من المقرر عقد لقاء قمة بين "آبي" و"ترامب" في واشنطن يوم 10 فبراير المقبل في ظل المخاوف من تداعيات سياسات الرئيس الأمريكي الجديد الذي يرفع شعار "أمريكا أولا" على قدرة الشركات اليابانية على استمرار أو توسيع أنشطتها في الولاياتالمتحدة. وذكرت تقارير إخبارية اليوم الأربعاء أن رئيس وزراء اليابان "شينزو آبي" يعتزم بحث سبل مشاركة اليابان في معالجة العجز في مشروعات البنية التحتية في الولاياتالمتحدة خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع المقبل. وقال آبي أمام لجنة الموازنة في مجلس النواب الياباني اليوم "أود أن أجري محادثات مناسبة حول الطريقة التي يمكن أن تتعاون بها اليابان في مشروعات البنية التحتية في الولاياتالمتحدة والتي قال الرئيس ترامب" إنها مهمة. تأتي تصريحات رئيس الوزراء الياباني بعد ساعات من اتهام الرئيس الأمريكي لليابان والصين بتعمد خفض قيمة عملتيهما أمام الدولار لتعزيز قدراتهما التنافسية في الأسواق الخارجية، وقال ترامب أثناء لقاء له مع مسئولي شركات الأدوية في واشنطن مساء أمس "يمكنكم النظر إلى ما تفعله الصين، ويمكنكم النظر إلى ما تفعله اليابان منذ سنوات، إنهما تتلاعبان بسوق النقد، تتلاعبان بتقليل قيمة العملة ونحن نشاهد ذلك كالأغبياء". من جانبها نددت اليابان باتهامات ترامب وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا خلال مؤتمر صحافي إن هذه الاتهامات "غير دقيقة إطلاقا"، مذكرا بالتزام مجموعة العشرين بتفادي تخفيض اسعار العملات. وبعدما هاجم ترامب مجموعة "تويوتا" العملاقة للسيارات آخذا عليها خططها لتوسيع إنتاجها في المكسيك، انتقد سياسة اليابان النقدية في وقت تعاني الولاياتالمتحدة من عجز تجاري كبير تجاه هذا البلد. وقال سوغا إن سياسة البنك المركزي الياباني الشديدة الليونة تميل إلى إضعاف الين مقابل الدولار، لكن "هدف البنك المركزي ليس تخفيض سعر الين". من جهته رفض نائب وزير المالية الياباني ماساتسوغو اساكاوا المكلف بالمسائل الدولية هذه الانتقادات مؤكدا أن "السياسة المالية اليابانية لها هدف داخلي وهو وقف انهيار الاسعار. أسعار العملات تحددها الأسواق، إننا لا نتلاعب بها". وأضاف في تصريحات نقلتها الصحافة "بدون توضيحات أكثر دقة، لا أفهم تماما ما كان يعنيه" ترامب، مذكرا بأن اليابان لم تتدخل في أسواق الصرف منذ سنوات، وتحديدا منذ نهاية 2011، العام الذي شهد تسونامي وكارثة فوكوشيما النووية. وفي سياق انتقادات الادارة الأمريكية الجديدة لسياسات تخفيض اسعار العملات، وجه أحد مستشاري الرئيس بيتر نافارو في مقابلة أجرتها معه مؤخرا صحيفة فاينانشال تايمز انتقادات الى المانيا فاتهمها باستخدام اليورو "المخفض السعر" من اجل "استغلال" الولاياتالمتحدة وباقي دول الاتحاد الاوروبي.