تسبب توسع شركات السمسرة فى منح عملائها تمويلات دون غطاء أو ما يعرف ب”الكريدت” فى أزمة داخل سوق المال. وقال مسئول بالبورصة ل”الأهرام الاقتصادى”، إنه ورد لإدارة البورصة معلومات تفيد قيام بعض الشركات فى منح “كريدت “ لعملائها بنسبة كبيرة خلال الفترة الماضية بما يخالف قواعد سوق المال. وحددت قواعد سوق المال ضوابط ممارسة نشاط الشراء الهامشى، وهى وجود حد أدنى 5 ملايين جنيه لرأسمال الشركة كصافى حقوق مساهمين، وألا تتجاوز نسبة مديونية العميل الواحد 15% من الأموال المتاحة لعمليات الشراء بالهامش، وبشرط ألا تجاوز النسبة 20% للعميل، والمجموعة المرتبطة به، وألا تزيد نسبة التمويل للورقة المالية الواحدة للعميل الواحد على 03% من الحد المسموح به له، وفقًا لضمانات. وأضاف المسئول أنه تم التنبيه على جميع الشركات بعدم التوسع فى منح العملاء، وهو إجراء يتم اتباعه كل فترة. ولفت إلى أن البورصة تتبع إجراءات صارمة فى هذا الشأن قد تصل إلى الإحالة للنيابة العامة، ووقف النشاط حال عدم وجود ترخيص باستخدام تلك الآلية. وتشهد أزمة التعامل بهذا النظام جدلا بين المتعاملين، فمنهم من يرى ضرورة تجريم هذا النظام وآخر يرى تسهيل عمليات الشراء بالهامش على شركات السمسرة والبعض الآخر يرى استمرار الكريديت فى حدود الملاءة المالية لشركات السمسرة. وقال محسن عادل، عضو مجلس إدارة البورصة، ل" الأهرام الاقتصادى"، إنه لوحظ خلال الفترة الماضية قيام بعض الشركات من الشريحة صغيرة الحجم بالتوسع فى منح عملائها بالكريدت لذا كان لزاما التنبيه على الشركات حتى لا تتعرض للجزاءات. وقال: إنه فى حالة رصد تلك الممارسات الخاطئة فستتم إحالة موقف الجهات الأعضاء إلى لجنة العضوية، لافتا إلى أننا نحاول أن نقلل من تلك الآلية التى ترفع من درجة المخاطرة. ولفت إلى أن التوسع فى استخدام "الكريدت" يحول المستثمر إلى فريسة سهلة حال تراجع السوق، حيث يكون مجبرًا على بيع محفظته المالية لسداد المديونية لشركات السمسرة، وهو ما يكبد المستثمرين خسائر فادحة. ودائما ما تنصح إدارات البحوث فى سوق المال المتعاملين بالابتعاد عن استخدام المارجن أو الكريدت خلال المتاجرة السريعة والتوقف نهائيًا عن البيع والشراء، حال تراجع السوق. ويشير أحمد جلال، المحلل المالي، إلى أن الكريدت يتيح لشركات السمسرة إقراض العملاء الأفراد عبر تمويل عمليات شراء أسهم فى البورصة فى حالة عدم امتلاك المستثمرين للسيولة الكافية. أضاف أنه يجب أن تكون هناك عقوبات رادعة للقضاء على نظام الكريدت، الذى يتسبب فى أزمة بسوق المال، حيث قد تجبر الشركات عملاءها المتعاملين بذلك النظام على بيع الأسهم حال تراجع السهم حتى لا تخسر، وإذا رفض العميل تقوم بالبيع دون موافقته للمحافظة على أموالها.