لايزال الغموض يحيط بمستقبل كلية هندسة شبرا، بعد أن أعلن الدكتور صفوت زهران، رئيس جامعة بنها، موافقة وزارة التعلم العالى والمجلس الأعلى للجامعات، على قرار نقل الكلية إلى الحرم الجامعى ببنها، وضمها لمعهد تكنولوجيا بنها لتصبح تحت مسمى "كلية التكنولوجيا والهندسة". أعداد الطلاب المتظاهرين بالكلية، تزداد يوما بعد الآخر، اعتراضا على قرار النقل، وساندهم فى ذلك بعض أعضاء هيئة التدريس والموظفون بالكلية. وبعث الطلاب بشكاوى إلي المسئولين في الدولة، بعد عدم اقتناعهم بمبررات رئيس الجامعة، التى رددها حول أسباب قرار النقل. وتردد أن نقل الكلية إلى بنها بالقليوبية، ستتبعه عملية بيع الأرض لأحد المستثمرين،الأمر الذي مانفاه رئيس الجامعة فى لقائه مع الطلاب.ورغم محاولات رئيس الجامعة نفي تهمة بيع أرض كلية الهندسة، إلا أن غالبية الطلاب لم يقتنعوا بذلك. كما رفع الطلاب لافتات مدونا عليها عبارات:"مش هنوافق مش هنبيع.. هندسة شبرا مش للبيع، و"هندسة شبرا يابلاش.. معهد بنها مينفعناش". واشتدت حدة غضب طلاب الكلية بعد رفضهم للطريقة، التى تعامل بها رئيس الجامعة معهم، حيث قال لهم :"ليه محسسنى إن هندسة شبرا أعظم كلية هندسة فى العالم"، مما أثار حفيظة الطلاب، وتعالت أصواتهم على رئيس الجامعة، مما دفعه لطرد بعضهم من اللقاء. لكن مبررات زهران لطلاب الكلية حول عملية النقل، تركزت فى أن قرار إخلائها، سيكون أفضل لها وأن مكانها الحالى لايصلح للتطوير وأن نقل الطلاب الى المعهد التكنولوجى لبنها سيكون لتطوير الكلية من حيث المستوى، لأنه لايليق بكلية هندسة أن تكون مجاورةلمنطقة سكنية مزدحمة. وسأل زهران طلاب الكلية قائلا:" كيف ترضون أن تكونوا فى كلية تقع خارج المحافظة الموجود بها الجامعة؟". وأضاف " أريد أن تكون الكلية داخل الحرم الجامعى أو على الأقل بالقرب من المقر الرئيسى للجامعة وليس أن تكون الكلية فى محافظة والجامعة فى محافظة أخرى" وقال محمد حمدى أحد طلاب الكلية :" بيع الكلية بهدف البيزنس أمر مرفوض جملة وتفصيلا ولو كان كلام رئيس الجامعة حقيقيا بأنه يريد أن يكون داخل الحرم الجامعى كلية للهندسة، فلماذا لايتم إنشاء كلية جديدة للهندسة داخل الحرم الجامعى ويتركون كلية هندسة شبرا فى مكانها الحالى. واستشهد الطالب على كلامه بأنه فى الماضى كانت هندسة شبرا تابعة لجامعة الزقازيق وكان هناك كلية هندسة أخرى داخل حرم جامعة الزقازيق فلماذا الآن بالذات يتحدثون؟" غير أن إحدى المعيدات بكلية هندسة شبرا كشفت عن أن معهد التكنولوجيا بجامعة بنها يحصل الآن على منحة من الخارج، وأنه لو تم ضم الكلية للمعهد تحت مسمى "كلية الهندسة والتكنولوجيا" ستلغى المنحة المقدمة للمعهد، وأضافت :" فى حال ضم الكلية للمعهد سيصبح مستوى التعليم فى الهندسة مثل مستوى المعهد وسيعامل الخريج معاملة مساعد مهندس أو فنى بدلا من مهندس " واستنكرت المعيدة بعد المسافة بين بنها وشبرا، وحذرت فى هذا السياق من استقالات كثيرة بين أعضاء هيئة التدريس فى حال إصرار رئيس الجامعة على قراره. وفى السياق ذاته، رفض محمد مختار أحد طلبة الكلية المساواة بين طلاب "هندسة شبرا" وبين طلاب معهد التكنولوجيا، خاصة وأن طلاب الهندسة حصلوا على مجاميع في الثانوية العامة تفوق ال95% وهذا ماعجز عن تحقيقه طلاب المعهد وقت أن كانوا بالثانوية العامة. لكن الدكتور صفوت زهران قال إن نقل كلية الهندسة بشبرا ودمجها مع معهد التكنولوجيا بالجامعة لن يتم بين "عشية وضحاها"، وسيحتاج إلى ما لايقل عن أربع سنوات، ومن دخل كلية هندسة شبرا سيتخرج منها ويكتب فى شهادة تخرجه "كلية الهندسة بشبرا"، مضيفا أن دمج الكلية مع المعهد لن يطبق إلا على طلاب الفرقة الأولى من الدفعة الجديدة بالكلية. وحول شائعات بيع أرض الكلية بعد نقلها داخل الحرم الجامعى قال زهران :" هذا كلام غير صحيح بالمرة، لأننا سنستغل الأرض فى برامج خدمية جديدة للجامعة تهدف للتطوير، وأطمئن طلاب الكلية بأن مكانهم هندسة شبرا حتى يتم تخرجهم ومسألة النقل لن تتم قبل ذلك".