جاء البيان الختامي لاجتماعات خبراء ووزراء مياه دول حوض النيل الشرقي لمصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة الإثيوبي، مخيبًا للآمال، وعدم التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث على النقاط محل البحث. والسؤال المطروح الآن هل مصر تملك أوراق تدفع بها في المرحلة المقبلة أمام فشل المفاوضات وتعنت إثيوبيا؟ استطلعت "البديل" آراء الدبلوماسيين حول أزمة سد النهضة وكيفية الخروج منها. فقال السفير رخا حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن المفاوضات الجارية الآن بين الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا لم تفشل مطلقًا، مضيفًا أن المفاوضات لم تصل إلى حلول جذرية بشان تلك الأزمة. وأشار «رخا»، في تصريحات ل«البديل»، أن كل طرف متمسك بموقفه، لأنه يدرك أن هناك رأي عام لن يسكت عن أي اتفاق دون الرجوع للقيادات العليا في تلك الدول. وطالب «حسن» الحكومة المصرية باستكمال المفاوضات، لأنها السبيل الوحيد للخروج من تلك الأزمة، مشيرًا أن المفاوضات تحتاج للنفس الطويل ولا ينبغي علينا أن نرتكب أخطاء بسبب التسرع، ففي النهاية هناك منظمات دولية تراقب الوضع وستقرر بعد الاتفاق ما إذا كانت ستدعم إثيوبيا ماليًا لبناء السد أم لا. وشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق على أهمية تعزيز التعاون مع القارة الإفريقية، من خلال إقامة المشروعات وتقديم الدعم لتلك الدول، بالإضافة للزيارات المتبادلة بين مسئولين مصريين ومسئولين دول حوض النيل. وأكد السفير رخا حسن أن من حق أي دولة إفريقية أن تبني مشروعات خاصة بها دون إلحاق أي ضرر لأي دولة، والمشكلة تكمن أيضًا في مرحلة بناء السد، فهناك خوفًا كبيرًا بتأثر مصر خلال المرحلة الأولى من بناء السد. من جانبه، قال السفير أحمد حجاج، الأمين العام للجمعية الإفريقية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، يجب على الحكومة المصرية أن يكون لديها أوراق ضغط على الحكومة الإثيوبية في حال فشل المفاوضات ووصولها لطريق مسدو؛ خاصة أن إثيوبيا مستمرة في بناء السد دون اعتبار لمصر، مشيرًا أن اتفاقية "عنتيبي" رفضتها مصر والسودان، لأنها تنهي الحصص التاريخية لهما، بعدما نصّ الاتفاق الذي وقع في مدينة عنتيبي الأوغندية على أن مرتكزات التعاون بين دول مبادرة حوض النيل، تعتمد على الاستخدام المنصف والمعقول للدول من موارد مياه نهر النيل، ومن هنا دفعت مصر تعاونًا مشتركًا مع دول حوض النيل وساهمت في مشروعات عديدة لها في إطار حفظ حصتها من المياه. وأكد السفير إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن سد النهضة يُعد من أخطر المشروعات التي تواجه مصر الآن، ولابد من العمل على مواجهة هذا المشروع بجميع الطرق والوسائل للحفاظ على حصة مصر التاريخية. وأضاف «يسري» أنه يجب على مصر استخدام أوراق ضغط في التفاوض، مشيرًا إلى حق الدول الإفريقية في إقامة مشروعات لتنمية مواردها، دون المساس بالاتفاقيات والمواثيق الدولية، مشيرًا إلى ورقة ضغط مهمة وهي استثمارات الدول العربية التي تتخطى مليارات الدولارات في إثيوبيا.