أعلن مسئول بوزارة المالية الصينية، اليوم الاثنين، أن ميزانية قطاع الدفاع سوف ترتفع بنسبة 7 % هذا العام لتصل إلى 151 مليار دولار (044ر1 تريليون يوان) فيما تعد أبطأ نسبة نمو منذ أكثر من عقدين. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا " عن المسئول القول إن نسبة ميزانية الدفاع سوف تبلغ 3ر1 % من إجمالي الناتج المحلي للصين. ويأتي هذا الإعلان بعد يوم من عدم كشف الصين عن ميزانية الدفاع خلال العرض السنوي لتقرير الحكومة، فيما يعد كسرا لأحد تقالديها. ويشار إلى أنه منذ عام 1980، تعلن الحكومة الصينية عن إنفاقها العسكري خلال أول يوم من الجلسة السنوية لمؤتمر الشعب الوطني. ولكن رئيس الوزراء لي كه تشيانج عرض أمس الأحد التقرير السنوي للحكومة ولكن دون أن يتضمن أي أرقام محددة متعلقة بالميزانية العسكرية. ويذكر أنه خلال ال15 عاما الماضية، كان يتم زيادة الميزانية الدفاعية السنوية للصين بنسب كبيرة، مما يعكس النمو الاقتصادي القوي للصين، ولكن الإنفاق العسكري المقرر العام الماضي ارتفع بنسبة 6ر7% فقط الي 6ر138 مليار دولار ، مما يعكس تباطؤ الاقتصاد الصيني. ويحظى اعلان الصين عن ميزانيتها العسكرية بقدر كبير من الترقب، مع تصاعد النزاع الإقليمي في بحر الصين الجنوبي، حيث تدعي الصين أحقيتها في السيادة على منطقة يتنازع عليها عدد من الدول الأخرى. وكان أعضاء في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قالوا إن التوترات في المنطقة قد تؤدي إلى صراع بين الصينوالولاياتالمتحدة. واقترح ترامب يوم الاثنين الماضي زيادة تقارب 10 % في الإنفاق العسكري للسنة القادمة. وتوقع محللون أن تعلن الصين عن زيادة مماثلة، لكن فو قالت إن المقارنة لا مبرر لها. وقالت فو يينغ المتحدثة باسم البرلمان الصيني "نحن دولة نامية. هناك فرق كبير بين الصينوالولاياتالمتحدة في القدرات". وأضافت "زيادة قدرات الصين ستساعد في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة [بحر الصين الجنوبي]، وليس العكس." وقال بارتيليمي كورمون من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية "هذه الزيادات مبررة بضرورة التزود بجيش مطابق لتأكيد قوة الصين، القوى العظمى الاقتصادية الناشئة واللاعب السياسي والجيوسياسي الذي يرى بأنه يضطلع بدور مهم على الساحة الدولية". وإن كانت الصين زادت ميزانيتها الدفاعية بعشرة أضعاف خلال 15 عاما، إلا أنها تبقى أدنى بكثير من ميزانية الولاياتالمتحدة الدفاعية، حيث يخصص للجيش الأميركي مبلغ 604,5 مليار دولار (575 مليار يورو) بحسب أرقام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن. إلا أن نفقات بكين العسكرية تفوق بكثير نفقات روسيا (ثالث ميزانية عالمية للدفاع قدرها 56 مليار يورو) والسعودية (54,1) وبريطانيا (49,9) وفرنسا (44,9)، وفق المعهد الذي يتخذ مقرا له في لندن. ويبقى الجيش الصيني الذي تم تقليص عديده إلى النصف خلال ثلاثة عقود، أول جيش في العالم عدديا مع استثناء قوت الحلف الأطلسي، حيث يضم مليوني عنصر. وقال كورمون ان زيادة الموازنة الصينية "تثير القلق بشأن نوايا بكين المستقبلية" حتى وان لم تكن الصين في رأيه "تنوي الهيمنة على منطقتها". والصين لم تخض حربا منذ 1979 لكن مبادراتها في بحر الصين الجنوبي تثير المخاوف. وفي هذه المنطقة البحرية الواسعة، تتنازع دول عدة (الصين وماليزيا والفيليبين وفيتنام وبروناي) السيادة على جزر وتطالب بكين بمعظمها. وصرحت فو "ندعو الى تسوية سلمية للخلافات"، وذلك لدى الاعلان عن زيادة نفقات الدفاع عشية افتتاح الدورة السنوية للجمعية الوطنية الشعبية. واضافت "في المقابل يجب ان تكون لدينا القدرة على الدفاع عن سيادتنا وان نستعد لمواجهة التدخلات الخارجية". وكان ذلك تلميحا الى الولاياتالمتحدة التي ترسل بانتظام سفنا حربية الى بحر الصين الجنوبي للتصدي لبكين. وفي يناير الماضي لوح وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون بفرض حصار لمنع الصين من الوصول الى الجزر التي تسيطر عليها. وحين سئلت المتحدثة فو يينغ عن التهديد العسكري الذي قد تمثله الصين، نفت أي انتقادات قد توجه إلى بلادها بهذا الصدد وقالت "شهدت السنوات العشر الماضية العديد من النزاعات والحروب في العالم، أوقعت عددا هائلا من القتلى والجرحى .. أي منها تسببت بها الصين؟" مؤكدة أن "الصين لم تلحق يوما ضررا بأي دولة". وقالت فاليري نيكي من مؤسسة الابحاث الاستراتيجية "ان كانت القدرات التكنولوجية للصين لا تزال محدودة .. فان التهديد الصيني فعلي ان لم يواجه باي قوة لإحداث توازن". أما في خصوص وعود ترامب، قال جيمس شار من جامعة نانياغ التكنولوجية في سنغافورة "فإن الحزب الشيوعي الصيني يعرف كيف يفرق بين الاعمال والخطابات الطنانة". وأضاف "لن تقوم الصين حاليا باي تعديلات لكن قد تعيد النظر في موازنتها العسكرية مستقبلا في حال وافق الكونجرس الامريكي على اقتراح" دونالد ترامب.