عماد أنور "الزمالك في مهمة شاقة، لكنها ليست مستحيلة"، تلك الكلمات هي أبسط وصف للمباراة التي يخوضها الزمالك غدا الأحد، أمام صن داونز، بطل جنوب إفريقيا، على ملعب برج العرب، في إياب الدور النهائي بدوري أبطال أفريقيا، فالمهمة أصبحت شاقة على بطل مصر، بعد أن تلقى هزيمة ثقيلة ومفاجئة، بثلاثة أهداف نظيفة خارج ملعبه. ويحتاج الزمالك عزيمة فولاذية إذا ما أراد تحقيق حلم جماهيره واستعادة البطولة للمرة السادسة، بعد أن غابت عن جدران النادي نحو 14 عاما، منذ أن فاز بها الفريق الأبيض عام 2002، كما أن الفوز باللقب يترتب عليه اللعب مع الكبار في كأس العالم للأندية الذي يقام في اليابان ديسمبر المقبل. وضع الفريق وجهازه المعاون بقيادة مؤمن سليمان أنفسهم في مأزق شديد، بسبب غرابة خطة المباراة وسوء الآداء، وكانت النتيجة هي هزيمة الفريق في لقاء الذهاب على ملعب "لوفتس موريبي"، وبات الزمالك في حاجة إلى الفوز على ملعبه بأربعة أهداف نظيفة، وإصابة مرماه بأي هدف سيزيد من تأزم الأمور. وفي سبيل تحقيق النتيجة التاريخية، ينوي مجلس إدارة النادي، برئاسة مرتضى منصور عزل لاعبي الفريق والجهاز الفني عن أي مؤثرات خارجية، بعدما علم مجلس الإدارة بعزم عدد من نجوم النادي السابقين مؤازرة اللاعبين معنوياً ونفسياً خلال التدريبات التي تسبق المباراة، من أجل تحفيزهم على تحقيق النتيجة المطلوبة. وقد خرج بعض اللاعبين من حسابات الجهاز الفني ومجلس الإدارة، ممن ليس لهم أي دور في المباراة المقبلة، وسيضطر الجهاز الفني للاعتماد على البعض الآخر بسبب النقص العددي في القائمة الإفريقي، وهناك استقرار كبير لدى إدارة النادي على الأسماء التي لن يكون لها وجود المرحلة المقبلة في مقدمتهم إبراهيم صلاح لاعب خط الوسط، بينما ينوي الجهاز الفني الاعتماد على الحارس محمود عبد الرحيم "جنش" في التشكيل الأساسي بشكل منتظم بدلا من أحمد الشناوي، الذي أثار جدلاً بخروجه مصاباً في الشوط الثاني لمباراة الذهاب، وأحاطت الشكوك بموقف الحارس واتهمته الجماهير بالهروب من المسئولية، خصوصا في المباريات الكبرى. وطالب مجلس إدارة النادي والجهاز الفني واللاعبون، بالمساندة الجماهيرية من ملعب المباراة الذي يسع لنحو 80 ألف متفرج، وباتت الجماهير عاملا مهما في تحقيق الفوز، لا تقل أهميتهم عن أي لاعب من لاعبي الفريق، وقد يشكل وجودهم ضغطا شديدا على لاعبي صن داونز، مما يؤثر على أدائهم. ويثق رئيس الزمالك في قدرة لاعبيه على تحقيق الفوز ورفع الكأس الإفريقية، ووجه الدعوة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والعديد من الشخصيات العامة من مصر والدول العربية، لحضور المباراة، ويرى مرتضى منصور، أن فريقه إذا خاض المباراة على ملعب ستاد القاهرة، سيحقق الفوز بستة أهداف، في إشارة إلى حاجة الفريق إلى المساندة الجماهيرية بأكبر عدد. وكان رئيس الزمالك يمني النفس بإقامة اللقاء على ملعب ستاد القاهرة، ويرى أن له تأثيرا نفسيا قد يمثل ضغطاً كبيراً على المنافس، ما دفعه لمطالبة الجهات الأمنية بالموافقة على إقامة المباراة في الملعب الذي يسع لنحو 80 ألف متفرج، لكن لوائح الاتحاد الإفريقي "كاف" لا تجيز تغيير ملعب المباراة في مدة زمنية أقل من أسبوعين، ما يعني أن الزمالك سيضطر لمواجهة منافسه صن داونز في ملعب برج العرب بالإسكندرية المحدد سلفا، والذي اعتمده الكاف وكذا الجهات الأمنية بمصر. لكن تحقيق الزمالك للفوز باللقاء يحتاج عدة عوامل أساسية، على رأسها أن يتحلى لاعبوه بالإصرار والعزيمة طوال المباراة، وثانيا، تلافي أخطاء مباراة الذهاب، والخطة الساذجة التي لعب بها مؤمن سليمان المدير الفني للفريق، ووضع خطة تتناسب والمواجهة أمام فريق قوى، استطاع تحقيق الفوز على ملعبه بثلاثة أهداف، ويمتلك عناصر قوية من اللاعبين. وإذا كانت الحسابات والمنطق يشيران إلى صعوبة فوز الزمالك بأربعة أهداف نظيفة، أمام فريق عنيد يمتلك نفس الطموح في تحقيق الإنجاز القاري، غير أن كرة القدم لا تعرف المستحيل، وهو الأمل الذي يتسلح به لاعبو الفريق الأبيض، وما يزيد من الأمل هي المساندة الجماهيرية الكبيرة من قبل جماهير النادي. ولم تستلم الجماهير للهزيمة، وتعافت سريعا من آثارها السلبية، ودشنت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "الزمالك يقدر" دعما للفريق، هذا بخلاف الإقبال الشديد على شراء تذاكر المباراة، حرصا على مشاهدة اللقاء من المدرجات، وكانت الجماهير أيضا حريصة على وداع الفريق قبل السفر إلى جنوب إفريقيا لخوض لقاء الذهاب، وتواجدت أعداد غفيرة في وداع فريقها، ووصفت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" في نسختها الإفريقية، طريقة تشجيع الجماهير البيضاء لفريقها بمطار القاهرة الدولي، قبل السفر لجنوب إفريقيا بالمشهد الأسطوري. ولقي الفريق أيضا مساندة إعلامية كبيرة، منذ اليوم التالي لمباراة الذهاب، وعملت وسائل الإعلام على دعم الحلم الأبيض، ومحاربة حالة الإحباط، من خلال سرد لذكريات فرق حققت معجزات كروية بتحقيق انتصارات ساحقة في مباريات، الإياب والتتويج القاري بعد خسارتها بنتيجة كبيرة في مباريات الذهاب، واستشهد الإعلام المصري بمعجزة الاتحاد في بطولة دوري أبطال آسيا 2004، بعد أن خسر العميد ذهاب النهائي بالسعودية أمام ضيفه سيونجنام الكوري الجنوبي بنتيجة (1-3)، قبل أن يفاجئ العالم بعودة خيالية وأسطورية في مباراة الإياب بالفوز بخماسية نظيفة. كما استشهد الإعلام المصري، بنهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا عام 1976، عندما تعرض فريق مولودية الجزائر لهزيمة أمام مضيفه هافيا كوناكري الغيني بثلاثية نظيفة في الذهاب، وتمكن من الفوز بذات النتيجة في لقاء الإياب قبل أن ينتزع اللقب بفضل ركلات الترجيح. ولعل مباراة الزمالك أمام الوداد المغربي، في إياب الدور نصف النهائي من البطولة نفسها، هي أقرب مثال على أن كرة القدم لا تعرف المستحيل، فقد استطاع الزمالك تحقيق الفوز على ملعبه بأربعة أهداف نظيفة، ما يشير إلى ضمان التأهل وأن مباراة الإياب مجرد تحصيل حاصل، لكن الوضع تغير تماما وكاد الزمالك أن يودع البطولة، بعد أن داهمه الفريق المغربي بخطة هجومية، أنهت المباراة لصالحه بنتيجة (5 -2). وقد كان للجماهير المغربية دور كبير في فوز فريقها، بعد أن تأثر لاعبو الزمالك بالأجواء التي بثتها جماهير الفريق المنافس في ملعب المباراة، ولولا تدارك لاعبى الفريق الأمر وإحراز الهدف الثاني لودعوا البطولة. فوز الزمالك باللقاء وتربعه على عرش أندية القارة السمراء، يراه نجوم النادي السابقون أمرا ليس بعيد المنال، وقال حلمي طولان، إن لاعبي الزمالك قادرون علي التعويض والحصول علي الكأس الإفريقية، وقد نجحوا من قبل في هز شباك الوداد البيضاوي المغربي بأربعة أهداف دون رد، وأوضح أن الفريق يضم بين صفوفه عناصر جيدة قادرة على امتلاك السيطرة وعلى رأسهم، محمود عبد الرازق "شيكابالا"، أيمن حفني، ومصطفى فتحي. بينما يؤكد سامي الشيشيني، مدافع الزمالك الأسبق، أن كل شيء وارد في كرة القدم علي الرغم من صعوبة المهمة, ووصف لاعبي الفريق بالمقاتلين القادرين على تحقيق المستحيل والرد بقوة في لقاء الغد، وحمل الكأس السادسة وإسعاد الجماهير.