تحسم اليوم المحكمة الدستورية العليا دعوى بطلان قانون تقسيم الدوائر ، الأمر الذى قد يترب عليه تأجيل الانتخابات البرلمانية مما يفتح باب التساؤلات حول مدى تأثر الاقصاد المصرى بهذه الحالة ، بعض المصادر الذين استطلعنا آراءهم أكدوا ان المستثمر الأجنبى يهمه فى المقام الأول تحقيق الأمن والاستقرار وهما إجراءان قطعت مصر فيهما شوطا ايجابيا حتى الآن .. وذلك أفضل بكثير من انتخابات برلمان يصدر تشريعات اقتصادية ثم يحل وتتفكك معه منظومة العمل الاستثمارى والانتاجى بعد سقوط التشريعات التى أقرها .. a الدكتورة فوزية عبد الستار أستاذة القانون الدستورى ترى أنه ليس فى صالح مصر انتخاب برلمان بقانون ثم يقضى فيه بعدم الدستورية وبالتالى يتم حل المجلس وتسقط التشريعات السياسية والاقتصادية التى قد يكون قد اصدرها ، مشيرة إلى أن تأجيل الانتخابات لإعادة اصلاح الخلل فى قانون تقسيم الدوائر و الأفضل التأجيل بدلا من الطعن بعدم دستورية وشرعية البرلمان القادم . أشارت د . فوزية ان هناك رغبة فى إتمام خريطة الطريق والمحكمة الدستورية أمامها كل المعطيات لبحث قانون تقسيم الدوائر بوضوح حماية للدستور . وتوضح أن تقرير هيئة المفوضين الذي تضمن الملاحظات على قانون الدوائر ليس ملزما للمحكمة الدستورية ، لكنه غالبا ما يكون على صواب ويتضمن ملاحظات جوهرية ،وبالتالى تحتاج الى وضع قانون جديد - فى حالة الحكم بتأجيل الانتخابات- يتلافى عيوب القانون الحالى . التأجيل أفضل من جانبه قال د . محمود كبيش العميد السابق لكلية الحقوق جامعة القاهرة .ان الحكم لن يؤثر على نجاح المؤتمر الاقتصادى لأن العالم ينظر إلى مدى احترامنا للقانون فلا يعقل ان يكون هناك برلمان ثم يعقبه حل لهذاالبرلمان ونعيد أخطاء الماضى . وأضاف تأجيل الانتخابات لحين صياغة قانون دستورى سليم أفضل بكثير من وجود قانون دستورى يترتب عليه اجراءات أخرى تكون عرضة للطعن وعدم الدستورية . وتابع العالم كله سيحترمنا لأننا نحترم القضاء والجميع يلمس جدية الدولة فى استكمال خارطة الطريق . ومن جانبه أكد د . نبيل حلمى العميد السابق لكلية الحقوق جامعة الزقازيق ان الحكم الصادر بعدم دستورية قوانين الانتخابات لن يكون له تأثير سلبى على المدى القريب ويجب ان ننظر بشكل اكثر شمولا فعدم الدستورية واعادة صياغة القانون بشكل دستورى يضمن عدم حل البرلمان مستقبلا . وأضاف ان الحكومة ستعرض قانون الاستثمار على المشاركين فى المؤتمر وهو الأهم فالمستثمر ينظر الى ما يتعلق بطبيعة نشاطه وما يهمه هو تأسيس النشاط وتحويل الأموال والطعن على عقود الاستثمار وهى أمور من المتوقع ان يهتم بأبرزها بشكل رئيسى فى قانون الاستثمار . وحول انعكاس قرار التأجيل سلبا على الاقتصاد يقول د . شريف دولار الخبير الاقتصادى بأنه فىالأوضاع العادية وعلى المستوى النظرى يتأثر الاقتصاد والاستثمار بالأحداث السياسية وبعدم وجود مؤسسات الدولة مثل البرلمان لأنه يعنى عدم صدور تشريعات تدعم وتضبط مناخ الاستثمار ومايتعلق به من اجراءات وكل الأمور المحيطة بالاقتصاد ، لكنه فى الوضع الحالى لمصر فهذا الافتراض السابق ليس ذا جدوى لأن الاقتصاد المصرى يحتاج حاليا الى الاستقرار الأمنى وهو مايتحقق حاليا عن طريق يد قوية للرئيس والحكومة مشيرا الى ان هناك فترات مر بها العالم كانت فيها برلمانات وانتخابات لكن تزامن مع هذا انفلات امني وعدم استقرار وهو ما ادى الى تدهور الاقتصاد وهو ما حدث بالفعل في فرنسا حتي جاء شارل ديجول عام 1958 وازدهر الاقتصاد الفرنسى باليد القوية وضبط المؤسسات ، لذا فالأمن والاستقرار هما أهم مطلبان للمستثمر. يؤكد دلاور أنه في حالة صدور قرار من المحكمة الدستورية بارجاء الانتخابات البرلمانية لن يحدث اي تأثير سلبى على المؤتمر الاقتصادى بل علي العكس سوف تزيد ثقة المستثمرين مع رغبة الدولة في ارساء المؤسسة البرلمانية على اسس دستورية وتشريعية تسهم بقوة فى صدور تشريعات اقتصادية جاذبة. من جانبه اكد د. فخرى الفقى استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ان تأجيل الانتخابات لن يحدد من ضخ الاستثمارات الأجنبية بالسوق وخاصة من المستثمرين الأجانب وليس العرب لأن المستثمرين العرب مستمرين في ضخ استثماراتهم وقبل انتخاب البرلمان وقاموا بزيادة استثماراتهم في اصعب الظروف السياسية. وتابع على الحكومة التحرك لبث الطمأنينة لدى المستثمرين وهذا ما نلحظة بشكل واضح مؤخرا كذلك فإن الإعلام مطالب بدور وطني فى توضيح اهمية تأجيل الانتخابات لحين اصدار تشريع دستورى ينظمها وآليات الاقتراع للوصول الى برلمان قانونى 100٪.