حذرت صحيفة الفاينانشال تايمز من مخاطر تدخل موسكو في الانتخابات التي ستجري في اوروبا هذا العام علي غرار ما حدث في الولاياتالمتحدة العام الماضي.وقالت انه في رأي وكالة المخابرات الامريكية ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن اراد فوز دونالد ترامب ، ومن ثم امر بحملة للتدخل بما يرجح كفة المرشح الجمهوري. واضافت انه من المستحيل تحديد مدي نجاح القرصنة، التسريبات والمعلومات المضللة – برعاية موسكو – في المساهمة في فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الامريكية.وربما يتكرر الامر في اي من الانتخابات التي ستجري في اوروبا خلال العام الجاري. وفي حين انه يجب الا يتم المبالغة في اهمية جهود موسكو الا ان التقليل منها يعد خطأ جسيم لاسيما في ظل التاريخ الاسود للكرملن خلال العصر السوفيتي. واوضحت الصحيفة انه حتي قبل الانتخابات الامريكية كانت هناك مؤشرات علي تربص القراصنة الروس باوروبا.وتعتقد المخابرات الالمانية انه حدث اختراق لشبكة الحاسب الالي الخاصة بالبرلمان الالماني في مايو 2015، وكانت مؤسسات الاتحاد الاوروبي تعرضت لهجمات الكترونية خطيرة. الجدير بالذكر ان روسيا ليست وحدها من يستخدم القرصنة كاحد اشكال التجسس ، لكن ما يميز نشاط موسكو القدرة علي احداث تسمم في المناخ السياسي مثلما حدث بفضل التسريبات التي ظهرت خلال الحملة الانتخابية الامريكية واثرت علي شعبية هيلاري كلينتون. ابدت الصحيفة قلقها ازاء تكرار هذا السيناريو في الانتخابات الالمانية التي ستجري في وقت لاحق من هذا العام ، خاصة وان برلين كانت من اكبر المؤيدين لفرض عقوبات صارمة علي روسيا خلال ازمة "القرم". تدرس برلين هذه الايام امكانية فرض غرامات باهظة علي وسائل الاعلام التي تنشر اخبار او بيانات كاذبة كانت او مضللة، لكن بالطبع هناك مسألة حرية الرأي والديمقراطية. في النهاية دعت الصحيفة الي تكثيف الجهود الاوروبية - سواء من حيث الدعم المادي او الفني – لمواجهة تلك المخاطر.