جاء اعلان ادارة الرئيس الامريكى باراك اوباما بطرح مناطق جديدة فى خليج المكسيك للتنقيب عن النفط والغاز ليعزز الامال فى ازدهار صناعة الطاقة الامريكية من جديد فحسبما قال مسئولون فان الاحتياطيات النفطية المقدرة فى المنطقة الجديدة تبلغ حوالى مليار برميل من النفط وكميات هائلة من الغاز الطبيعي فى الوقت نفسه فان ادارة اوباما تحركت خلال الفترة الاخيرة فى اتجاه فتح مناطق جديدة للتنقيب عن النفط رغم انها كانت خاضعة فى الماضى لقيود صارمة فى هذا المجال لاعتبارات بيئية كما ان الادارة تمضى قدما فى تشجيع الاستثمارات فى قطاعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والوقود الحيوى واصدرت تشريعات تستهدف انتاج اجيال جديدة من السيارات اقل استهلاكا للوقود بحلول 2025 مما يشير فى النهاية الى مستقبل جديد للطاقة فى تقريرها الخاص عن الطاقة فى الامريكتين ترى صحيفة الفايننشال تايمز افاقا جديدة فى ظل التغيرات التكنولوجية والسياسية التى تعيد احياء صناعة من اهم الصناعات المؤثرة فى الاقتصاد العالمي بداية كانت نشأة صناعة النفط الحديثة فى الامريكتين وفى فترة من الفترات بدا وكأنها ستنتهى ايضا هناك، ففى منتصف القرن الماضى وبعد ما يقرب من 150 عاما على انطلاق اول مبادرة فى العالم لتنشيط الاستثمار فى النفط وكانت فى بنسلفانيا ظهرت مؤشرات توحى بنهاية عصر النفط الامريكى مع تقادم حقول النفط فى الولاياتالمتحدة، العراقيل السياسية فى دول مثل فنزويلا والمكسيك والتحديات البيئية والاقتصادية فى كندا علاوة على نقص الموارد فى اماكن مثل البرازيل والارجنتين ولكن اليوم تغيرت آفاق الصناعة فى ظل ظهور مؤشرات على دخولها عصر جديد من وفرة الامدادات والاكتشافات الجديدة فى آلاسكا الى الارجنتين، فانتاج النفط والغاز بدأ يرتفع مرة اخرى فى الولاياتالمتحدة والعديد من البلدان الاخرى حيث سمحت التطورات التكنولوجية بالوصول الى مصادر جديدة لم تكن متاحة من قبل فى التكوينات الصخرية او فى المياه العميقة، وكان لها الفضل فى بعض من اضخم الاكتشافات فى البرازيل كما ساعدت الاختراعات فى مجال تقنيات الانتاج فى حل بعض المشاكل المرتبطة باستخراج النفط من الرمال النفطية عودة الحياة مرة اخرى الى قطاع الطاقة فى الامريكتين لا يقتصر على النفط والغاز فحسب فقطاع الطاقة المتجددة يشهد ايضا نموا قويا منذ سنوات فالولاياتالمتحدة كانت اكبر مستثمر فى هذا المجال العام الماضى وحاليا هناك خمسة مفاعلات فقط تحت الانشاء فى الولاياتالمتحدة وواحد فى البرازيل وواحد فى الارجنتين وبصفة عامة فى الامريكتين معظم المشاريع يتم تأجيلها او لا يزال هناك اختلاف حولها بالرغم من الصعوبات التى تواجهها الصناعة فان آفاق انتاج النفط والغاز فى الامريكتين تبدو افضل من اى وقت مضى خلال العقود الماضيةويتوقع بعض المحللين وكذلك ميت رومنى المرشح الجمهورى انه بحلول عام 2020 ستصل امريكا الشمالية بمعنى الولاياتالمتحدةوكنداوالمكسيك الى مرحلة الاكتفاء الذاتى من الطاقة بما يعنى انها لن تستورد نفطا من خارج المنطقةربما كان اهم ما فى هذا الموضوع هو الوتيرة السريعة لتغير الآراء على مدار السنوات العشر الماضية فعلى سبيل المثال غيرت كل من ألمانيا واليابان نظرتها وسياستها المتعلقة بالطاقة النووية وبالتالى اذا وقع اى حادث غير متوقع مثل ضرر بيئى خطير بسبب تكنولوجيات استخراج الغاز الصخرى الجديدة او اشتعلت موجة جديدة من العداء تجاه الاستثمار الاجنبى فى الطاقة فقد تتبدل آفاق الصناعة مرة اخرىمستقبل الطاقة الامريكية يبدو مشرقا ومع ذلك هناك دائما احتمال ان يثبت خطأ التوقعات المتفائلة مثلما كانت التوقعات المتشائمة قبل عشر سنوات غير صحيحة . فاينانشال تايمز