سيارة فاخرة وخنجر وشاي.. هدايا رئيس روسيا لزعيم كوريا الشمالية    فينيسيوس.. سلاح "السيليساو" في "كوبا أمريكا"    توافد كثيف للمواطنين على مراكز شباب الشرقية لممارسة الأنشطة خلال إجازة العيد    عاجل - رقم قياسي جديد.. هذا ما سجله قطار الحرمين الشريفين السريع    محافظ الجيزة: ذبح 3067 أضحية للمواطنين بالمجازر خلال عيد الأضحى    التحالف الوطنى بالأقصر: استمرار توزيع لحوم الأضاحى على الأسر الأكثر احتياجا    مدرب فرنسا يكشف تطورات وضع مبابي    البنك المركزي الأوروبي: ارتفاع فائض الحساب الجاري لمنطقة اليورو في أبريل    في رابع أيام عيد الأضحى.. جهود مكثفة لرفع مستوى النظافة بشوارع وميادين الشرقية    دخول 25 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة اليوم    مصرع طفلين غرقا داخل ترعة بقنا    تعليمات مهمة لحل امتحان مادة اللغة العربية لطلاب الثانوية العامة 2024    إلهام شاهين توجه الشكر ل تركي آل الشيخ بسبب "ولاد رزق 3"    3 أبراج لديها القدرة على حل المشكلات (تعرف عليهم)    إعلام: صفارات الإنذار تدوى مجددا فى موقع كرم أبو سالم العسكرى جنوب غزة    ذكرى ميلاد الفنان حسن حسني.. 500 عمل فني رصيد «الجوكر»    عالم أزهري: علامات قبول الحج تعد مسألة مغلقة    جولة تفقدية على مخزن الأدوية الاستراتيجي بالريسة ووحدات الرعاية الأولية بالعريش    أكلات هامة لطلاب الثانوية العامة.. لتعزيز الذاكرة والتركيز    مدينة الدواء المصرية: إنتاج 26 مليون عبوة خلال الفترة من 2021 و2023    تعرف على خريطة 10 مشروعات نفذتها مصر لحماية الشواطئ من التغيرات المناخية    يصل ل400 ألف جنيه.. تفاصيل وشروط الحصول على قرض سكوتر من بنك مصر    قومي المرأة: العمل على إعداد دليل عن "تمكين المرأة المصرية"    كانسيلو: أشعر بالراحة في برشلونة.. أتمنى أن أستمر مع الفريق الموسم المقبل    بعد واقعة الصفع.. عمرو دياب يتألق ضمن حفلات عيد الأضحى بدبي (صور)    غياب 4 نجوم عن الأهلي أمام الزمالك وثنائي مهدد    علي جمعة ينصح: أكثروا في أيام التشريق من الذكر بهذه الكلمات العشر    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج التخطيط والتنمية الزراعية بزراعة سابا باشا جامعة الإسكندرية    المفوضية الأوروبية تتخذ إجراء ضد فرنسا بسبب الديون المفرطة    مصرع 11 شخصا جراء الفيضانات وسوء أحوال الطقس في الهند    صحة الشرقية تعلن تنظيم قافلة طبية بالفرايحة غدا    طريقة عمل الكفتة المشوية في البيت زي الجاهزة    بيان من المستشار القانوني للاعب الدولي محمد الشيبي    حقيقة القبض على رجل الأعمال شريف حمودة وعلاقة مشروع طربول بالقضية    سعر كيلو السكر في السوق اليوم الأربعاء 19-6-2024    تعرف على سر زيارة روبي للولايات المتحدة وغيابها عن العرض الخاص لأحدث أفلامها    "رياضة الشرقية": مليون مواطن احتفلوا بالعيد في مراكز الشباب    ننشر أسماء الحجاج المتوفين في المستشفيات السعودية    السائرة إلى عرفات.. أسرة صاحبة أشهر صورة في موسم الحج: "تعبت في حياتها وربنا كافأها"    مصرع وإصابة 6 أشخاص إثر حادث تصادم بين سيارتين ملاكي في أسيوط    تحرير 8 محاضر لمخالفات تموينية بدسوق    إعلام حوثي: القوات الأمريكية والبريطانية استهدفت المجمع الحكومي في الجبين    عائلات الأسرى الإسرائيليين يحتجون داخل مقر الكنيست    الإدارة العامة للحدائق: تجهيز حديقة العريش ومدها بالحيوانات خلال العام الجاري    أجر عمرة.. مسجد قباء مقصد ضيوف الرحمن بعد المسجد النبوي    وكالة الأنباء السورية: مقتل ضابط جراء عدوان إسرائيلي على موقعين في القنيطرة ودرعا    ما هي الأشهر الحرم وسبب تسميتها؟    محمد رمضان يعلن غيابه عن دراما رمضان 2025 للموسم الثاني على التوالي    بعد وصف وزارة العمل علاقتها بمصر بأزهى العصور.. تعرف على المنظمة الدولية    فعالية «توظيف مصر» برعاية «التحالف الوطنى»    أول تعليق من اللاعب محمد الشيبي على قرار المحكمة الرياضية الدولية | عاجل    عاجل.. مفاجأة صادمة في تقرير حكم مباراة الزمالك والمصري.. «جوميز في ورطة»    استشهاد 7 فلسطينيين فى قصف إسرائيلى على شمال غربى مخيم النصيرات وغزة    ناقد فني: أعمال عادل إمام توثق مراحل مهمة في تاريخ مصر    الحكومة الجديدة والتزاماتها الدستورية    لبيك يا رب الحجيج .. شعر: أحمد بيضون    «بايدن» يستنجد ب«المستنجد»!    احتفالية العيد ال 11 لتأسيس ايبارشية هولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المتحدث باسم وزارة الخارجية في حديث خاص للاقتصادي*ملف المياه بحوزة لجنة قومية من الوزارات والجهات المعنية ويتم متابعته بدقة علي أعلي مستوي
نشر في الأهرام الاقتصادي يوم 13 - 02 - 2018

*لا مجال للحديث عن تراجع بموقف مصر أو انتصار طرف علي الآخر ونعمل تحت شعار"اما أن نربح معا أو نخسر معا"
*نترقب اجتماع وزراء الخارجية والمياه بمشاركة رؤساء الأجهزة المعنية وسنحدد تحركاتنا وفقا لنتائجه.
* مصر اختارت التعاون لتحقيق مصلحة دول النهر وأن يكون جسرا للتواصل وليس مصدرا للصراع والنزاع.
*اتفاق المبادئ "الثلاثي" وثيقة قانونية ملزمة ويحقق مصالح أطرافه ونحتكم اليه كلما تعثرت المفاوضات.
*الاتفاق يحقق مصالح أطرافه الثلاثة ومن يشكك في جدواه قراءته قاصرة وسطحية.
*ندرك أن المفاوضات مسألة شاقة وطويلة ومعقدة وتواجه بتحدي بناء السد لكنها تحتاج للهدوء لاستكمال خارطة الطريق وتنفيذ الاتفاق
* عانينا كثيرا لازالة فهم خاطئ لدي بعض دول الحوض"بفعل الاستعمار" بأن مصر تستأثر بمياهه ولا تعبأ بالتنمية بها.
* مشاورات لعقد القمة الثانية لدول حوض النيل العام الجاري بعد قمة كمبالا العام الماضي.
*علاقتنا بالسودان استراتيجية وتاريخية مجدولة بالجوار والمصاهرة ومياه النيل والبلدان لن يسمحا بالعبث بها
*نعلم أن التعاون بيننا لم يرتق لحجم امكانياتنا وقمة الرئيسين بأثيوبيا وضعت أسسا لمعالجة هذا الخلل.
*عازمون علي تنفيذ مقررات اللجنة المشتركة وتدشين مرحلة جديدة تستعيد معها العلاقات قوتها وخصوصيتها.
*أفريقيا باتت تحتل أولوية قصوي علي أجندة السياسة الخارجية والرئيس يحرص علي حضور كل القمم والتقاء قادتها.
*لسنا راضون عن حجم التعاون التجاري مع القارة وهناك مسئولية علي القطاع الخاص وآن الأوان للتوجه جنوبا.
*يجب أن يملك هذا القطاع روح المغامرة وأن يثق بضمان الربح لمشروعاته بها.
* نعم يوجد قصور لدي مختلف الوزارات ويجب أن تعطي القارة الأولوية في تحركاتها.
*نتابع النشاط الاسرائيلي بالقارة ولا ينبغي المبالغة به ووجودها لا يعني افتئاتا علي مصر أو انتقاصا من علاقتها بدولها
*القارة الأفريقية مفتوحة أمامنا وترحب بالوجود المصري بها ولا يحد من ذلك سوي أنفسنا..!
*آن الأوان أن نشهد برامج اعلامية ورحلات سياحية لتعريف المصريين بقارتهم وانتمائهم اليها وارتباطهم بها.
*تحسين العلاقات مع قطر مرهون بتجاوبها مع مطالب الدول الأربع .
* لا مؤشرات لاجتماعات معها قبل القمة العربية والقضية تتعلق بسلوكها المناهض لاستقرار هذه الدول.
*علاقتنا مع الولايات المتحدة استراتيجية ونؤكد في اتصالاتنا معها أهمية أخذ المصالح العربية بعين الاعتبار
=================================
لأن قضية مياه النيل تمثل مسألة حياه أو موت للمصريين فقد حظيت بأكثر من نصف الأسئلة وبالتالي الوقت الذي استغرق زهاء الساعتين مع واحد من أكثر الذين اقتربوا من دهاليز التعامل معها ليس مع بروز سد النهضة ، وانما منذ نحو العقدين وحتي منذ ما قبل التحاقه بوزارة الخارجية.
وفي حديث شامل وصريح أجاب المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية علي كافة أسئلة مندوب الأهرام الاقتصادي قال أن من حق المصريين القلق ومتابعة قضية المياه باعتبارها مسألة حياتية وتتعلق بأمنهم ومستقبلهم، مؤكدا أن ملف المياه بحوزة لجنة قومية من الوزارات والجهات المعنية ويتم متابعته بدقة علي أعلي مستوي،وشدد علي أنه "لا مجال للحديث واللغط حول وجود تراجع بموقف مصر أو انتصار طرف علي الآخر وقال أننا"نعمل وفقا لشعار"اما أن نربح معا أو نخسر معا"وكشف عن مشاورات تجري لتحديد موعد ومكان عقد الاجتماع "التساعي" لوزراء الخارجية والمياه بمشاركة رؤساء الأجهزة المعنية وقال أننا سنحدد تحركاتنا وفقا لنتائجه، كما كشف للاقتصادي عن أن هذا الاجتماع جاء عقده باقتراح من السودان وأثيوبيا بديلا للاقتراح المصري باشراك البنك الدولي بمفاوضات المسار الفني التي تعثرت وتوقفت منذ اعلان المكتب الاستشاري تقريره الاستهلالي.وكشف أيضا عن أنا الدبلوماسية المصرية عانت كثيرا لازالة فهم خاطئ لدي بعض دول الحوض"بفعل الاستعمار"بأن مصر تستأثر بمياهه ولا تعبأ بالتنمية بها أو نهضتها،كما كشف عن مشاورات تجري لعقد القمة الثانية لدول حوض النيل العام الجاري بعد قمة كمبالا التي عقدت في يونيو العام الماضي بمبادرة مصرية أوغندية.
وتناول الحوار مع المتحدث الرسمي ملف العلاقات مع السودان بمختلف جوانبه،والعلاقات مع أفريقيا وأسباب تعثر التعاون التجاري والاقتصادي سواء مع السودان أو مع القارة ،كما تناول الأوضاع العربية الراهنة والأزمة مع قطر والقمة المقبلة وطبيعة العلاقات العلاقات المصرية الأمريكية.
وفيما يلي نص الحوار:
*بداية أود استهلال الحوار بلفت الانتباه والحديث عن خلفية وملابسات انشغالكم واختصاصكم بملفات تتعلق بالأمن القومي خاصة قضية مياه النيل والعلاقات مع السودان والقارة الأفريقية ومدي علاقتها بمنصب والدكم كوزير سابق للري والموارد المائية ثم رئيسا للمجلس العربي للمياه ومدي استفادتكم من خبرته؟
لاشك في أنني بالفعل تخصصت بهذه الملفات عقب التحاقي بوزارة الخارجية وقبل تولي هذا المنصب كمتحدث رسمي واستمر الاشراف عليها كمستشار للوزير فيها،وبالتأكيد كانت هناك استفادة كبيرة بالفعل وخبرة
استقيتها من الوالد خلال سنوات طويلة منذ كنت أدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد وقبل تخرجي والتحاقي بوزارة الخارجية وحيث كان أحد كبار مسئولي الوزارة قبل أن يتم تعيينه وزيرا لها ، كما أن أخي يعمل بنفس المجال ومن ثم فانني انتمي الي أسرة بأكملها مرتبطة بملف المياه والعلاقات مع دول حوض النيل وهذا كان له أثر كبير وانعكاس علي المامي بهذا الملف بكافة جوانبه وتفاصيله، حتي أنني بعد التحاقي بالوزارة كنت عضوا بالفريق التفاضي الخاص باتفاقية عنتيبي 2005 2009 بلا أي مجاملة أو وساطه وانما استنادا الي خبرتي ، برغم أن والدي كان رئيس الوفد، وكنت أتناول الشق السياسي بالمفاوضات في الوقت الذي كان والدي معنيا بالشق الفني
* يحظي ملف مياه النيل بقلق واهتمام كبير من الشارع المصري بكل فئاته ..الي أين وصلت المفاوضات بهذه القضية؟ وهل هناك دوي من وراء هذه المفاوضات؟
الكل الآن بات مشغولا بملف المياه ويتابع تفاصيل هذه القضية عن قرب باعتبارها تمس الأمن القومي ومسألة حياتية للمصريين تتعلق باحتياجات يومية، وهذا حق لشعبنا وله الحق في أن يقلق،لكن من المهم الاشارة الي أن مصر اختارت طريق التعاون مع الأشقاء في دول حوض النيل كخيار استراتيجي،وباعتبار النهر شريان الحياه ويجب أن يكون
جسرا للتواصل وتحقيق لمكاسب لكل دوله وليس مصدرا للصراع والنزاع. وهذه هي الحقيقة ووسيلتنا التي نمضي وفقا لها منذ سنوات طويلة وأطلقت المبادرة تلو الأخري بهذا الصدد سواء مبادرة حوض النيل أو الاندوجو وغيرها.
* لكن هل لمستم التعاون المأمول من بقية دول حوض النيل ومن عطل هذه المبادرات؟
لا شك أنه في سبيل هذه الاستراتيجية اصطدمنا بتحديات عديدة أهمها الانطباع الذي ساد لسنوات طويلة لدي بعض دول حوض النيل والنخب السياسية والفكرية بها بأن مصر تستأثر بمياه النهر وحدها وأنها لا تعبأ بتحقيق التنمية في دوله ولا يهمها نهضتها وأن حصولها علي هذا الكم من المياه علي حساب هذه الدول وهذا كان انطباع وفهم خاطئ لا أساس له من الصحة أو المصداقية،كان للاستعمار دور كبير في الترويج له وتأجيجه وترسيخه لدي هذه النخب،وأكدنا أن مصر لديها مسئوليه تاريخية تجاه دول الحوض بصة خاصة والقارة بصفة عامة ومن ثم أطلقنا المبادرات التي تعزز موقفنا وتؤكد عليه ومنها انشاء الصندوق المصري لتنمية القارة والذي تحول فيما بعد الي وكالة الشراكة والتنمية
وأكدنا أن مصر يهمها تنمية هذه الدول وانهاء النزاعات القائمة بها باعتبارهما يوفران مناخا مواتيا لاستيعاب الاستثمارات المصرية وتعزيز وجودها بالقارة،وكان لبعثات الأزهر الشريف والكنيسة المصرية دور كبير لدي دول القارة في ازالة هذا الفهم والاعتقاد الخاطئ،
* وماذا بشأن مفاوضات سد النهضة والي أي وصلت؟
في شأن المفاوضات يجب التمييز بين مسار العلاقات بين دول الحوض بشكل عام والمفاوضات الجارية بين مصر والسودان وأثيوبيا بشأن ما يسمي ب " سد النهضة"، ويتعين الاشارة الي أن مصر علقت عضويتها في مبادرة حوض النيل الي أن تتمكن جميع دوله من حسم الخلافات القائمة فيما يسمي بالاتفاق الاطاري واعادة فتحه للتفاوض حول المواد الخلافية به، ولا يجب أن ننسي أن أوغندا استضافت قمة لدول الحوض يونيو الماضي " 2017" وكانت بمبادرة مصرية أوغندية ومحاولة من جانب مصر لتنشيط واعادة قوة الدفع بين دول الحوض لتجاوز الخلافات القائمة،استنادا الي أن القواسم والمصالح المشتركة وكذا مجالات التعاون أكبر وأبقي من أية خلافات،وأن هناك قدرة علي اقامة علاقات تكاملية للاتسفادة من موارده،ومن ثم هناك حرص علي دورية عقد هذه القمة واتفاق علي عقدها العام الحالي وتجري مشاورات لتحديد موعدها ومكانها .
.
* هناك من يروج بأن أثيوبيا نجحت في استدراج مصر بهذه المفاوضات وأنها تنتهج أسلوب اسرائيل في المراوغة واستغلال عنصر الوقت لمصلحتها ما مدي صحة ذلك..؟
فيما يتعلق بسد النهضة وأية سدود أخري ولأن 85 % من موارد مصر من المياه تأتي من هضبة أثيوبيا ومن النيل الأزرق فقد أولينا علاقاتنا بها وبالسودان أهمية خاصة ولدي مصر اعتقاد راسخ بأن مسار التعاون وتعظيم المصالح المشتركة بين الدول الثلاث هو السبيل لمواجهة أية عوائق والتغلب علي أية خلافات ومن ثم كان اهتمام الدبلوماسية المصرية بتنظيم العلاقة المائية "الثلاثية"، وقد نجحنا في هذا التوجه بتتويجه باتفاق المبادئ الذي وقع في الخرطوم مارس 2015 بعد مفاوضات وجهود شاقة وجاء فرصة لتحقيق التوازن بين المصالح التنموية لأثيوبيا والسودان والتنموية والحياتية والوجودية لمصر..
* لكن هذا الاتفاق ووجه ومايزال بحملات طعن ونقد وتشكيك خاصة في المفاوض المصري وصلت الي حد الادعاء بتقديمه تنازلات للجانب الأثيوبي ومنحه اعترافا باقامة السد؟
هذا الاتفاق يحقق التوازن كما ذكرت لمصلحة أطرافه الثلاثة ومن يشكك به قراءته قاصرة بل وسطحية لأنه أقر مبادئ مهمة منها المنفعة المشتركة وعدم الاضرار بمصلحة أي طرف وأن بناء هذا السد لتوليد الطاقة فقط وليس لأية أغراض أخري ، ومن ثم أقر خارطة طريق نحن نمضي في تنفيذها..وحين تحدث أي عقبات يتم الاحتكام لأعلي سلطة وهو قادة دوله وقد حدث هذا الأمر مرارا ..لكن يتعين أن ندرك أن توقيع الاتفاق شيئ وتنفيذه شيئا آخر لكون عملية التفاوض علي هذا الأمر معقدة وشاقة وتحتاج الي الصبر والهدوء وطول النفس لاستكمال خارطة الطريق التي تضمنها لأنه يتعلق بمصالح دول ثلاثة، وهو اتفاق يحيطه سياج فضفاض في مراحله المختلفه وصولا الي تنفيذه بالكامل، وبالمناسبة الاتفاق لا ينص علي وقف عملية البناء في السد لكننا نشعر بالقلق حين تطول المفاوضات لأن هذا يشكل عامل ضغط مع استمرار عملية البناء ، ومن ثم ندرك أن عنصر الوقت ليس في مصلحتنا..خاصة مع تعثر المسار الفني.
* وهل يشكل هذا الاتفاق حجة قانونية ووثيقة ملزمة خاصة لأثيوبيا؟
بالتأكيد هذا الاتفاق يمثل وثيقة قانونية ملزمة لجميع أطرافه.
* لماذا تراجع الموقف المصري وتخلي عما تضمنه تقرير اللجنة الدولية الأولي من عناصر وجوانب مهمة خاصة مثل الدراسات الهندسية واكتفي بالدراسات البيئية وعملية الملء وهل نجحت أثيوبيا بسبب تعنتها حيال هذه المطالب؟
الحديث عن تراجع بموقف مصر أو انتصار طرف علي الآخر أو تعنت طرف علي حساب طرف ليس في محله اطلاقا لأننا اتفقنا علي مراجع اسناد ، خاصة الدراسات والمراجع التي تتعلق بالسد من خلال لجنة دولية ثم مكتب استشاري وحين اجتمعت الدول الثلاثة في الخرطوم عقب صدور تقرير اللجنة الأولي اتفقت علي تنفيذه حرفيا ودون اجراء أية تعديلات به.
وحين التقي قادة الدول الثلاثة في أديس أبابا علي هامش القمة الأفريقية أكدوا علي أننا في علاقة تكاملية وشراكة لا يوجد غالب ومغلوب بها، ومن ثم " اما أن نربح معا أو نخسر معا"..وهذا لا يعني أننا لا نواجه بتحديات ومشاكل خاصة في تفسير النصوص ونعمل علي تقليل الخسارة وتعظيم الاستفادة.
* وما هو مصير الاقتراح المصري باشراك البنك الدولي بمفاوضات المسار الفني ؟ ماذا عن رد الدولتين ؟ وهل جاء هذا الاقتراح لسد ثغرة بالموقف بعد تفلت أثيوبيا وتهربها من تقرير اللجنة الدولية وما تضمنه من توصيات بشأن السد؟
اقتراح مصر باشراك البنك الدولي "أو أي طرف آخر" باعتباره جهة تتمتع بالخبرة من أجل تجاوز الخلافات التي واجهت المفاوضات، وعموما تم تقديم اقتراح بديل من جانب السودان وأثيوبيا رأينا التجاوب معه ورق كل الأبواب التي توصلنا الي الهدف ، وهذا الاقتراح تضمن عقد اجتماع لوزراء الخارجية والري بمشاركة رؤساء الأجهزة المعنية بالدول الثلاثة وقلنا أنه اذا كان سيحقق الهدف فمرحبا به..
* وماذا لو تبين أنه حيلة أخري لاضاعة وكسب الوقت والالتفاف علي اقتراح اشراك البنك الدولي اجهاضه؟
اذا وجدنا أن الاجتماع لم يثمر تحقيق الهدف وهو انهاء الخلافات والمضي في استكمال الدراسات الفنية الخاصة بالسد حينها سوف نقيم الموقف برمته وعلي ضوئه نحدد خطواتنا.
* تسببت قضية سد النهضة في توتير العلاقات مع السودان تارة وفتورها تارة أخري..خاصة بعد أن أشيع أن مصر طلبت قصر المفاوضات الفنية بينها وبين أثيوبيا
لقد نفينا هذا الأمر في حينه والدور السوداني في مفاوضات السد موجود بحكم كونها عضو باللجنة الثلاثية ومياه النيل تمر عبر أراضيها فكيف يتصور أن تطلب مصر استبعادها وهي طرف أصيل في اتفاق المبادئ الموقع بالخرطوم ، وقد أبلغ وزير الخارجية سامح شكري السودان في اليوم التالي لزيارته أديس أبابا بفحوي الاقتراح الذي قدمه
للجانب الأثيوبي بشأن اشراك البنك الدولي طرفا بالمفاوضات.
* هناك من يري أن الوزارة المعنية بشأن المياه " وزاري الري" مسئولة بدرجه مباشرة عما جري بقضية سد النهضة، ويعتبر أن أثيوبيا نجحت في فرض وجهة نظرها ومخططاتها بشأن السد علي مصر؟
هذا كلام لا أساس له من الصحة ويفتقد للمصداقية لأن جميع أجهزة الدولة تعمل معا يد بيد وعلي قلب رجل واحد" في اللجنة العليا لمياه النيل" وفقا لخطة مدروسة وبتنسيق كامل بينها ويتم متابعتها علي أعلي مستوي ومن ثم لا مجال للادعاء بأن طرفا انتصر علي الآخر أو أنه فرض وجهة نظره في هذا الملف.
*هناك تساؤلات عن أسباب عدم تحصين مصر موقفها منذ بداية الأزمة والشكوي الي المنظمات الدولية بعد أن أيقنت من تعنت أثيوبيا؟
نحن كما ذكرت نتحجث عن تعاون وشراكة بين الدول الثلاثة وليس مواجهات وتأجيج للخلافات ومن ثم نستهدف التوصل الي اتفاق نهائي يحقق مصالح كل أطرافه سواء في التنمية أو الحقوق المائية.
*بخبرتكم الطويلة في ملف هذه القضية هل نحن مقبلون علي أزمة مائية..وما الذي يضمن وفاء أثيوبيا والتزامها بأية تعهدات بهذا الشأن؟
وزارة الموارد المائية تحدثت مرارا ومنذ فترات طويلة وقبل الشروع في بناء سد أثيوبيا عن حاجتنا لاستراتيجية مائية جديدة تقوم علي ترشيد الاستهلاك وايجاد مصادر بديلة من تحلية المياه واعادة تدير مياه الصرف وغيرها ، وفيما يتعلق بما يأتينا من الهضبة الأثيوبية فنحن بموجب هذا المسار نسعي الي تقليص أي أضرار من جانب السد والحيلولة دون حدوث أية مشاكل.
* العلاقات مع السودان تتذبذب..
* تتأرجح العلاقات مع السودان صعودا وهبوطا تارة نري أحضان وتارة أخري تصعيد توتير خاصة من جانب الخرطوم ، واستغلال لملف الحدود الي أين تتجه هذه العلاقات ..؟
العلاقات مع السودان استراتيجية وتاريخية وخاصة جدا بحكم الجوار وهي ممزوجه ومجدول بالمصاهرة والنسب والعادات والتقاليد المشتركة وتلك هي نظرة الدولة المصرية والشعب لها ، الذي هو ترمومتر هذه العلاقة حين يستشعر أي مشكلات تتعرض لها وكذا الحال للمواطن والشعب السوداني الشقيق.
وفي بعض الأحيان تكون هناك بعض المواقف والتصريحات التي تثير القلق وفي بعض الأحيان يلعب الاعلام دورا سلبيا في هذا الأمر وبعض الأمور الخلافية تشهد مبالغات ضخمة بها وعموما هناك اتفاق بيننا علي وضعها في مسارها الصحيح ومن هنا جاءت قمة الرئيسين التي شهدت حفاوة بالغة في أديس أبابا وما تمخض عنها من تشكيل لجنة من وزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات لمعالجة أي قصور في العلاقات سواء التجارية أو ما يتعلق باتفاق الحريات الأربع أو النواحي الأمنية وكذا مناقشة الدور السلبي للاعلام والبروتوكول وميثاق الشرف المقترح بهذا الشأن.
* هل أنتم راضون عن مستوي ومعدلات التعاون بكافة المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والزراعية وغيرها..وهل يرتهن هذا التعاون بمناخ ومزاج العلاقات السياسية؟
لاشك أن هناك تحديات شهدتها الفترة الأخيرة أثرت بالسلب علي التعاون ونتطلع لأن تعود العلاقات ومعها التعاون بجميع المجالات الي مسارها الطبيعي ونتوقع أن تشهد العلاقات التجارية دفعة كبيرة بالنظر الي ما يتمتع به البلدان من قدرات وامكانيات تهيئ لوضع أفضل مما هو عليه الحال حاليا، مع توافر ارادة سياسية تدفع بهذا الاتجاه.
* يشار الي أنه برغم انعقاد اللجنة المشتركة لكن ما توصلت اليه من قرارات واتفاقيات لم ينفذ أغلبه بعد ..ما هي الأسباب ..وهل يمكن الفصل بين طبيعة العلاقات السياسية والاقتصادية..؟
يجب أن نشير الي أن المشاورات والاجتماعات التي تشهدها الفترة الحالية ابتداء من لقاء " الخميس" بين وزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات تدفع بتنفيذ ما تم التوصل اليه من اتفاقيات بين البلدين علي مدي الفترة الماضية، ونأمل أن نرتقي بها الي مرحلة جديدة خاصة في ظل العلاقة الخاصة بين الشعبين وأن ننجح في تحقيق طوحاته هنا وهناك، وتجاوز أية معوقات قائمة.
*وهل تلقيتم تطمينات من الخرطوم بشأن ما أفضت الي زيارة الرئيس التركي ، وما تمخض عنها من اتفاقيات خاصة ما يتعلق بالتعاون العسكري؟
أتصور أن الاجتماعات التي بدأت في القاهرة تناولت كافة الأمور والقضايا التي تهم البلدين سواء علي المستوي الثنائي أو الاقليمي.
* التعاون مع أفريقيا محدود ..
*بحكم تخصصكم أيضا وخبرتكم بالشئون الأفريقية وعلاقات مصر بالقارة هل أنتم راضون عن مستوي العلاقات والتعاون وحم التجارة معها ؟
لسنا راضون عن مستوي التعاون مع قارة أفريقيا لأن هناك آفاق أرحب وأوسع بكثير مما عليه الآن شكل هذا التعاون تسمح بتوسيع حجم التجارة استنادا الي الاتفاقيات الموقعة بالمناطق الحرة بها ، وكل هذا يشكل مناخا مواتيا وجيدا لتحقيق انطلاقة بالقارة بالشكل المأمول وهنا يتعين أن نذكر دور القطاع الخاص المصري للعمل بالسوق الأفريقي ونستغرب أن يرهب هذا السوق والدخول في أعماقه ونري أنه آن الأوان لكي يملك هذا القطاع روح المغامرة والدخول في أفريقيا ويدرك أن العمل بها مضمون الربح ، خاصة وأننا دولا كثيرة من خارج الاقليم تتسابق علي الاستثمار والعمل بها وهذا ليس بالأمر الايجابي.
* يري البعض أن العلاقات مع أفريقيا تمضي في الغالب في اتجاه واحد بمعني أن كثيرا من دولها تستفيد بالمساعدات والمنح ولا ينعكس ذلك علي مواقفها السياسية ، وحجم علاقاتها التجارية مع مصر ما مدي صحة ذلك؟
القارة الأفريقية مفتوحة أمامنا وترحب بالوجود المصري بها ولا يحد من ذلك سوي أنفسنا..!
*هناك من يعتقد أيضا أن القارة الأفريقية لا تحظي بنصيب كبير من جولات الوزير الخارجية ولا حتي اهتمام وجولات المسئولين بالحكومة كيف تنظرون الي هذا الأمر؟ وهل ترون أن أفريقيا وبرامجها غائبة من اهتمام الاعلام المصري ؟
لابد أن نلحظ أن أفريقيا باتت تتصدر أولوياتنا واهتماماتنا ونلحظ حرص الرئيس علي حضور كل القمم والتقاء قادتها ، واستضافة مؤتمرات كبري في مصر لتعزيز التعاون والاستثمار مع القارة،كما أن لوزير الخارجية العديد من الجولات في مناطقها ودولها،وهناك جولات أخري مخط للوزير للقيام بها يجري الترتيب لها ،والقارة تحتاج بالفعل الي اهتمام مختلف وزارات الحكومة وأن تضعها علي صدر اهتماماتها.
*نتابع الوجود الاسرائيلي ..
كيف تنظرون الي الوجود الاسرائيلي بالقارة وقيام رئيس وزرائها بجولتين متقاربتين؟
يجب أن نعلم أن اسرائيل لها علاقات بأفريقيا ومصالح وتعاون مع العديد من دولها في بعض المجالات التي تعرضها علي هذه الدول في صورة منح ، خاصة بما تتمتع به من مميزات في نواحي مثل الزراعة والصناعة واهتمام لتطوير علاقاتها بها ، لكن لا يتعين أن نعتبر هذا التواجد افتئات علي مصر أو مساسا وانتقاصا من علاقاتها القوية والتاريخية بدول القارة ، ورغم ذلك فنحن نتابع هذا التواجد ، وعموما يجب أن ندرك أيضا أن السوق الأفريقي مفتوح أمام الجميع سواء القطاع
الخاص أو الدول "ولا يحد من وجودنا به الا أنفسنا"، وآن الأوان لكي نري برامج وتغطيات اعلامية وصحفية تعرف المواطن المصري بالقارة وانتمائه اليها ، وكذا رحلات سياحية للمصريين بأسعار مناسبة الي جنوب الصحراء وهذا هو السبيل الوحدي لتذويب الجليد والتأكيد علي انتماء مصر لقارتها، والشمال بالجنوب..ومثلما نري المسلسلات التركية والسورية لابد أن نري اهتماما بالأعمال الفنية الأفريقية وأن تدرك وتلمس دولها وشعوبها حرص مصر وشعبها علي التواصل معها وأنه جزء منها
*الوضع العربي مضطرب..
* هل من أمل في لملمة شتات الوضع العربي وهل تستطيع الدبلوماسية المصرية أن تطرح مبادرات لهذا الغرض..أم أن الأزمة مع قطر ستظل حائلا دون تحقيق هذا الهدف؟
لا شك أن المنطقة بشكل عام تموج باضطرابات وقلق كبيرين من جراء استمرار الجروح تنزف في لعديد من دولها العربية ، خاصة في سورية وليبيا واليمن وما يتعرض لها العراق من موجات وعمليات ارهاب وانتشار الميليشيات ، بجانب ما يواجه القضية الفلسطينية من تحديات كبيرة وجميعها تشغل بال صانع القرار المصري وتحظي بجانب كبير من اهتمامات الدبلوماسية المصرية.
* وماذا عن العلاقات مع قطر خاصة مع قرب انعقاد القمة العربية وهل من ترتيبات لأي شيئ ، اجتماعات معها أو تحركات بهذا الخصوص؟
القضية لا تتعلق بالعلاقات مع قطر أو خلاف معها وانما بسلوكها وسياسياتها التي من خلاله تناهض الاستقرار في الدول الأربع ، ولا نتوقع انتهاء الأزمة معها الا يتنفيذها للمطالب التي قدمتها تلك الدول اليها ، ولا يوجد في الأفق ما يشير أو يؤشر لأية اجتماعات معها الا اذا نفذت تلك المطالب، وعموما لا أحد يمكنه التنبؤ بالأمر وما سيكون عليه الحال قبل أو خلال القمة القادمة المقرر عقدها بالرياض مارس القادم.
* برغم الزيارات الكثيرة لمسئولين أمريكيين الي القاهرة لكن يبدون مناخ العلاقات يتسم بالغيوم والسحب الكثيفة ، هل تعتقدون أن موقف الادارة من القدس شكل طعنة كبيرة لهذه العلاقات؟
تحكمنا بالولايات المتحجة علاقات استراتيجية وتاريخية لها جوانب متعددة والشق الاقليمي أحد جوانب هذه العلاقات ولكن فيما يتعلق بالشق الثنائي فان هناك تعاونا كبيرا ومتشعبا بمجالات كثيرة علي كافة الأصعدة سياسية واقتصاديا وتجاريا وعسكريا وهناك حرص متبادل للحفاظ عليها واستعادة قوتها وصلابتها ، وفي شأن الجانب والشق الاقليمي فاننا نتحدث مع الولايات المتحدة بضرورة أخذ القضايا العربية بعين الاعتبار وخاصة القضية الفلسطينية التي تحظي باهتمام كبير من جانب مصر علي مر التاريخ منذ أن ظهرت هذه القضية علي حيز الوجود وضرورة أن يتم تسويتها ويعود لهذا الشعب حقوقه وفقا لقرارات الشرعية الدولية وتحقيق مبدأ حل الدولتين الذي تبنته الولايات المتحدة ذاتها، ونترقب منها تنشيط عملية السلام بالشكل الذي يفضي الي تحقيق هذا الهدف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.