كنت أريد أن أكتب عن زيارة رئيس مجلس الوزراء د. هشام قنديل الى الجزائر التى تعد بالفعل نقلة نوعية ليس فقط فى العلاقات بين مصر والجزائر ولكن فى تفكير الادارة المصرية للاتجاه بالتعاون المشترك نحو شمال افريقيا بعد أن كان الاتجاه ينحصر فى الخليج العربى. لكننى وجدت نفسى مندفعا نحو الكتابة عن فكرة اغلاق المحال التجارية فى العاشرة مساء.. وللحقيقة برغم أن نسبة المعترضين تتجاوز 70 %من المواطنين فإن ما أثارنى هو انحياز وزارة الداخلية ممثلة فى شرطة مرافق القاهرة وما جاء على لسان اللواء اسماعيل عز الدين حيث قال فى تصريح للزميلة انتصار النمر فى جريدة الجمهورية نحن لا نريد أى تداعيات أمنية جديدة تضر بالاستقرار الامنى وفسر مدير شرطة مرافق القاهرة رأيه بتأجيل قرار اغلاق المحال التجارية والمقاهى فى العاشرة مساء والمطاعم فى الثانية عشرة بأن الفترة الحالية لا تتحمل تصاعد الامور بين جهاز الامن باعتباره مكلفا بتنفيذ القرار وبين اصحاب المحال والمقاهى، وقال إن دراسة أمنية أكدت أن القرار فى حال تطبيقه سيؤدى الى تكدس المرور فى مناطق المقاهى والمحال التجارية. استطيع أن أتفهم تلك المخاوف التى تأتى من رجال الأمن ومن بعض اصحاب المحال والمقاهى ولكن المؤيدين وربما أكون واحدا منهم ليسوا بنفس حماس المعارضين، لأن المؤيدين ينظرون الى المصلحة القومية أكثر من المصالح الفئوية.. المؤيدون ينظرون الى أن مصر تعانى من فوضى التواجد فى الشوارع حتى ساعات الصباح وربما حتى الفجر وهذا يعنى أن الذين يسهرون لن يذهبوا الى عملهم فى المواعيد المحددة، وربما نلاحظ جميعا أن معظم المحال فى مصر تفتح أبوابها غالبا بعد الثانية عشرة ظهرا وهو منطق غريب أن نسهر ليلا ونترك ساعات الصباح، عكس جميع دول العالم التى تبدأ يومها منذ السابعة صباحا حيث يذهب الجميع الى أعمالهم .. والحجة بأن كثيرين يعملون ليلا بجانب عملهم الصباحى يعنى أنهم يذهبون الى المصالح الحكومية للراحة والنوم حتى يستعدوا للعمل ليلا بحجة زيادة الدخل. نحن لسنا ضد من يبحث عن عمل إضافى لزيادة دخله ولكننا ضد أن نهمل فى العمل الرسمى الصباحى والاهتمام بالعمل الاضافى، فى وقت يوجد فيه ملايين من المتعطلين الذين ليس لديهم عمل فى الأساس، وأعتقد أنهم أولى بأن يجدوا فرصة عمل تكفيهم شر السؤال. أما ما يطلبه اصحاب المحال التجارية بتطبيق القرار على الباعة الجائلين ايضا فهم محقون تماما، لأن المتوقع هو أن يغلق المحل التجارى أبوابه فى العاشرة، ثم يأتى أحد الباعة الجائلين ليقف أمام المحل ليبيع نفس نوعية المنتجات التى يبيعها المحل خاصة الملابس المهربة التى لا يدفع أصحابها تأمينات أو ضرائب أو تكاليف كهرباء وايجارات وغيرها، وبذلك يكون الخاسر الوحيد هو صاحب المحل. أما جانب الايجابيات فهو كثير جدا، لأن الفائدة ليست فقط فى توفير الكهرباء والاستيقاظ المبكر ليبدأ العامل أو الموظف عمله بنشاط وما يترتب على ذلك من تجويد فى الانتاج وفى الخدمات المقدمة الى الجمهور.. ولكن فى تهذيب سلوكيات المواطنين والشباب، لتصبح قيمة العمل لديه أهم من السهر فى الشارع على المقاهى، وأن تصبح زيارة المكتبة للاطلاع أفضل من التسكع فى الميادين، وأعتقد أن الامن سيكون أفضل فى حال اغلاق المحال ليلا، لأن الذى سيسير فى الشارع سيكون مضطرا لذلك. أقترح تنفيذ القرار فورا وبلا تردد على أن نترك للمحال حرية السهر يومى الخميس والجمعة بدون حد اقصى، وبذلك نحقق مصالح جميع الاطراف. سالم وهبى [email protected]