من المتوقع أن يصل حجم سوق السندات الاسلامية "الصكوك" في العالم الي 100 مليار دولار مع نهاية العام الحالي 2012، وقد سجلت اصدارات الصكوك رقماً قياسياً خلال العام الماضي، وخلال النصف الأول من العام الحالي، مع إقبال كبير من جانب المستثمرين على الاكتتاب فيها، ومن ثم تداولها . وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية انه على الرغم من القفزة الكبيرة التي سجلتها اصدارات الصكوك في العام ونصف العام الأخيرين الا أن الطلب عليها لا يزال مرتفعاً، حيث تنقل "فايننشال تايمز" عن "آرنست أند يونج" مؤسسة مالية استشاريةتأكيدها أن الهوة بين العرض العالمي من الصكوك والطلب عليها سيتسع خلال الفترة المقبلة مع اقبال المستثمرين المتنامي عليها. ما لم تلتفت المؤسسات المعنية الى ذلك وتطرح اصدارات جيدة من الصكوك وسوف يسجل سوق الصكوك الاسلامية انتعاشاً كبيراً بالتزامن مع الأزمة التي تشهدها أسواق السندات السيادية التقليدية في العالم، كما تشهد الصكوك الاسلامية إقبالاً كبيراً من جانب المستثمرين غير المسلمين الذين يجدون فيها عوائد مغرية لا تتوافر في أي سلعة مالية أخرى، وهو ما يدفع الى الاعتقاد بأن سوق الصكوك العالمي سوف يسجل نسب نمو قياسية خلال السنوات القليلة المقبلة. وتقول "آرنست أند يونج" ان الطلب العالمي على السندات الاسلامية يُقدر حالياً بنحو 300 مليار دولار، الا أنه يتوقع أن يرتفع بحلول العام 2017 الى 900 مليار دولار، يؤكد مدير الخدمات المالية الاسلامية في "آرنست أند يونج" أشار ناظم، أن أحد التحديات الرئيسية التي تواجه سوق الصكوك هو القيود على العرض، في الوقت الذي يتواصل فيه ارتفاع الطلب. ويرى ناظم ان الارتفاع في الطلب على الصكوك هو النتيجة الطبيعية لنسب النمو المرتفعة التي يسجلها القطاع المصرفي الاسلامي، مع تنامي شهية المستثمرين على المنتجات المتوافقة مع الشريعة الاسلامية وكذلك على الأصول ذات المخاطر المتدنية. ويشير المسئول في "آرنست أند يونج" الى ان الطلب على منتجات الصكوك الاسلامية يأتي من المؤسسات المصرفية الاسلامية، اضافة الى مدراء صناديق الاستثمار، وكذلك الأفراد من أصحاب الثروات الكبيرة. وبحسب البيانات المتعلقة بالشهور الستة الأولى من العام الحالي 2012 فان ماليزيا استحوذت على أكثر من 70% من الاصدارات التي شهدها سوق الصكوك العالمي، بينما حلت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية مباشرة لتستحوذ على 13% من اصدارات الصكوك في العالم. ووفق ماقالته"فايننشال تايمز" فان سوق الصكوك الاسلامية قد شهد قفزة خلال الفترة من 1218 شهراً الماضية خاصة في منطقة الخليج العربي، التي اصبحت الصكوك فيها الصيغة المفضلة للتمويل ، لكن يشهد سوق الصكوك العالمي الكثير من التحديات من بينها عدم توافر الأصول المتوافقة مع أحكام الشريعة الاسلامية، وكذلك التشريعات التي تحكم هذا السوق، اضافة الى الضرائب التي يتم فرضها وتحصيلها على هذه الصكوك .