كشفت صحيفة "كورييرا دي لا سيرا" الإيطالية في تقرير لها عن احتمال ضلوع جواسيس سوفيت في حادثة تحطم السيارة التي كان يستقلها الروائي الفرنسي "ألبير كامو" وارتطمت بإحدي الأشجار وأودت بحياته عن سن صغيرة 46 عاماً بعكس المعروف عن أنه قضي في حادث سير عادي. واتهمت الصحيفة حسبما نقلته عنها "صحيفة الجارديان" البريطانية وصحيفة "براغ دايلي مونيتور" التشيكية المخابرات السوفييتة بالتلاعب في إطارات السيارة التي استقلها كامو مع صديقه وناشر أعماله ميشيل جاليمار صاحب دار نشر "جاليمار" انتقاما منه علي انتقاد حملة القمع التي قامت بها موسكو ضد الانتفاضة المجرية في الخمسينيات. يذكر أن كامو كان سيستقل القطار مع زوجته عائدا إلي باريس من منزله بمدينة "بروفانس" الفرنسية مع زوجته فرانسين وابنتيهما التوأم كاثرين وجان إلا أن صديقه جاليمار اقترح عليه العودة بالسيارة ووقع الحادث حين انحرفت السيارة وارتطمت بإحدي الأشجار فمات كامو في الحال ولحق به جاليمار بعد أيام قليلة متأثرا بجروحه. ألبير كامو هو أديب فرنسي شهير حصل علي جائزة نوبل للآداب سنة 57 قبل عامين من وفاته. وولد بالجزائر في 7 نوفمبر 1913 وتوفي في 4 يناير 1960 عرف بعلاقته الوطيدة بالفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر واتسمت رواياته بالطابع الوجودي الذي غلب علي المشهد الفرنسي في ذلك الوقت كما عرف عنه وسارتر تعدد العلاقات النسائية بصورة كبيرة حتي قال عنهم رونالد أرونسون مؤلف "كامو وسارتر" إنهما قد عرفا نصف نساء باريس وقد عرف عن كامو معارضته للاتجاهات السوريالية في الفن ومن رواياته: الغريب، الطاعون، السقوط والرجل الأول التي وجدها البوليس داخل حطام السيارة مخطوطة مكونة من 144 صفحة نشرت بعد وفاته عام 1995. تعتمد رواية الصحيفة علي ما قاله الشاعر والأكاديمي الإيطالي "جيوفاني كاتيللي" الذي أشار إلي مقطع مفقود من مذكرات الشاعر التشيكي "جان زابارانا" والتي نشرت في كتاب بعنوان "Celý život" ويقول فيه زابارنا إنه سمع شيئا غريبا من شخص متنفذ في الأوساط المخابراتية السوفيتية وهو أن حادثة السيارة التي كلفت كامو حياته في عام 1960 كان وراءها جواسيس سوفيت قاموا بالتلاعب بإطارات السيارة مستخدمين معدات متطورة لقطع أو إحداث فجوة في الإطار عند انطلاق السيارة بسرعة عالية. ويكشف "زابارنا" في مذكراته عن أن وزير الخارجية الروسي "ديمتري شبيلوف" هو من أعطي الأمر شخصيا باغتيال كامو كرد فعل علي مقال نشره في إحدي المجلات الفرنسية في مارس من عام 1957 ينتقده فيه دور شبيلوف في أحداث المجر التي أطلق عليها كامو "مجازر شيبيلوف" وهي الأحداث التي أرسلت فيها موسكو قوات سوفيتية لقمع الانتفاضة المجرية في عام 1956. وقد أغضب كامو السوفييت مرة أخري بعد أن أعلن علي الملأ تضامنه مع الكاتب الروسي "بوريس باسترناك" مؤلف رواية "دكتور زيفاجو" والحاصل علي نوبل للآداب والذي منع ستالين أعماله. ولكن مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" السابق بباريس "أوليفير تود" والذي كتب سيرة حياة كامو ونشرت بالإنجليزية عام 2000 تحت عنوان "حياة A Life" يقول أنه لم يجد أي إشارة خلال بحثه لضلوع السوفييت في المسألة ولكنه أقر بأن السوفيت قد استخدموا التشيكيون في القيام بأعمالهم القذرة وأنهم لا يتوروعون عن فعل شيء إلا أنه لا يثق في القصة ولا يصدقها حتي الآن.