فى هذا العدد نستكمل جانبا آخر من مهرجان «ضى» للشباب العربى، وذلك فى مجال الرسم الذى جمع فى هذا المعرض نخبة من شباب العالم العربى وهو المجال الأخير الذى نعرضه على صفحة الفن التشكيلى. والرسم كما يقول الفنان رضا عبد السلام هو التعبير عن الأشياء بواسطة الخط أساسا أو البقع اللونية وبأى أداة من أدوات الرسم التقليدية، وقد يكون الرسم تخطيطا سريعا لتسجيل بعض المشاهدات والملاحظات أو الخواطر اللاشعورية لشكل ما مرئى، وقد يكون دراسة وتحضيرا لعمل فنى جديد بوصفه عملا فينا مستقلا يحتفظ لنفسه بكل مقوماته الإبداعية والجمالية. وعلى هذا الأساس فالرسوم تختلف فى أهدافها وأنواعها. ونعرض بعض الرسوم المتنوعة التى استغل الفنان إمكانات الخط المتعددة وأبعاده المختلفة كالإيقاع والاتزان، والظل والنور، والتأثر بالمساحة والحجم، وتحقيق الشعور بالحركة والبعد الثالث والمقصود به العمق داخل اللوحة. وقد صنف النقاد الرسم إلى أربعة أنواع: الرسوم البسيطة «الإسكتشات» والرسوم الأولية «المسودات» والارتجالات العفوية، والرسوم التى تؤخذ على أنها عمل فنى متكامل. ويلعب الخط دورا فعالا فى فن الرسم الذى عن طريقه يبدع الفنان وينقل لنا مشاعره وأحاسيسه وذلك بفعل عملية الخطوط التى يرسمها سواء كانت أشكالا آدمية وحيوانية أو زهورا، فى اتجاه ما، ولذلك الخط مرتبط بالحركة واتجاهها وهى بذلك تتنوع فى أشكالها لأنها تحمل فى داخلها حركة كاملة بالإضافة إلى الأحاسيس التى يعبر بها الفنان عن عمله فمثلا الخطوط الأفقية تعطينا الراحة والسكون والخطوط الرأسية تعطينا الإحساس بالاتزان أما الخطوط المائلة فتنقل لنا الإحساس بالسقوط أو الصعود، بالإضافة إلى الخطوط اللولبية التى تعطينا الشعور بالحركة التصاعدية، وهكذا يبرز لنا دور فن الرسم. وتقدم لنا إسراء عبدالعزيز مجموعة من البورتريهات فى لحظات من التأمل وقد ركزت على التعبير عن طريق العين حيث أبرزت نوعا من التأمل لدى أشخاصها. واللوحة الثانية للفنانة زينب جابورى من العراق التى تقدم لنا عملا متكاملا حول مجموعة من المساحات اللونية فى تباين محكم تعبر فيه عن الازدحام فى كتل من ألوان ساخنة فى تعانق مع الألوان الباردة. أما الفنان محمد التهامى فيقدم لوحة ساخرة لمشهد من مشاهد البيئة الشعبية لمجموعة من البشر تركب عربة يجرها حمار وتحيط بمجموعة من الحيوانات وهو مشهد متداول فى البيئة الشعبية. وبهذه المجموعة من الفنانين نختتم مهرجان «ضى» للشباب العربى الذى يضاهى المعرض العام للكبار.