الأمين العام للجامعه العربية يلفت الي خطورة أزمة المياه ويدلل بقضية سد النهضة دعا الأمين العام للجامعه العربية أحمد أبو الغيط الي ضرورة وجود استراتيجية عربية موحدة لمواجهة أزمة المياه ونبه الي اغتصاب اسرائيل لحقوق الفلسطينيين بها:جاء ذلك خلال اجتماع المجلس العربي للمياه اليوم " الأربعاء " في دورته العاشرة التي تنعقد برئاسة الكويت وبرعاية رئيس مجلس الوزراء,حيث أكد علي أنه "لن يكون بالإمكان مُجابهة تحديات نقص المياه إلا بعمل عربي على المستوى الجماعي" ، معتبرا أن المجلس الوزاري العربي هو حلقة الوصل والبوتقة الحاضنة لهذا العمل الجماعي في مجال تنسيق السياسات المائية وتبادل الخبرات والممارسات الأفضل بين الدول العربية.. فضلاً عن تحقيق التضافر المطلوب بين ثلاثية الغذاء والماء والطاقة.. وهي منظومة مترابطة لا تنفصم عراها، وتعد حجر الزاوية في تحقيق أهداف التنمية المُستدامة 2030 التي تَنشُدها دولنا ، واعتبر الأمين العام أيضا أن تزامن الدورة العاشرة للمجلس مع المؤتمر العربي الثالث للمياه فرصة لإيجاد سبل مبتكرة لتمويل مشاريع بحثية اقليمية تساعد الدول والمنطقة على الانتقال الى مرحلة انتاج تكنولوجيا المياه وتوطينها محلياً عبر مشروعات تعاون إقليمي تشتد الحاجة إليها،خاصة في قطاعات استراتيجية كالتحلية ومعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي التي سيتعاظم دورها في المستقبل مع تصاعد الطلب على المياه، ومع تزايد حدة تأثير التغيرات المناخية. وقال أن المياه تعد "حلقة جوهرية في منظومة الأمن القومي العربي،ذلك أن توفير الأمن للمواطن العربي يعني في المقام الأولى تأمين مستقبله من كافة جوانبه ، ويشكل واحداً من أهم تحديات المستقبل يتعلق بكيفية تحقيق استدامة الموارد الطبيعية، من مياه وطاقة .. وضمان إدارة هذه الموارد بأقصى درجات الكفاءة الممكنة، بحيث نُجنب أجيالنا القادمة مخاطر الندرة المائية".ولفت أبو الغيط الي إن أزمة المياه في المنطقة العربية تستحق أن تجد مكانها على قمة أولويات صانع القرار في كل دولة عربية .. فلا تنمية مُستدامة ولا اكتفاء ذاتياً في الغذاء يُمكن تحقيقها في ظل تآكل الموارد المائية والتناقص المستمر في نصيب الفرد من المياه .. إن اغلب دول المنطقة العربية تُعاني فقراً مائياً واضحاً.. كما أن العالم العربي يُعاني فجوة غذائية مُزمنة هي الأكثر اتساعاً على المستوى العالمي .. وأمام واقع كهذا، فإن قضية المياه ينبغي أن تشغل كافة القوى الحية والمؤثرة في العالم العربي .. فهي ليست قضية فينة فحسب، ولا هي اقتصادية أو تنموية فقط، وإنما هي مسألة قومية وقضية استراتيجية بالمعنى الشامل والدقيق للكلمة.. ومن ثمّ فإن علاجها والتعاطي مع ما تطرحه من تحديات ومخاطر لا يكون إلا على هذا المستوى الاستراتيجية الشامل، ونبه الي أن الوضع المائي العربي مُهددٌ بفعل ظواهر طبيعية، على رأسها تغير المناخ.. وقد خلصت دراسة علمية إلى أن دورة الجفاف التي بدأت في شرق المتوسط في 1998 كانت الأسوأ منذ 900 عاماً.. وهناك تأثيرات واضحة لتغير المناخ في العالم العربي تتعلق بندرة الأمطار وتزايد تواتر موجات الجفاف وغير ذلك من الظواهر التي نتابعها جميعاً بقلق وانزعاج.، كما أن الوضع المائي العربي مهدد كذلك بفعل عوامل جيوسياسية .. والأزمة بين مصر وأثيوبيا تُعد المثال الأكثر وضوحاً في هذا الصدد.. وهي أزمة تدق ناقوس الخطر، باعتبارها تتعلق بالأمن المائي لأكبر الدول العربية سُكاناً.. وهي بهذا المعنى قضية تخص الأمن القومي العربي بمعناه الشامل.. كما أنها ليست منفصلة عن مخاطر تواجهها دول عربية أخرى، خاصة وأن 80% من المياه التي تأتي للعالم العربي تُنبع من خارجه .. بكل ما يعكسه هذا الواقع الصعب من احتمالات للخلاف والصدام مع الجيران، وبكل ما يحمله كذلك من آفاق التعاون والمشاركة.وقال " لقد زادت الأزمات والصراعات وحالات الاحتراب الأهلي التي تشهدها بعض دول المنطقة من حدة أزمات المياه في العالم العربي.. وربما أسهمت أزمات نقص المياه وموجات الجفاف في اندلاع بعض من هذه الأزمات، أو على الأقل في مفاقمتها.. إن الصلة بين الأمن المائي من ناحية، والاستقرار السياسي والاجتماعي من ناحية أخرى لا تحتاج إلى بيان أو تفصيل".كما لفت الأمين العام للجامعه الي ما تتعرض لها حقوق الفلسطينيين في المياه من إجحاف على يد الاحتلال الإسرائيلي، حتى صار المستوطن الذي يعيش على أرض محتلة، في حالة انتهاك فاضح للقانون الدولي، يحصل على أضعاف أضعاف ما يحصل عليه أصحاب الأرض من المياه... وحتى وصل الوضع المائي في غزة إلى حد الكارثة الإنسانية في ظل تلوث خزاناتها الجوفية، واستمرار أزمة الكهرباء التي تؤثر بدورها على انتاج المياه.، مؤكدا إن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من اغتصاب لمياه الفلسطينيين وسحبها من خزاناتهم الجوفية بالضفة الغربية، وحصار لقطاع غزة ودفعه إلى شفى الكارثة الإنسانية.. يمثل جرائم تُضاف إلى سجل طويل من محاولات سرقة المياه والموارد العربية تعود إلى ستينات القرن الماضي، وقال "إنها جرائم تكشف عن الوجه القبيح لهذا الاحتلال الذي لم يعد له نظير في عالم اليوم."