جدد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية رغبة الجامعه في تمتين الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين شعوبها العربية والقارة الأفريقية .والتزامها الأصيل بالارتقاء بمستوى تعاونها وتنسيقها مع الاتحاد الأفريقي في كل ما من شأنه أن يحقق آمالنا ويصون مصالحنا المشتركة؛ وقال أمين عام الجامعه العربية "أقول ذلك ونحن نتجمع هنا في موريتانيا ... الدولة العربية الأفريقية العضو الفاعل في الجامعة والاتحاد المكان الذي تتلاقي فيه الجغرافيا العربية والأفريقية والموقع الذي تنصهر فيه الحضارتان العربية والأفريقية." وتابع أمام القمة رقم 30 للاتحاد الأفريقي المنعقدة بالعاصمة الموريتانية نواكشوط " أننا قطعنا بالفعل شوطاً طويلاً في طريق تحقيق الأهداف التي انطلقت عليها الشراكة العربية الأفريقية منذ تأسيسها عام 1977 ونجحنا معاً في توظيف إمكانياتنا الجماعية وجهودنا التراكمية لجعل هذه الشراكة الأكثر خصوصية، إن لم تكن الأكثر تميزاً، بين سائر أطر التعاون التي تجمع منظمتينا بشركائها الآخرين؛ وإذ أعدكم بأننا سنواصل جهودنا الدؤوبة وعملنا المؤسسي مع مفوضية الاتحاد الأفريقي في هذا الاتجاه وتخطي أية عقبات قد تقف أمام تنفيذ مقررات قممنا السابقة وخطط العمل التي اعتمدتها ... وعرض الأمين العام للجامعه العربية علي القمة عددا من النقاط والمحاور بشأن مستقبل العلاقات بين الجانبين تمثلت فيما يلي : أولاً: إننا نظل في الفضاء المشترك بين العالم العربي والقارة الأفريقية نواجه جملة من الأزمات والتحديات المشتركة التي تهدد أمن وسلامة دولنا واستقرار مجتمعاتنا ... وهو ما يحتم علينا أن نضاعف من جهودنا المشتركة ومساعينا السياسية المتناسقة لتسوية هذه النزاعات ... ومعالجة جذور الأسباب التي تؤدي إلي نشوب بؤر التوتر التي تساهم في إذكائها وامتداد نطاقها.
ثانياً: إن التوصل إلي حل شامل للأزمة في ليبيا على وجه التحديد يمثل هدفاً مشتركاً وأولوية متقدمة لمنظمتينا ... إذ أن كلاً من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي تتحمل مسئولية أصيلة في مرافقة الأشقاء الليبيين بغية استكمال المسار السياسي وإتمام الاستحقاقات الدستورية والانتخابية التي يتطلع إليها الشعب الليبي؛ وأدعو هنا إلي تكثيف عملنا التكاملي مع الاتحاد الأفريقي ولجنته رفيعة المستوى دعماً لهذه المسيرة ... وتشجيعاً لخطوات توحيد مؤسسات الدولة الليبية ... ومساندةً لعملية إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المنتظرة عندما تتوافر الظروف المواتية لتنظيمها ومراقبتها؛ كما أجدد تطلعنا لمواصلة التعاون مع الاتحاد الأفريقي في إطار المجموعة الرباعية، التي تجمعنا مع الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي توافقنا على عقد اجتماعها القادم تحت استضافة الاتحاد الأفريقي بمقر المفوضية في أديس أبابا. ثالثاً: نحن مطالبون أيضاً بتعزيز التعاون فيما بيننا دعماً للصومال ولجهود الحكومة الفيدرالية في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار على كامل أراضيها ... ولا يفوتني هنا أن أشيد مجدداً بالدور الأمني والعسكري الهام الذي تضطلع به بعثة الأميصوم الأفريقية وبتضحيات قواتها في سبيل القضاء على تهديد حركة الشباب الإرهابية؛ كما أجدد حرصنا على العمل مع الاتحاد الأفريقي دعماً لجمهورية القمر المتحدة ... وللحوار الوطني الهام الذي شهدته ... ولكل ما من شأنه أن يحافظ على استقرارها ووحدتها الوطنية ورفاهية شعبها. رابعاً: ستظل الجامعة العربية مساندة لكل جهد يقوم به الاتحاد الأفريقي ودوله الأعضاء لحفظ السلم والأمن في القارة الأفريقية ... إذ نشيد على وجه الخصوص بدورها القيادي في تشجيع الأشقاء في جنوب السودان على تنفيذ اتفاقية وقف العدائيات العسكرية الموقعة في ديسمبر الماضي ورعاية مفاوضات تنشيط اتفاقية السلام الموقعة عام 2015 والتي أفضت كلها إلي التوقيع في الخرطوم على الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار ... كما نتضامن مع جمهورية مالي والدول المشاركة في القوة العسكرية الخماسية لإحلال الأمن ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل ... ونحيي كثيراً التزام اتحادكم ومجلس السلم والأمن الأفريقي بإنفاذ مبادرة إسكات البنادق في ربوع القارة بحلول عام 2020. خامساً: هناك جملة من الأولويات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي تسعى منظمتانا إلي تحقيقها ... ولكل منا رؤيته وخططه واستراتيجياته بشأنها ... لكنني أقدر صادقاً أن بوسعنا إقامة مزيد من الاتساق والتكامل فيما بيننا بغية تنفيذها ... إذ أن أهدافنا تعد في مجملها متشابهة ... واهتماماتنا في المنظومة الدولية تكاد تكون متطابقة ... وهو ما ينحسب على سبيل المثال على برامجنا المتعددة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 ، وأجندة الاتحاد الأفريقي 2063 ، ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية التي شرعتم في إنشائها. سادساً: أجد لزاماً علي أن أعبر مجدداً عن عميق تقديرنا لموقف الاتحاد الأفريقي الثابت دعماً للقضية الفلسطينية ... وهو ما يجسد أعلى مستويات التضامن المتبادل الذي عاهدناه فيما بيننا منذ أن كافحت شعوبنا ضد الاستعمار وتحررنا من الاحتلال الأجنبي لأراضينا ... إذ نثمن عالياً الإعلانات المبدئية التي تصدر عن قممكم رفضاً للاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية ضد الشعب الفلسطيني ... ونحيي الدول الأفريقية على وقوفها مع دولة فلسطين في المحافل الدولية ودعمها لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وأخرها تلك الخاصة بالقدس وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني