أماكن الكشف الطبي للمرشحين في انتخابات مجلس النواب    وزيرة التضامن تتلقى تقريرًا عن جهود الاستجابة لارتفاع منسوب نهر النيل بقرى محافظة المنوفية    حزب السادات يدعو لإحياء ذكرى نصر أكتوبر أمام ضريح بطل الحرب والسلام بالمنصة    «النهر الجديد».. شريان أمل تشقه مصر في زمن المشهد المائي المربك    أسعار الذهب فى قطر اليوم السبت 2025.10.4    استشهاد 3 فلسطينيين في قصف مدفعي وسط خان يونس    فيريرا: لا أفهم هجوم جماهير الزمالك بسبب اللغة، ومحبط من التعادل أمام المحلة    خبير: الزواج السري قنبلة اجتماعية موقوتة تهدد الميراث وتقطع الأرحام    سلوى عثمان تنضم لفريق عمل "كلهم بيحبوا مودي"    وزير السياحة والآثار يفتتح مقبرة الملك أمنحتب الثالث بالأقصر    نائب وزير الصحة يوجه بمعاقبة المتغيبين عن العمل بمركز طب الأسرة بالسنانية في دمياط    خبير بالأهرام: خطة ترامب لغزة تفتقد التفاصيل والضمانات الكافية    جمال نزال: خطة ترامب تؤجل الاعتراف بفلسطين رغم دعم دول كبرى لها    طوفان بشري.. مئات الآلاف يتظاهرون في برشلونة ضد الإبادة الجماعية في غزة والاحتلال الإسرائيلي    رئيس جامعة جنوب الوادي يناقش الحوكمة الإلكترونية للتغذية بالمدن الجامعية    استقبل تردد قناة صدى البلد دراما 2025 الجديد على نايل سات    الدوري الألماني.. بوروسيا دورتموند يسقط في فخ لايبزيج    انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي بين طلائع الجيش والجونة    عميد كلية البنات الإسلامية بجامعة الازهر بأسيوط يفتتح المعرض الخيري السنوي بالكلية    ضبط عدد من قضايا الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    أقوى عرض لشحن شدات ببجي موبايل 2025.. 22،800 UC مجانًا    الأرصاد: غدا الأحد طقس حار نهارا معتدل ليلا.. والعظمى بالقاهرة 31    أسعار البنزين والسولار السبت 4 أكتوبر 2025    مستقبل وطن بكفر الشيخ يدفع ب4 مرشحين في القائمة الوطنية لانتخابات النواب 2025 | خاص    "بداية أسطورية ل Kuruluş Osman 7" موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عثمان على قناة الفجر الجزائرية    خبير متاحف: المتحف المصري الكبير ليس مجرد مشروع سياحي بل بيت للمجتمع المصري    وزير الخارجية يؤكد أهمية تكاتف جهود أبناء الوطن في الداخل والخارج لدعم المصالح المصرية والدفاع عنها    مواقيت الصلاه اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 في المنيا    حكومة جنوب إفريقيا: نرحب بالتقدم المحرز نحو اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    رئيس الوزراء: صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية في مصر صناعة عريقة    أضرار الزيت المعاد استخدامه أكثر من مرة.. سموم خفية    غدا احتفالية نقابة الصحفيين بذكرى نصر أكتوبر المجيد    محلل سياسي: القاهرة تستضيف مباحثات حاسمة لوضع جداول زمنية لانسحاب إسرائيل    افتتاح فرع جديد للخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان لأول مرة بالسويس لعلاج المرضى مجانا    بطل رفع الأثقال البارالمبى: إقامة بطولة العالم بالعاصمة الإدارية حدث تاريخى    تأجيل محاكمة المتهم بقتل شاب من ذوى الهمم بالبحيرة لجلسة 7 أكتوبر    أبرز إنجازات خالد العنانى المرشح لمنصب مدير اليونسكو    الصحة تطلق النسخة الخامسة من مؤتمر قلب زايد بمشاركة نخبة من خبراء أمراض القلب    وكيل صحة سوهاج يتابع أعمال لجنة الكشف الطبي للمرشحين المحتملين لمجلس النواب    منح النيابة حق التحقيق بدون محام يثير أزمة باجتماع مناقشة الاعتراض على "الإجراءات الجنائية"    السيسي يتابع توفير التغذية الكهربائية للمشروعات الزراعية الجديدة.. فيديو    حريق هائل بمصنع بلاستيك في العاشر من رمضان    " سي إن بي سي": توقعات باستمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي حتى 14 أكتوبر وسط تعثر المفاوضات    وكيل الشباب والرياضة بالفيوم يشهد انطلاق الدورة الأساسية رقم 578 للمدربين والإداريين    محافظة الإسكندرية تتوج بجائزة سيول للمدن الذكية    وزير الزراعة يعلن تحقيق الصادرات الزراعية المصرية 7.5 مليون طن حتى الآن    قوافل طبية وغذائية لدعم الأسر المتضررة من ارتفاع منسوب مياه النيل بدلهمو بالمنوفية    موجة انتقادات لاذعة تطارد محمد صلاح.. ماذا فعل النجم المصري؟    ما حكم من لم يقدر على الوضوء لأجل الصلاة؟.. الإفتاء توضح    ننشر أسماء المرشحين للفردى والقائمة للتحالف الوطني ببنى سويف للانتخابات البرلمانية 2025 (خاص)    هالة عادل: عمل الخير وصنع المعروف أخلاق نبيلة تبني المحبة بين البشر    بينهم طفلان.. 6 شهداء في قصف الاحتلال غزة وخان يونس    تشكيل الزمالك المتوقع أمام غزل المحلة بالدوري    أسعار الحديد في المنيا اليوم السبت 4 أكتوبر 2025    دار الإفتاء توضح: حكم الصلاة بالحركات فقط دون قراءة سور أو أدعية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة قنا    موعد انخفاض أسعار الطماطم في الأسواق.. الكيلو وصل 35 جنيه    وزير الخارجية يثمن الدعم الفرنسي للمرشح المصري لرئاسة اليونسكو خالد العناني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبل انطلاق ماراثون الانتخابات‮:‬ صراع الليبراليين والاشتراكيين على كعكة الاقتصاد


حوار : ‬عبد العزيز جيرة‮ ‬ - حلمى الشرقاوى ‬ -
تتصارع فى هذين الحوارين رؤيتان اقتصاديتان الأولى ليبرالية‮ ‬يعبر عنها حزب الوفد والثانية اشتراكية ويعبر عنها حزب مصر العربى الاشتراكى‮.‬ورغم أن الرؤيتين تسعيان الى علاج تشوهات الاقتصاد المصرى فإنهما تسلكان طرقا مختلفة‮.‬ فحزب الوفد الليبرالى أكد أن اصلاح هذه التشوهات‮ ‬يجب أن‮ ‬يتم عبر برنامج متدرج مدته ‮8 ‬سنوات مع العمل على تفعيل نوع من الاجراءات كفيل بمواجهة اى انتكاسة محتملة خلال التطبيق‮.‬فى المقابل‮ ‬يرى حزب مصر العربى الاشتراكى
أن مصر مؤهلة بظروفها الحالية لتطبيق نوع من الاشتراكية الديمقراطية التى تخلق قدرا من توازن المصالح بين فئات المجتمع،‮ ‬كما‮ ‬يرى الحزب ضرورة كسر احتكار الثروة عبر اعادة الروح للقطاع العام والتوسع فى تمويل المشروعات الصغيرة‮.‬هنا تفاصيل مقابلتين الاولى مع الدكتور فخرى الفقى استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة التى‮ ‬يشرح فيها البرنامج الانتخابى لحزب الوفد فيما‮ ‬يتعلق بالشأن الاقتصادى والثانية مع وحيد الأقصرى رئيس مصر العربى الاشتراكى‮.‬
--------
يسعى حزب الوفد فى إطار برنامجه الانتخابى للبرلمان المقبل الى تقديم رؤية لمعالجة الاقتصاد المصرى‮ ‬يستند فيها إلى ثلاثة محاور رئيسية تتمثل فى العمل على تعافى الاقتصاد المصرى مما أصابه من مشاكل اقتصادية جمة خلال السنوات الأربع الماضية منذ ثورة‮ ‬يناير‮ ‬2011،‮ ‬حيث أصيب أهم قطاعاته فى ضخ أهم مصدرين له هما الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة وقطاع السياحة إضافة الى الانخفاض الملحوظ فى ثروة مصر من الغاز الطبيعى مع تعرض الاقتصاد الى نزيف مالى وإهدار مستمر سواء تمثل فى عجز متزايد فى الموازنة العامة للدولة الناتج عن منظومة الدعم الذى‮ ‬يذهب ‮2/3 ‬منه لغير مستحقيه والثلث الباقى لمن‮ ‬يستحق من الفقراء ومحدودى الدخل والمهمشين إضافة الى نزيف آخر‮ ‬يتمثل فى عجز متفاقم ومتزايد فى الميزان التجارى تصديرا واستيرادا مما ترتب عليه حتمية سداد هذا العجز للعالم الخارجى بالنقد الأجنبى،‮ ‬فضلا عما‮ ‬يعانيه الاقتصاد المصرى منذ عقود من تشوهات فى هياكله الاقتصادية التى عفا عليها الزمن ومنها منظومة الأجور والعاملين فى الجهاز الادارى للدولة المكدس بالعمالة،‮ ‬قوانين العمل،‮ ‬تشريعات سوق العمل،‮ ‬منظومة التأمينات الاجتماعية والأخطر احتكارات القلة لسوق المنتجات وترهل منظومة قطاع الاعمال العام والهيئات المملوكة والعديد من المنظومات التى قيدت قدرة الاقتصاد المصرى على النمو المستدام‮. ‬
وتوقفه منذ ثلاثة عقود ماضية بالمفهوم الشامل وهذه حالة الاقتصاد المصرى حتى نهاية‮ ‬2014‮ / ‬2013‮ ‬
هكذا بدأ الدكتور فخرى الفقى استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة وعضو حزب الوفد ومعد برنامجه الاقتصادى،‮ ‬مضيفا ان الحزب وضع برنامجا وطنيا شاملا ومتدرجا ومقبولا اجتماعيا بمعنى وضعه خبراء مصريون مستهدفين تحقيق التنمية المستدامة بجميع القطاعات بحيث ان البرنامج ذاتى التغذية ولا‮ ‬يعتمد على الخارج الا فى القليل حتى لا‮ ‬يتأثر بالمتغيرات التى تطرأ على الاقتصاد العالمى‮. ‬وان البرنامج لديه الآليات التى تحدث عدالة فى توزيع ثمار النمو المتحقق على جميع شرائح المجتمع،‮ ‬معالجا هذا البرنامج لكل ما سبق ذكره من مشاكل وأمراض فى الاقتصاد المصرى وحدد البرنامج مدة لا تقل عن‮ ‬8‮ ‬سنوات حتى‮ ‬يمكن للاقتصاد المصرى الانطلاق فى آفاق النمو الذاتى منها‮ ‬3‮ ‬سنوات لعلاج الاختلالات المالية وثلاث سنوات لتصحيح الهياكل المشوهة والسنتان الباقيتان لتسريع وتيرة النمو وجنى ثمار التنمية المستدامة مع ملاحظة ان تطبيق عناصر البرنامج فى مراحله الثلاث ليست منفصلة ولكنها متصلة ومتزامنة ومتداخلة ومتشابكة،‮ ‬وتدرج التنفيذ للبرنامج هدفه عدم حدوث انتكاسة للاقتصاد المصرى ويعود لأسوأ مما كان عليه سابقا‮. ‬
ويضيف د‮. ‬الفقى ان آليات تطبيق عناصر هذا البرنامج تقتضى تحديد حاجة الاقتصاد المصرى من الاستثمارات الإجمالية سواء مصرية أو عربية أو أجنبية لكى‮ ‬يتم حقن جسد الاقتصاد بها وهذا‮ ‬يتم فى ضوء معدلات نمو مستهدفة للاقتصاد عموما وللقطاعات الاقتصادية كل على حدة بصفة خاصة بشكل تنموى وفى هذا الخصوص لابد ان نشير الى ضرورة ان‮ ‬يكون معدل النمو الاقتصادى فى مصر ضعف معدل النمو السكانى على الأقل أى لا‮ ‬يقل عن‮ ‬4٪‮ ‬وتحقيق هذا‮ ‬يتطلب وصول حجم الاستثمار المحلى الى نحو‮ ‬400‮ ‬مليار جنيه ثم تأتى الآلية الثانية وهى تحديد المدخرات الممولة للاستثمارات وطاقتها القصوى إضافة الى مدخرات الحكومة والقيام بالتعبئة الشاملة لتلك المدخرات وفى ضوء الارقام المتاحة فإن اجمالى المدخرات المحلية لا‮ ‬يرقى إلا لنحو‮ ‬320‮ ‬مليار جنيه مما‮ ‬يعنى ان هناك فجوة فى المدخرات تصل‮ ‬80‮ ‬مليار جنيه او ما‮ ‬يعادلها بالعملة الصعبة والدولار،‮ ‬أى ما بين‮ ‬10‮- ‬11‮ ‬مليار دولار خلال العام المالى‮ ‬2015‮ - ‬2016‮ ‬أى احتياجات مصر فى المرحلة الأولى للبرنامج وهى‮ ‬3‮ ‬سنوات تصل الى‮ ‬30‮ ‬مليار دولار،‮ ‬ويعد المؤتمر الاقتصادى فى مارس المقبل فرصة لجذب الاستثمارات وتمويل هذه الفجوة من خلال طرق منها الأقل عبئا على الاقتصاد المصرى وأكثر جدوى له وتتمثل فى جذب الاستثمارات الأجنبية والعربية حيث المنفعة متبادلة،‮ ‬والثانية المنح العربية والأجنبية وهذا لا‮ ‬يعول عليه كثيرا لأنه سيضاءل فى المستقبل حيث قدمت الدول الخليجية الثلاث ما لا‮ ‬يقل عن‮ ‬22‮ ‬مليار دولار خلال العام والنصف العام ولذلك فإن برنامج حزب الوفد‮ ‬يعول كثيرا على جذب ما لا‮ ‬يقل عن‮ ‬75٪‮ ‬من الفجوة التمويلية من خلال الاستثمارات العربية والأجنبية‮ . ‬
وتجدر الاشارة إلى أن هذه الاستثمارات توجه لتمويل المشروعات العملاقة التى تحقق التنمية المستدامة مثل مشروع قناة السويس،‮ ‬المثلث الذهبى،‮ ‬الساحل الشمالى وكلها تساهم فى الخروج من الوادى الضيق وزيادة المساحة المأهولة بالسكان الى‮ ‬10٪‮ ‬و15٪‮ ‬من مساحة مصر بدلا من ال‮ ‬70٪‮ ‬الحالية وذلك خلال السنوات الثلاث الأولى للبرنامج‮. ‬
ولا‮ ‬يفوتنا والكلام للدكتور الفقى ضرورة تشجيع ريادة الأعمال للشباب فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر وحماية الدولة لتلك المشروعات،‮ ‬مع ملاحظة ان القطاع الخاص هو المنفذ لتلك الاستثمارات والتنمية المستدامة بدرجة أساسية مع امكانية مشاركة الحكومة فى مشروعات البنية التحتية،‮ ‬المشروعات الاستراتيجية التى تمس الأمن القومى لأن البرنامج‮ ‬يعول على القطاع الخاص لقيادة النشاط الاقتصادى مع أهمية تفرغ‮ ‬الحكومة لوظائفها الأصيلة فى الدفاع والأمن والعدالة الاجتماعية والبنية التحتية والصحة لغير القادرين وحماية الملكية والبيئة وتوفير مناخ استثمارى مناسب للقطاع الخاص وان‮ ‬يكون تدخلها مؤقتا عند استشعارها حدوث أزمة مالية واقتصادية مقبلة للاقتصاد‮. ‬
ويواصل د‮. ‬الفقى حديثه قائلا‮: ‬يتم بعد ذلك سحاب فرصة العمل التى‮ ‬يوفرها القطاع الخاص والتى وفقا للبيانات،‮ ‬فإن هناك‮ ‬450‮ ‬الف فرصة عمل مطلوبة سنويا للداخلين الى سوق العمل وهناك بطالة تقدر ب‮ ‬3.‬5‮ ‬مليون عاطل وهنا على القطاع الخاص سحب‮ ‬10٪‮ ‬من هذا العدد الى التوظيف أى مطلوب منه سنويا‮ ‬800‮ ‬الف فرصة عمل ووفق البرنامج‮ ‬يتم حساب تكلفة فرصة العمل الواحدة من خلال قسمة ال‮ ‬400‮ ‬مليار جنيه الاستثمارات المطلوبة على طالبى العمل وهم‮ ‬800‮ ‬ألف فرصة عمل بكل ما تحتاجه من ماكينة ومصنع ورواتب وتأمين وغير ذلك أى الفرصة تتكلف‮ ‬500‮ ‬الف جنيه وان ال‮ ‬350‮ ‬الف فرصة التى توفر للعاطلين تعنى نسبة‮ ‬1.‬7٪‮ ‬من البطالة البالغة‮ ‬12٪‮ ‬وبتكرار هذا البرنامج سنويا مع اتباع الحكومة لخفض التوظيف الحكومى دون إخلال بحقوق المتقاعدين بها حتى نصل الى العدد المناسب بدواوين الحكومة من العمالة المطلوبة وهذا‮ ‬يخلصنا من ترهل الجهاز الادارى للدولة‮. ‬
وفى نهاية حديثه أكد الفقى ان تنفيذ ذلك لا‮ ‬يتم إلا من خلال تحسين مناخ الاستثمار لخلق مؤسسات عصرية أقل بيروقراطية وتشريعات متطورة تقلل من الفساد مع الاهتمام بالتعليم والتدريب وفق متطلبات سوق العمل بما‮ ‬يؤدى الى الحد من البيروقراطية والفساد‮. ‬
------------------
يسعى حزب الوفد فى إطار برنامجه الانتخابى للبرلمان المقبل الى تقديم رؤية لمعالجة الاقتصاد المصرى‮ ‬يستند فيها إلى ثلاثة محاور رئيسية تتمثل فى العمل على تعافى الاقتصاد المصرى مما أصابه من مشاكل اقتصادية جمة خلال السنوات الأربع الماضية منذ ثورة‮ ‬يناير‮ ‬2011،‮ ‬حيث أصيب أهم قطاعاته فى ضخ أهم مصدرين له هما الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة وقطاع السياحة إضافة الى الانخفاض الملحوظ فى ثروة مصر من الغاز الطبيعى مع تعرض الاقتصاد الى نزيف مالى وإهدار مستمر سواء تمثل فى عجز متزايد فى الموازنة العامة للدولة الناتج عن منظومة الدعم الذى‮ ‬يذهب ‮2/3 ‬منه لغير مستحقيه والثلث الباقى لمن‮ ‬يستحق من الفقراء ومحدودى الدخل والمهمشين إضافة الى نزيف آخر‮ ‬يتمثل فى عجز متفاقم ومتزايد فى الميزان التجارى تصديرا واستيرادا مما ترتب عليه حتمية سداد هذا العجز للعالم الخارجى بالنقد الأجنبى،‮ ‬فضلا عما‮ ‬يعانيه الاقتصاد المصرى منذ عقود من تشوهات فى هياكله الاقتصادية التى عفا عليها الزمن ومنها منظومة الأجور والعاملين فى الجهاز الادارى للدولة المكدس بالعمالة،‮ ‬قوانين العمل،‮ ‬تشريعات سوق العمل،‮ ‬منظومة التأمينات الاجتماعية والأخطر احتكارات القلة لسوق المنتجات وترهل منظومة قطاع الاعمال العام والهيئات المملوكة والعديد من المنظومات التى قيدت قدرة الاقتصاد المصرى على النمو المستدام‮. ‬
وتوقفه منذ ثلاثة عقود ماضية بالمفهوم الشامل وهذه حالة الاقتصاد المصرى حتى نهاية‮ ‬2014‮ / ‬2013‮ ‬
هكذا بدأ الدكتور فخرى الفقى استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة وعضو حزب الوفد ومعد برنامجه الاقتصادى،‮ ‬مضيفا ان الحزب وضع برنامجا وطنيا شاملا ومتدرجا ومقبولا اجتماعيا بمعنى وضعه خبراء مصريون مستهدفين تحقيق التنمية المستدامة بجميع القطاعات بحيث ان البرنامج ذاتى التغذية ولا‮ ‬يعتمد على الخارج الا فى القليل حتى لا‮ ‬يتأثر بالمتغيرات التى تطرأ على الاقتصاد العالمى‮. ‬وان البرنامج لديه الآليات التى تحدث عدالة فى توزيع ثمار النمو المتحقق على جميع شرائح المجتمع،‮ ‬معالجا هذا البرنامج لكل ما سبق ذكره من مشاكل وأمراض فى الاقتصاد المصرى وحدد البرنامج مدة لا تقل عن‮ ‬8‮ ‬سنوات حتى‮ ‬يمكن للاقتصاد المصرى الانطلاق فى آفاق النمو الذاتى منها‮ ‬3‮ ‬سنوات لعلاج الاختلالات المالية وثلاث سنوات لتصحيح الهياكل المشوهة والسنتان الباقيتان لتسريع وتيرة النمو وجنى ثمار التنمية المستدامة مع ملاحظة ان تطبيق عناصر البرنامج فى مراحله الثلاث ليست منفصلة ولكنها متصلة ومتزامنة ومتداخلة ومتشابكة،‮ ‬وتدرج التنفيذ للبرنامج هدفه عدم حدوث انتكاسة للاقتصاد المصرى ويعود لأسوأ مما كان عليه سابقا‮. ‬
ويضيف د‮. ‬الفقى ان آليات تطبيق عناصر هذا البرنامج تقتضى تحديد حاجة الاقتصاد المصرى من الاستثمارات الإجمالية سواء مصرية أو عربية أو أجنبية لكى‮ ‬يتم حقن جسد الاقتصاد بها وهذا‮ ‬يتم فى ضوء معدلات نمو مستهدفة للاقتصاد عموما وللقطاعات الاقتصادية كل على حدة بصفة خاصة بشكل تنموى وفى هذا الخصوص لابد ان نشير الى ضرورة ان‮ ‬يكون معدل النمو الاقتصادى فى مصر ضعف معدل النمو السكانى على الأقل أى لا‮ ‬يقل عن‮ ‬4٪‮ ‬وتحقيق هذا‮ ‬يتطلب وصول حجم الاستثمار المحلى الى نحو‮ ‬400‮ ‬مليار جنيه ثم تأتى الآلية الثانية وهى تحديد المدخرات الممولة للاستثمارات وطاقتها القصوى إضافة الى مدخرات الحكومة والقيام بالتعبئة الشاملة لتلك المدخرات وفى ضوء الارقام المتاحة فإن اجمالى المدخرات المحلية لا‮ ‬يرقى إلا لنحو‮ ‬320‮ ‬مليار جنيه مما‮ ‬يعنى ان هناك فجوة فى المدخرات تصل‮ ‬80‮ ‬مليار جنيه او ما‮ ‬يعادلها بالعملة الصعبة والدولار،‮ ‬أى ما بين‮ ‬10‮- ‬11‮ ‬مليار دولار خلال العام المالى‮ ‬2015‮ - ‬2016‮ ‬أى احتياجات مصر فى المرحلة الأولى للبرنامج وهى‮ ‬3‮ ‬سنوات تصل الى‮ ‬30‮ ‬مليار دولار،‮ ‬ويعد المؤتمر الاقتصادى فى مارس المقبل فرصة لجذب الاستثمارات وتمويل هذه الفجوة من خلال طرق منها الأقل عبئا على الاقتصاد المصرى وأكثر جدوى له وتتمثل فى جذب الاستثمارات الأجنبية والعربية حيث المنفعة متبادلة،‮ ‬والثانية المنح العربية والأجنبية وهذا لا‮ ‬يعول عليه كثيرا لأنه سيضاءل فى المستقبل حيث قدمت الدول الخليجية الثلاث ما لا‮ ‬يقل عن‮ ‬22‮ ‬مليار دولار خلال العام والنصف العام ولذلك فإن برنامج حزب الوفد‮ ‬يعول كثيرا على جذب ما لا‮ ‬يقل عن‮ ‬75٪‮ ‬من الفجوة التمويلية من خلال الاستثمارات العربية والأجنبية‮ . ‬
وتجدر الاشارة إلى أن هذه الاستثمارات توجه لتمويل المشروعات العملاقة التى تحقق التنمية المستدامة مثل مشروع قناة السويس،‮ ‬المثلث الذهبى،‮ ‬الساحل الشمالى وكلها تساهم فى الخروج من الوادى الضيق وزيادة المساحة المأهولة بالسكان الى‮ ‬10٪‮ ‬و15٪‮ ‬من مساحة مصر بدلا من ال‮ ‬70٪‮ ‬الحالية وذلك خلال السنوات الثلاث الأولى للبرنامج‮. ‬
ولا‮ ‬يفوتنا والكلام للدكتور الفقى ضرورة تشجيع ريادة الأعمال للشباب فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر وحماية الدولة لتلك المشروعات،‮ ‬مع ملاحظة ان القطاع الخاص هو المنفذ لتلك الاستثمارات والتنمية المستدامة بدرجة أساسية مع امكانية مشاركة الحكومة فى مشروعات البنية التحتية،‮ ‬المشروعات الاستراتيجية التى تمس الأمن القومى لأن البرنامج‮ ‬يعول على القطاع الخاص لقيادة النشاط الاقتصادى مع أهمية تفرغ‮ ‬الحكومة لوظائفها الأصيلة فى الدفاع والأمن والعدالة الاجتماعية والبنية التحتية والصحة لغير القادرين وحماية الملكية والبيئة وتوفير مناخ استثمارى مناسب للقطاع الخاص وان‮ ‬يكون تدخلها مؤقتا عند استشعارها حدوث أزمة مالية واقتصادية مقبلة للاقتصاد‮. ‬
ويواصل د‮. ‬الفقى حديثه قائلا‮: ‬يتم بعد ذلك سحاب فرصة العمل التى‮ ‬يوفرها القطاع الخاص والتى وفقا للبيانات،‮ ‬فإن هناك‮ ‬450‮ ‬الف فرصة عمل مطلوبة سنويا للداخلين الى سوق العمل وهناك بطالة تقدر ب‮ ‬3.‬5‮ ‬مليون عاطل وهنا على القطاع الخاص سحب‮ ‬10٪‮ ‬من هذا العدد الى التوظيف أى مطلوب منه سنويا‮ ‬800‮ ‬الف فرصة عمل ووفق البرنامج‮ ‬يتم حساب تكلفة فرصة العمل الواحدة من خلال قسمة ال‮ ‬400‮ ‬مليار جنيه الاستثمارات المطلوبة على طالبى العمل وهم‮ ‬800‮ ‬ألف فرصة عمل بكل ما تحتاجه من ماكينة ومصنع ورواتب وتأمين وغير ذلك أى الفرصة تتكلف‮ ‬500‮ ‬الف جنيه وان ال‮ ‬350‮ ‬الف فرصة التى توفر للعاطلين تعنى نسبة‮ ‬1.‬7٪‮ ‬من البطالة البالغة‮ ‬12٪‮ ‬وبتكرار هذا البرنامج سنويا مع اتباع الحكومة لخفض التوظيف الحكومى دون إخلال بحقوق المتقاعدين بها حتى نصل الى العدد المناسب بدواوين الحكومة من العمالة المطلوبة وهذا‮ ‬يخلصنا من ترهل الجهاز الادارى للدولة‮. ‬
وفى نهاية حديثه أكد الفقى ان تنفيذ ذلك لا‮ ‬يتم إلا من خلال تحسين مناخ الاستثمار لخلق مؤسسات عصرية أقل بيروقراطية وتشريعات متطورة تقلل من الفساد مع الاهتمام بالتعليم والتدريب وفق متطلبات سوق العمل بما‮ ‬يؤدى الى الحد من البيروقراطية والفساد‮. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.