يقع مركز الملك عبد العزيز الثقافي"اثراء"الذي يحتضن القمة العربية، بالمنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية بمدينة الزهران ،في نفس الموقع الذي تفجر فيه أول ينبوع للنفط في المملكة العربية السعودية، والذي أنشأته شركة النفط السعودية "أرامكو"كرائعة معمارية تحمل اسم مركز الملك عبدالعزيز لتجسد رؤية المملكة في التحول للمجتمع المعرفي ولتبقى شرارة هذه الأرض أبدية الاتّقاد.ويرمز المركز ذو الهيكل الصخري الذي يتجمع من عدد من الصخور الي تدفق النفط من بين جنباتها. ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي يبدو كمجموعة من الحجارة المتراصة التي تضم بين جنباتها مكتبة عصرية، ومركزاً للابتكار، وواحة للصغار تشكل أول متحف من نوعه للطفل في العالم العربي، ومتحف التاريخ الطبيعي وقاعات للفنون،ومركز الأرشيف،ويتعالى في وسطه برج المعرفة الذي يقدم البرامج التعليمية للرواد من كل الأعمار. تتضافر البرامج في المركز لتكون موئلاً للإلهام وإثراءًا للثقافة. ويتسم مبنى المركز الذي تبلغ مساحته نحو 80 ألف متر مربع بالتكامل والشمولية، حيث قامت بتصميمه شركة «سنوهيتا» النرويجية المعروفة عالمياً، بأسلوب فريد مبتكر ربط بين مهمة المركز وشكله الخارجي، وارتقى بالإبداع في فن التصميم المعماري إلى آفاق رفيعة وجديدة، ويبدو العنصر الزمني حاضرا أيضاً في التصميم الداخلي لأقسام المبنى،حيث الأدوار الواقعة تحت مستوى سطح الأرض مخصصة للماضي، وعند مستوى السطح للحاضر، أما برج المعرفة القائم فوق كل هذا فيمهِّد الطريق للمستقبل ويتتميز المبنى، من الخارج، بمظهر لا مثيل له في فن العمارة المعاصرة، إذ أنه مغطى بأنبوب من الفولاذ يلفه بالكامل،وهذا الأنبوب مؤلف من آلاف القطع الصغيرة التي تُقطع وتُطوى كل واحدة على حدة، لتؤلف عند تركيبها وجمعها أنبوباً واحداً يُضفي على المبنى ككل مظهراً معدنياً ذا لمعان حريري ناعس.أما على الصعيد البيئي،فقد بُني المركز وفقا للمقاييس المعروفة باسم «LEED»(الريادة في التصميم البيئي والطاقة) ليعمّر لسنوات طويلة قادمة. ويقدم برج المعرفة آخر ما توصل إليه العالم في مجالات المعرفة والفكر،حيث يحتوي البرج على العديد من القاعات المخصصة لعقد 2000 ورشة عمل سنويًا في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بالإضافة إلى الفنون والوسائط المتعددة وبرامج بناء المهارات،وسيتم تطوير المحتوى المقدم في هذه الورش بالشراكة مع أفضل المؤسسات التعليمية العالمية التي ستعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات المحلية المتخصصة. ورغم أن ورش العمل تستهدف الشباب على وجه الخصوص، إلا أنها ستقدّم برامج لكافة الأعمار ومختلف المجالات. ستصل هذه البرامج إلى 80 ألف متعلم ومتعلمة سنوياً من خلال تقديم نصف مليون ساعة تعليمية تنمي الشغف وتشبع الفضول المعرفي لدى أبناء وبنات الوطن. وسيدار التعلَّم وتبادل المعارف بشكل يعزِّز قيمة المواطنة، ويحترم التنوع ويحتفي به، ويعزِّز ثقافة التطوع، ويغذِّي الفضول وحب المعرفة في المجتمع. التعليم على الشبكة لن يقتصر المركز على ما سيقدمه في العالم الواقعي، بل سيمتدّ حضوره إلكترونياً وذلك من خلال صفحاته ومدوناته الإلكترونية بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي ستمكّن من هم خارج المنطقة الشرقية من التفاعل مع المركز والاستفادة من معرفته وأنشطته الثقافية. سيساهم المركز في تنمية المحتوى العربي الرقمي، وتوفير مصادر ذات جودة عالية للشباب عن طريق الألعاب التفاعلية والأفلام المتحركة المصممة لتلائم مختلف الفئات العمرية والاهتمامات. ويجدر بالذكر أن حضور المركز إلكترونيًا سيكون أكثر من مجرد تواجد على شبكة الإنترنت، بل نسعى إلى المشاركة بشكل فعّال في خلق محتوى عربي غني وذو جودة عالية يمكن للجميع الاستفادة منه واستخدامه بسهولة. ويحتوي المركز علي قاعة ذات تصميم فريد، تقع بالقرب من مدخل المركز.وتستضيف القاعة المهرجانات والمتاحف والمعارض الزائرة من حول العالم، والمؤتمرات، والاحتفالات. كما ستكون محفلًا للفعّاليات الثقافية والمنتديات السنوية. يؤكد هذا المكان صفة التنوّع في المركز.وهو يتيح للزوار فرصة مشاهدة ما تقدمه الثقافات الأخرى، ويشجّعهم على التوق الذهني إلى أفكار خلاقة ويضم “معرض الطاقة إنجازات الماضي والحاضر، وتحديات المستقبل”حيث سيعمل معرض الطاقة -معرض أرامكو السعودية للزيت سابقاً- على جذب الزّوار باستخدام التقنية الحديثة والوسائط المتنوعة، إذ يتمحور حول النفط والعلوم والطاقة والتكنولوجيا، وسيتمكن زوّارنا من التمتع برحلة تأخذهم عبر بدايات البترول وتكونات الصخور تحت الأرض وعمليات الحفر في الصحراء، مروًرا بمصانع التكرير وحلول الطاقة البديلة للمملكة. وتضم صالة العروض بالمركز 300 مقعداً، حيث سيتم عرض الأفلام الوثائقية، والثقافية الإبداعية، وأفلام الأطفال التعليمية والاجتماعية، وغيرها من أفلام أرشيف أرامكو السعودية.وستتاح الفرصة لمخرجي الأفلام الطموحين لاستخدام الأدوات التي يحتاجونها لتصل أفكارهم إلى الشاشة السينمائية كي يراها الجميع ويستمتعوا بها. وتتمثل رسالة قاعة العروض المرئية في رعاية وتنشئة المواهب الشابة الواعدة في المملكة، ممن لديهم أفلام وثائقية أو درامية أو كوميدية تنتظر تحويلها إلى أفلام تحصد الجوائز.وقد تم تجهيز المسرح ب900 مقعد على مساحة تقدر ب10 آلاف متر مربع ليحتضن على خشبته العروض الفنية المحلية والعالمية..