في ألمانيا تجري هذه الايام مباحثات علي أعلي مستوي بخصوص سلامة القطاع المالي في البلاد.والقضية لا تتعلق بتباطؤ الاقتصاد أو ببريكست.ولكن الامر يتعلق بكيفية انقاذ دويتش بنك، وهل يمكن دمجه مع "كومرز بنك" ان ينقذ الاثنين؟. بحسب تقرير للفاينانشال تايمز يجري وزير المالية أولاف شولتز مباحثات سرية ومعلنة بخصوص تسريع عملية دعم البنكين. فمنذ الازمة المالية العالمية،تراكمت مشكلات اكبر وأقدم بنكين ألمانيين -149 عاما من مزاولة النشاط المصرفي-، لتهبط أسعار أسهمهما بما يزيد عن 90% . ووفقا لجميع المؤشرات،فإن دويتش بنك كان الأسوأ.فالبنك يحقق أقل عائد علي السهم ويدفع أعلي فائدة مقارنة بنظراءه الأوروبيين.وخلال الفترة بين عامي 2011 و2018 سجل خسائر صافية بقيمة 6 مليارات يورو، ودفع 14.5 مليار دولار غرامة بسبب تورطه في فضيحة "ليبور". منذ أكثر من عشرة اعوام تدور شائعات حول اندماجه مع "كومرز بنك" من أجل إصلاح أوضاعهما.لكن لم يحدث الاندماج المنشود في ظل انشغال كل من البنكين بالتخلص من الأصول المسمومة في ميزانياتهما. مفاوضات وزير المالية تكشف عن اهتمام الحكومة بدعم أكبر بنك والذي يمثل محور اساسي في سياستها الصناعية ،وباعتبار التصدير محرك رئيسي للنمو. وتكتسب القضية أهمية متزايدة بالنسبة لألمانيا في إطار التحوط للأزمة التي تلوح في الأفق بالنسبة لكثير من الاقتصاديين.