"جئت أحج إلى مصر" كانت هذه أولى كلمات البابا يوحنا بولس الثانى بابا الفاتيكان أثناء زيارته إلى مصر فى إشارة إلى رحلة العائلة المقدسة بمزاراتها المتعددة بداية من شمال سيناء وحتى أسيوطجنوب مصر، هذا المشروع الذى طرحه المهندس سمير مترى جيد، خبير توظيف التكنولوجيا فى تعظيم المنتج المصرى منذ أكثر من عشر سنوات ومر على أكثر من خمسة وزراء سياحة جميعهم أشادوا به، وأجريت له دراسات جدوى بجامعة القاهرة تكلفت 350 ألف جنيه، وأبدت فرنسا ودول أخرى استعدادها لتمويله، وبرغم أنه يوفر 30 مليون سائح سنويا، وآلافا من فرص العمل ويسهم فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر مدينة مليونية فى منطقة الفرما بشمال سيناء، وبرغم عرض المشروع مجددا بعد ثورة يناير على منير فخرى عبد النور وزير السياحة، واللواء أركان حرب طارق سعد الدين، فإنه لا يزال ملفا منسيا على رف الإهمال وهو ما أكده المهندس سمير مترى فى تصريحات خاصة ل"الأهرام العربى" مشيرا إلى أنه كان قد قدم "مشروع الاستثمار السياحى لرحلة العائلة المقدسة" إلى وزارة السياحة منذ عام 2001 وبرغم ما يتمتع به المشروع طبقا لكل الدراسات المحلية والعالمية التى أجريت له من مزايا تنفرد بها مصر على مستوى العالم، ولا ينافسنا فيها أحد، فإن الروتين، والبيروقراطية، وعدم الرغبة الحقيقية فى التنفيذ عرقل إقامة المشروع برغم أنه طبقا للدراسات الداخلية، التى أجرتها جامعة القاهرة، والدولية التى قدمتها مراكز بحثية فى فرنسا والولايات المتحدة، تؤكد أن المشروع سيحقق نقلة نوعية، اقتصادية واجتماعية لمصر.. وأنه سيجلب 30 مليون سائح سنويا، إضافة إلى عدة ملايين فى مناسبات خاصة منها تاريخ دخول العائلة المقدسة إلى مصر فى أول يونيو، وليلة ميلاد السيد المسيح سواء فى 25 ديسمبر طبقا للكنيسة الغربية وبعض الكنائس العربية أم فى 7 يناير، والأهم فى تقديرى أن المشروع فى مرحلته الأولى سيحقق بالإضافة إلى العائد الاقتصادى والاجتماعى، البعد الأمنى، حيث سيكون نواة لمدينة مليونية فى سيناء، فكلنا يعرف المخاطر التى تحيط بها، كما سيمتص جانبا كبيرا من البطالة، خصوصا من شباب بورسعيد التى تبعد 20 كليو مترا فقط عن مركز المشروع لتكون بديلا عمليا يمتص الآثار السلبية لإلغاء المنطقة الحرة ببورسعيد، مما يسهم فى تحقيق السلام الاجتماعى، فضلا عن أنه سيصبح قبلة جديدة لأكثر من مليارى مسيحى فى العالم لا تقل أهمية عن كنيسة القيامة وبيت لحم. وأضاف مترى: عقب ثورة يناير أعدت طرح المشروع على كل من وزير السياحة منير فخرى عبد النور واللواء أركان حرب طارق سعد الدين رئيس جهاز تنمية السياحة، وقدمت لهما كل أوراق ودراسات المشروع التى أجراها مركز دراسات التراث بجامعة القاهرة والتى أشرف عليها د. مجدى ربيع ود. وفاء عامر وتكلفت 350 ألف جنيه، وكذلك جميع الاتصالات والمكاتبات والمقابلات والتقارير الخاصة بالمشروع منذ عهد وزير السياحة الأسبق د. ممدوح البلتاجى وحتى الآن، ومعها دراسات وعروض الخارج لتنفيذ المشروع دون أن تتكبد مصر دولارا واحدا لكن حتى الآن، لا توجد خطوات إيجابية، من أى طرف ولا يزال المشروع على "رف الإهمال".