جاء افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لفعاليات المؤتمر الوطنى الأول للشباب، يوم الثلاثاء الماضى بشرم الشيخ ، ليؤكد اهتمام الرئيس والدولة بقطاع الشباب الذى يمثل العمود الفقرى لمصر وقوتها فى مجالات الانتاج والتنمية والإبداع، بشعار "تحيا مصر بقوة شبابها"، وشارك فيه 3 آلاف شاب ، مثلوا شرائح وقطاعات الشباب المصرى من الجامعات والرياضيين والمثقفين وشباب الأحزاب والعمل السياسى، بحضور نحو 003 عالم وخبير وباحث فى مختلف التخصصات، استجابة من رئيس الجمهورية لمطالب الشباب للحوار الوطنى وتأكيدا لأهداف الدولة والرئاسة على اللقاءات والحوارات مع الشباب فى مختلف المناسبات باعتبارهم أكثر فئة من المجتمع دفعا للتقدم والإنتاج، فأكد المؤتمر تطبيق عوامل التنمية والقضاء على ظاهرة البطالة وحل مشكلات التعليم والبحث العلمى. بداية يؤكد الدكتور مسعد عويس رئيس جهاز الشباب السابق وأحد المشاركين فى المؤتمر، أنه يحظى بأهمية خاصة لارتباطه بالمستقبل واندمج فيه الشباب بصفة خاصة لذا فإن المؤتمر ركز فى توصياته على النهوض بالشباب بالريف والحضر والعشوائيات، وهم يمثلون في المناطق الريفية 19.6 مليون ،وبنسبة 65% وفى المدن 4.51 مليون وبنسبة 44٪، ويبلغ تعداد الشباب في المناطق الفقيرة وغالبيتها مناطق ريفية وعشوائية بالمدن 19.2 مليون نسمة وبنسبة 55٪ من إجمالى شباب مصر، في حين يبلغ تعداد شباب الأسر والمناطق متوسطة الدخل والغنية 15,8 مليون نسمة وبنسبة 45٪ من إجمالي شباب مصر، بينما بلغت نسبة البطالة بينهم 02٪ وهم 5,6 مليون شاب عاطل عن العمل ممن هم في سن العمل، وتمثل المناطق الفقيرة والعشوائية 5 آلاف و005 قرية وتابع ،فضلا عن أكثر من 0221 منطقة عشوائية بالمدن يأتي منها وفق تقرير مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية لعام 5102 حوالي 58% من إجمالي مرتكبى الجريمة الجنائية العادية والإرهابية، ويعيش فيها 19,2 مليون شاب ممن هم أكثر من 12 عاما وأقل من 35 عاما, وبما يمثلون من قنبلة موقوتة، وهم فى نفس الوقت كنز لتحقيق النمو والتنمية، ومن خلال المشاريع القومية مثل مشروع محور قناة السويس والمليون ونصف المليون فدان والصناعية والزراعية، فضلا عن تفعيل المشروع القومي لتنمية العشوائيات والمناطق الفقيرة من خلال طرح المشروعات الصغيرة والمتوسطة للتشغيل واستيعاب أكبر عدد منهم، وإنشاء مراكز تدريب مهنى فى هذه المناطق لتطوير المهن والحرف والمشروعات الموجودة بها أويتم إنشاؤها اعتمادا علي الموارد المحلية. وأشار د.مسعد عويس إلى أن أهداف المؤتمر الشبابى تتكامل مع البرنامج الرئاسى للرئيس السيسى لتأهيل وإعداد القادة من الشباب من الجنسين، وتعريفهم بالواقع المصري فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بهدف رفع وعيهم وإمكاناتهم، ومهاراتهم، للمشاركة فى المجالات الاجتماعية والسياسية وغيرها ، وإتاحة الفرصة للاستفادة الكاملة من برنامج التأهيل للقيادة، مع المتابعة المستمرة للتقدم الذي يتم إحرازه فى هذا البرنامج ، خاصة أن قاعدة البيانات أثبتت أن الشباب المصري لديه وعى حقيقى وإرادة عمل وإنجاز للمساهمة في صياغة المستقبل، وهو ما دفع القيادة السياسية لتخصيص عام 2016 عاما للشباب المصرى. وأشارالدكتور رضا القاضى استاذ تكنولوجيا التعليم منظم نشاطات الشباب إلى أن هذه الفئة تمثل شريحة كبيرة في مصر تزيد على 04% من المواطنين، وهم عتاد الامة وحلقة الوصل بين الاجيال فإذا وقعت أو تجمد نشاطها أو ضلت الطريق انقطع التواصل المجتمعى وتضيع روح العمل الجماعى، لذلك لابد من الاستجابة للمؤتمر بتوظيف إمكانات الدولة المتاحة والممكنة، لتحقيق أهداف الخطة الاستراتيجية لبناء مصر الحديثة والتى يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسى والدولة المصرية ،خاصة ان العام الحالى هو عام الشباب، فلابد للادارة المصرية على جميع المستويات من إدراك ان مصر أمة في خطر لأن اهم طاقاتها البشرية مهدرة، هم أصحاب الطاقات والقدرات و الاستعدادات للعمل المنتج والانجاز والابداع والابتكار في جميع مجالات الحياة، والحرص على بناء العقل العلمي المصري وتمكين الشباب من التعلم مدى الحياة، وإنشاء قاعدة عريضة من الكفاءات الشابة التي تستطيع ممارسة العمل العام والمشاركة في صنع القرار، بتطبيق أحدث نظريات الادارة والتخطيط العلمى وتطبيق الاساليب والطرق الحديثة بكفاءة عالية لإعداد جيل جديد قادر على التعامل بفهم مع الأزمات وإيجاد الحلول الفعلية، وتأهيلهم للقيادة والقدرة على تحمل المسئولية وحسن الإدارة الرشيدة، فالمؤتمر خطوة جيدة لتوجيه طاقات الشباب واستغلالها فى التنمية والمستقبل، وهو يجمع كل التيارات دون تفرقة مما يزيد وعيهم ومهاراتهم للمشاركة المجتمعية وتحمل المسئولية. وأضاف أن أهمية المؤتمر ترجع أيضا إلى أن كل الكتب السماوية والرسل ينادون ويخاطبون الشباب وهم العتاد والعدة للحفاظ على الاوطان، واللحاق بالامم المتقدمة، ويتطلب بث الهمة والعزيمة بعد كلمات الرئيس المحفزة ومن جانب الدولة وإمكاناتها وإعلامها، وتكثيف الجهود البشرية والعقلية وتوظيف الرصيد الابداعى والمعلوماتى للشباب لتنمية قدراتهم وطاقاتهم ومواجهة موجة تهريب المخدرات التى تهدف لتدمير ذخيرة الأمة من الشباب ، ومواجهة الاعلام الفاسد والفاشل الذى يهدم القيم والولاء الوطنى، وأن تشمل الخطط القادمة وفق توصيات المؤتمر تخريج شباب واع ومدرك لمعنى الوطن والحفاظ عليه فهم الرجولة الحقيقية، وواجبنا جميعا ان نقف مع الدولة والحكومة والرئيس للنهوض بالشباب وتوفير التكنولوجيا اللازمة لنهضتهم ، وإشراكهم فى حل المشكلات والمشاركة فى المشروعات القومية فى المجتمع المحلى واللجان الشعبية و الوطنية لخلق روح العمل الجماعى، ومكافحة الفساد بحملات التوعية الايجابية بالحى ، الشارع و المسكن، وفى حملات النظافة وتنظيم المرور ، والتنسيق الحضاري ، والتوعية بخطورة الزيادة السكانية، التى لاتناسب معدل الزيادة في الانتاج، وينبغى فى نفس الوقت على الوزارات المعنية والتى شاركت فى المؤتمر أن تعطى أولوية للشباب ، مثل وزارات التعليم العالى والبحث العلمي والتربية والتعليم أو القوى العاملة والتضامن والتجارة والصناعة والصحة والثقافة ، والشباب والاوقاف والمجلس الاعلى للاعلام و المجالس المتخصصة المعنية بالشباب وخدمة الشباب وتنميتهم وتدريبهم وتعليمهم و تثقيفهم والاشراف والادارة والتنظيم ، وعدم الاعتماد على وزارتين فقط لتحقيق المستهدف من نهضة الشباب. وقال إن من أهم المحاور التى ناقشها مؤتمر الشباب هى ارتفاع معدلات البطالة ووضع حلول لها، وتصور عام من خلال الخبراء المشاركين للشباب بعد أن تجاوزت نحو 62% بحسب الإحصاءات الأخيرة، بينما قوة العمل بين الذكور تبلغ 17% تقدر بنسبة %33، وفى الإناث نحو71٪ مما يتطلب أيضا إعطاء الفرص للمرأة للمساهمة فى دفع التنمية، بينما بلغت نسبة الأميين نحو 92% بينهم، وحسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء وهذا يبين أن الشباب يعانى مشكلات متنوعة نذكر منها البطالة والامية فضلا عن ضعف مستوى التعليم وغياب الدور التربوي للمؤسسات الدينية والأسرية والإعلامية والاجتماعية والتى يقابلها الغزو الثقافى الهدام وخلق حالة من ضعف قيم الولاء والانتماء والتعاون والمشاركة الاجتماعية ففي سن الطفولة بالأجيال السابقة كانت الأسرة تغرس فى أولادها الوازع الديني مع المتابعة المستمرة وكان طابور المدرسة مقدسا، وكان المسئولون يحرصون على زيارة المدارس وحل مشكلاتها في المدينة والمحافظة، فضلا عن النشاطات فى المجالات الرياضية والثقافية والتمثيل المسرحي والتى أصبحت غائبة إلا على الورق فقط وإتاحة الفرصة للتلاميذ فى العديد من الأعمال التطوعية لخدمة البيئة واستثمار المبانى المدرسية في العطلة الصيفية لتقديم الدروس المجانية للطلاب وممارسة الانشطة المتنوعة كما لم يغفل تجمع الشباب تأكيد التمسك بالقيم الدينية والاهتمام بالتعليم المستمر والاستثمار الأمثل للتكنولوجيا الحديثة غير المفسدة ، والعمل على تنمية مهاراتهم باستمرار وأن يتعلموا الحرف والصيانة والتصنيع والمشاركة المجتمعية وإعلاء قيم التعاون والتكامل والمشاركة المجتمعية والحفاظ على المرافق وسلامة البيئة وتعليم فنون الاتيكيت والبروتوكول، باعتبار أن الاخلاق عبادة سماوية تمثل 57% من عمر الانسان فالشباب مسؤولية البرلمان والحكومة والاسرة والمؤسسات الدينية والتعليمية والتربوية، ومنظمات المجتمع المدني وجماعة الأصدقاء وأجهزة الإعلام والالتزام بالاستراتيجية القومية للشباب والتى شملتها دوارات المؤتمر، وأن تستثمر نتائج ودراسات البحوث العلمية وتجارب الدول الرائدة التي تتماشى ظروفها مع المجتمع المصري، والاهتمام بنشر ثقافة العمل الحر والفني، وتعليم إدارة الوقت والأزمات، وتقبل الآخر، فضلا عن اكتشاف المتفوقين والموهوبين والمبتكرين والمبدعين، وتشجيعهم. لأن تمكين الشباب يكون من خلال تسليحه بالعلم والمعرفة وقدرته على إحياء دور الثقافة والحرص على إقامة المسابقات الفنية لشباب الجامعات والمدارس، لذلك فالمؤتمر وضع رؤية واضحة عن الواقع المصرى، والتحديات التى تواجهها مصر، وسبل التغلب عليها، فضلا عن تكوين خطط عملية لتحقيق التقدم والإصلاح فى جميع المجالات، والاستماع لمقترحات الشباب ودراستها وتنفيذ ما يصلح منها للتطبيق العملى، وإدراك الأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية، وإبعاده عن عوامل الإحباط والتشكيك فى قدرة الدولة وشعبها، مع الحرص على تحقيق العدالة الاجتماعية وترسيخ مفهوم دولة المؤسسات، واحترام القضاء واشراكه فى مشروعات الدولة والتى بدأت بقرار الرئيس بحصول كل شاب يرغب فى فرصة تملك 10 فدادين فورا، على أن يتم تسديد ثمنها بالتقسيط بفائدة 5%، ليكون للشباب دور حيوى ووطنى فى إنجاح مشروع المليون ونصف المليون فدان كما أن المشروعات القومية أصبحت مقصد الشباب لتوفير فرص العمل لهم ، فضلا عن طرح أحواض المزارع السمكية أمام المواطنين للإيجار، وافتتاح 5601 حوض أسماك شرق القناة في ديسمبر المقبل ، وإنشاء 0052 حوض أسماك بكفر الشيخ و6 مصانع للحفظ والتبريد والتصنيع والتغليف ملحقة بها.