يهدف اتفاق أبرم بين الاتحاد الأوروبى وتركيا إلى الحد من تدفق المهاجرين على أوروبا مقابل امتيازات مالية وسياسية لكنه قد ينهار فى غضون أشهر نظرا لعدم قدرة الطرفين فيما يبدو على الوفاء بالالتزامات. وتبادل رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو ورئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك ابتسامات الارتياح بعد أن توصلا لاتفاق تستعيد بموجبه أنقرة جميع المهاجرين واللاجئين الذين يعبرون إلى اليونان فى مقابل المزيد من الأموال والموافقة بشكل أسرع على سفر الأتراك لدول الاتحاد دون تأشيرات وتسريع طفيف لمحادثات عضوية تركيا فى الاتحاد الأوروبي. لكى تتمكن تركيا من وقف تدفق المهاجرين على أوروبا فستحتاج إلى عملية إعادة انتشار كبيرة لأجهزتها الأمنية للقضاء على عمليات تهريب البشر المربحة فى وقت يرى فيه الرئيس رجب طيب أردوغان أولويات أخرى أكثر إلحاحا. لكن أردوغان بات أكثر تركيزا على توسيع سلطاته الرئاسية ومحاربة المسلحين الأكراد ومنع اتساع نطاق الحرب الأهلية فى سوريا. ولكى تكون اليونان قادرة على إعادة أولئك المهاجرين الذين يستمرون فى الوصول إلى جزرها تحتاج إلى تعديل فى نظم غير فعالة للجوء والعدالة فى ظل موارد شحيحة ومساعدات غير مؤكدة من الاتحاد الأوروبي. وترى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن نظام أثينا ضعيف للغاية مما دفعها للحكم بأن إرسال المهاجرين من البلدان الأوروبية الأخرى إلى هناك غير إنساني. ولكى يتمكن الاتحاد الأوروبى من إعادة التوطين كما تعهد بإعادة توطين آلاف اللاجئين السوريين بشكل قانونى مباشرة من تركيا - واحد مقابل كل سورى عاد من الجزر اليونانية- ستحتاج غالبية الدول الأعضاء إلى استقبال لاجئين أكثر مما كانت تريد حتى الآن. وفى ظل المناخ الشعبوى الحالى المناهض للهجرة فى العديد من البلدان فقد تكون المهمة عسيرة. ولم يوضح البيان المشترك من الذى سيقوم بإعادة المهاجرين ربما غير الراغبين فى المغادرة من اليونان إلى تركيا وهى مهمة قد تقع على عاتق وكالة حماية حدود الاتحاد الأوروبى (فرونتكس) تحت أنظار وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية. ويقول مسئولون يونانيون إنهم يشعرون بالقلق من أن تتحول المهمة إلى أعمال عنف. وقد تؤدى إزالة صور أفغان أو عراقيين أو سوريين ضد رغبتهم إلى انتقادات دولية. وفى دلالة منذرة نشرت منظمة العفو الدولية صورة مروعة للاجئين يرتعدون وراء أسلاك شائكة خارج مركز انعقاد قمة الاتحاد الأوروبى ويحملون شعارا يقول “لا تتاجروا باللاجئين. أوقفوا الاتفاق!”.