لم يقترب وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي الثلاثاء من حل أزمة تتعلق بإصلاحات مقترحة حول قواعد اللجوء، ما يقلل احتمال تسوية القضية قبل قمة قادة الاتحاد الأوروبي المزمعة يومي 28 و 29 يونيو الجاري. وأوضحت مصادر دبلوماسية أن حل الوسط الذي تقدمت به بلغاريا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي انتقدته سبع دول على الأقل لأسباب مختلفة، على الرغم من عدم وجود تصويت. ومن ناحيته قال ستيفن ماير وزير الدولة الألماني للشئون البرلماني الذي حضر المحادثات في لوكسمبورج إن التسوية المطروحة على الطاولة حاليا لا تزال بها "أوجه قصور خطيرة". وأضاف أنه بالنسبة لألمانيا ، الأولوية هي "الدقة وليست السرعة". وأشار إلى فكرة أن هؤلاء ذوي الحاجة الخاصة للحماية لابد أن يتم استثناؤهم من الإعادة إلى الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي التي وصلوا إليها أولا ، مع الدعوة إلى مجموعة مشتركة من المعايير الخاصة باللجوء على مستوى الاتحاد الأوروبي. وقال ماير إن العديد من المقترحات البلغارية تناقض القانون الألماني ، "المناقشات السياسية الداخلية الحالية في ألمانيا" وخطة الهجرة المنتظرة من وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر. وستسلم بلغاريا الآن الحل الوسط الذي اقترحته إلى رئيس المجلس دونالد توسك ، وسيتم مناقشة الموضوع في القمة التي ستعقد في وقت لاحق من هذا الشهر. وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت فى عام 2016 تعديلا كبيرا لقواعد اللجوء في الاتحاد الأوروبي ، للمساعدة على إعادة توزيع عبء استضافة اللاجئين بشكل أكثر عدلا بأنحاء الاتحاد الأوروبي ، وذلك بعد وصول أكثر من مليون شخص إلى أوروبا عام 2015 . ولكن الإصلاحات أحيطت بجدل حول إعادة التوطين الإلزامية لطالبي اللجوء على مستوى الاتحاد الأوروبي ، والتي يفترض أن تخفف الضغط على بلاد مثل اليونان وإيطاليا ، والتي تكون المحطة الأولى التي يصل إليها المهاجرون. وعارضت عدة دول أعضاء في وسط وشرقي الاتحاد الأوروبي، ومن بينها بولندا والمجر والنمسا، هذه الخطوة بشدة. وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسلبورن قبيل المحادثات في جراند دوشي بهذا الشأن :"سوف نخرج فقط من هذه الورطة إذا تفهمنا جميعا أننا نحتاج لتسوية ... وحول ما إذا كان هذا سوف يبدأ في الظهور اليوم ، فإنني لدي شكوك". وأضافت وزيرة الهجرة السويدية هيلين فريتزون أن النجاح الانتخابي الذي حققته مؤخرا الأحزاب اليمينية المتطرفة في بلاد مثل إيطاليا وسلوفينيا يؤدي إلى "مناخ سياسي أكثر تشددا" في أوروبا. وقبلت السويد تحمل حصة كبيرة تاريخية من اللاجئين. وقال وزير الداخلية النمساوي هربرت كيكل :"لا أعتقد أننا لدينا فرصة واقعية للتوصل لتسوية" ،مشيرا إلى أنه كان من بين "المتشككين" بشأن قضية إعادة التوطين. وغاب عن محادثات الثلاثاء شخصيتان رئيسيتان :وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر ، ونظيره الإيطالي ماتيو سالفيني ،الذي يقود حزب الرابطة المناهض للهجرة في الحكومة الإيطالية الجديدة. وقال مفوض شئون الهجرة في الاتحاد الأوروبي ،ديمتريس أفراموبولوس، إنه لا يزال هناك "الكثير من الوقت" للوصول إلى اتفاق ، مشيرا إلى أنه لن يؤثر كثيرا إذا تأخرت مهلة حل الأزمة إلى ما بعد يونيو . وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد توقعت فرصة قليلة في التوصل إلى اتفاق ، وذلك خلال مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر ألجمينه تسيتونج" في عددها الصادر يوم الأحد. وقالت ميركل :"نعمل بسرعة كبيرة للتوصل لاتفاق حول سياسة اللجوء ، ولكنني لست متأكدة ما إذا كنا سوف ننجح في ذلك خلال اجتماع المجلس الأوروبي في نهاية الشهر" ، مشيرة إلى قمة الاتحاد الأوروبي المقررة في نهاية الشهر الجاري.