهو "على ضفاف النيل"، وآخر سورى باسم "الرجل المناسب" وأخيرا "لصوص على موعد" وهو إنتاج مشترك مع تركيا. استطاع الشناوى أن يتألق في أدوار الشر في بعض أعماله والتى حفرت في أذهان كثير من الناس رغم عدم تصنيفه على أنه "النجم الشرير" كما هو مثلاً في محمود المليجى لكن براعته في تجسيد هذه الأدوار جعلته لا يغيب عن ذاكرة جمهوره. ولعل أبرز هذه الأعمال فيلم "المرأة المجهولة" مع شادية والذى عرف من خلاله بشخصية "عباس" الرجل الذى حطم علاقة الحب بين شادية وحبيبها وحرمها من ابنها الوحيد كذلك دوره في فيلم "الكرنك" والذى قدم من خلاله شخصية ضابط المخابرات الذى يقوم بتعذيب المواطنين، و"اللص والكلاب" حيث تقديمه لشخصية الصديق الذى يستغل صاحبه في تحقيق أهدافه ومصالحه الشخصية. يعتبر كمال الشناوى من أكثر الفنانين القدامى الذين أثروا التليفزيون بعدد من الأعمال الدرامية منها "هند والدكتور نعمان" و"الجانب الآخر من الشاطىء" ،"لدواعى أمنية"، "العائلة والناس". كما كان الشناوى من الفنانين الذين قرروا أن يشاركوا الوجوه الجديدة في أعمالهم حيث تقديمه في عام 2006 لفيلم "ظاظا" مع الفنان هانى رمزى.