من بين بنوده .. الغاء 99% من الجمارك على السلع غير الزراعية بين الجانبين صادق البرلمان الأوروبي على اتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الأوروبي وكندا المثير للجدل وسط تظاهرات لناشطين مناهضين للاتفاق ودعوات للحمائية على غرار تلك التي يدعو اليها الرئيس الامريكي دونالد ترامب. واعتبر البرلمان الاوروبي الاتفاق انتصاراً لنظام التجارة العالمي المتعثر والمهدد من قبل ترامب الذي يعارض اتفاقيات التجارة الدولية. ويشعر الاتحاد الأوروبي بالتفاؤل حيال الاتفاق الذي يعرف اختصاراً باسم "سيتا"، ويصفه بأنه الأكثر عصرية في أوروبا، ويقول أنه سيصبح نموذجاً لاتفاقيات لاحقة ومن بينها اتفاق مع بريطانيا عقب خروجها من الاتحاد الأوروبي. وصوت البرلمان الذي عقد في ستراسبورج في فرنسا بأغلبية 408 مقابل 254 صوتاً لصالح الاتفاق مع امتناع 33 عضواً عن التصويت. وتتيح هذه المصادقة التطبيق المشروط للاتفاق ابتداء من الشهر المقبل. واحتشد نحو 700 شخص أمام البرلمان اليوم الاربعاء للتعبير عن معارضته للاتفاق. وقام عدد من المحتجين بارتداء اقنعة طبية وأغلقوا مدخل مبنى البرلمان قبل ان تفرقهم شرطة مكافحة الشغب. وكتب المحتجون على إحدى اللافتات "الموافقة على الاتفاق هو دوس على الناس". وعقب موافقة البرلمان الأوروبي على الاتفاق، سيلقي رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو كلمة أمام البرلمان شخصيا الخميس. وكانت دول الاتحاد الأوروبي وكندا وقعت رسمياً على الاتفاق في اواخر اكتوبر بعد سبع سنوات من المحادثات الصعبة، وبعد التغلب على معارضة منطقة وصالونيا البلجيكية على الاتفاق. وقال النائب اللاتفي ارتيس بابريكس وهو محافظ من مجموعة حزب الشعب الأوروبي التي تبنت القانون "باعتمادنا سيتا فقد اخترنا الانفتاح والنمو والمعايير العالية بدلا من الحمائية والركود". يصف المعارضون الاتفاق بانه "حصان طروادة" بالنسبة للشركات الكبيرة، ويعتبرونه خطرا على قطاع الصحة والديموقراطية وحكم القانون. واعتبرت شيرا ستانتو مستشارة سياسة التجارة للاتحاد الاوروبي في منظمة السلام الأخضر أن الاختلاف بين البرلمان الأوروبي وبين مخاوف عامة الناس بشأن مستويات المعيشة والصحة العامة والبيئة هو "صفعة للاتحاد الاوروبي". ولا يزال عدد من الجوانب المثيرة للجدل في الاتفاق، من بينها نظام محكمة المستثمرين، يتطلب مصادقة دول الاتحاد الاوروبي، وهو الأمر الذي يمكن أن يستغرق سنوات. وبموجب الاتفاق فسيتم الغاء 99% من الجمارك على السلع غير الزراعية بين الجانبين، وهو ما يعد انتصاراً للمصدرين من الجانبين. وبعكس اتفاقيات التجارة التقليدية، فإن هذا الاتفاق يوائم القوانين بشأن قضايا من بينها الصحة والبيئة والتي تعتبر مصدر قلق كبير للناشطين. ولا يمس الاتفاق عدداً من القطاعات، إذ أنه لن يزيل عوائق الرسوم الجمركية عن الخدمات العامة والخدمات السمعية البصرية والنقل، وعدد قليل من المنتجات الزراعية من بينها الألبان والتي تتمتع بدعم مالي قوي في كندا. ومن بين القضايا الرئيسية التي تزعج معارضي الاتفاق اقتراح إقامة محاكم خاصة لتسوية النزاعات بين المستثمرين والسلطات المحلية. ويعتقد المعارضون ان هذا البند يمنح سلطات كبيرة للشركات المتعددة الجنسيات التي ستستخدم محاميها الاقوياء لتقويض القوانين المحلية. وقالت مرشحة الرئاسة الفرنسية مارين لوبن اليمينية المتطرفة أن "الشركات المتعددة الجنسيات ستتمكن من مهاجمة الحكومات في نظام محاكم يموله القطاع الخاص". الا ان كبيرة المفاوضين الأوروبيين بشأن الاتفاق المفوضة سيسيليا مالمستروم فقالت أمام البرلمان أنه "لا شيء في هذا الاتفاق يقوض حق الحكومة في فرض قوانينها لخدمة الصالح العام". ويأتي التصويت في وقت حساس للغاية بالنسبة للتجارة العالمية حيث من المقرر ان تخرج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي فيما يرفض الرئيس الامريكي اتفاق التجارة مع آسيا والمحيط الهادئ. كما يتوقع ان يتخلى ترامب عن اقتراح مشابه لعقد اتفاق مع الاتحاد الاوروبي يعرف باسم "شراكة التجارة والاستثمار عبر الاطلسي". والتقى ترودو ترامب الاثنين في واشنطن. وتوعد ترامب بأن يضع "امريكا أولا" والغاء اتفاق التجارة بين أمريكاالشماليةوكندا والمكسيك: الا انه خفف من لهجته بشكل كبير بعد لقائه مع ترودو.