مصطفى حمزة أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن ما اقترفه تنظيم الدولة من إعدام طفل في السابعة من عمره في مدينة الرقة شرقي سوريا بدعوى كفره بسبب سبه الذات الإلهية جريمة وحشية مكتملة الأركان تخالف ما استقر عليه الفقه من عدم محاسبة الأطفال على أعمالهم وأشار المرصد إلى أن بعض عناصر تنظيم الدولة الإرهابي اعتقلوا الطفل معاذ الحسن البالغ من العمر سبع سنوات، في مدينة الرقة، بعد أن سمعوه وهو "يسب الذات الإلهية"، أثناء اللعب في الشارع مع أصدقائه، وقضت ما يسمى زورا ب "المحكمة الشرعية" التابعة للتنظيم الإرهابي على الطفل بالإعدام بتهمة "الكفر"، في خطوة منافية لكل المبادئ الشرعية التي لا تحاسب الطفل على أعماله. وأضاف المرصد أن ما يزيد من بشاعة هذه الجريمة النكراء أن عناصر تنظيم الدولة أعدم الطفل في ميدان النعيم بالرقة رميًا بالرصاص، أمام المئات من أهالي المدينة، ومن بينهم والدا الطفل اللذين انهارا بعد إعدام طفلهما. وقد أشار المرصد إلى أن إعدام تنظيم الدولة للطفل تحت دعوى تنفيذ حكم شرعي يُعد بمثابة خطوة منافية بشكل صارخ للشرع الإسلامي، مما يؤكد على وجود تخبط كبير داخل التنظيم وهيئاته، وتماديه في الإجرام الذي لم يعد يعرف أية حدود. وتابع المرصد أن هذه الجريمة ما هي إلا حلقة في سلسلة جرائم التنظيم ضد الأطفال، فقد وثقت عدة تقارير دولية هذه الجرائم، ومن بينها تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش، والذي صدر تحت عنوان "قد نموت وقد نعيش"، والذي ناقش قضية تجنيد الأطفال واستخدامهم من قبل الجماعات المسلحة في سوريا، حيث أكد التقرير على أن جماعات المعارضة المسلحة استخدمت صبية يصل عمر أصغرهم إلى 15 عامًا كمقاتلين، وأطفال يصل عمر أصغرهم إلى 14عامًا في أدوار داعمة. وأضاف التقرير أن بعض الأطفال الذين شاركوا في هذه الأعمال قد تعرضوا للاحتجاز والقتل في ساحة المعركة، كما قام صبية بالقتال على الجبهات، وبأعمال تجسس على قوات العدو، وعملوا كقناصة، وعالجوا الجرحى في ساحات المعارك، ونقلوا ذخائر وإمدادات أخرى لخطوط المعارك التي يستعر فيها القتال، كما أشار التقرير إلى أن أحد الصبية لا يتجاوز عمره 12 عامًا كانت مهمته القيام بجلد السجناء المحتجزين في مركز اعتقال يتبع تنظيم الدولة. كما رصد تقرير لجنة الأممالمتحدة لحقوق الأطفال أن أعضاء تنظيم الدولة الإرهابي يقومون بتجنيد الأطفال، كما يستخدمون المعاقين ذهنيًّا كانتحاريين ودروع بشرية فيما يعتقد مسئولون أن بعض هؤلاء الصغار ربما ليس لديهم فكرة عما يحدث لهم. ويضاف لهذا أن التنظيم يقوم ببيع الأطفال المختطفين وخاصة المنتمين للأقليات، كما يستخدمونهم في الاستعباد الجنسي فيما يعد اعتداءً صارخًا بحق الأطفال في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف. وشدد المرصد على ضرورة فضح هذه الجريمة النكراء على جميع المستويات وبكافة الوسائل وإبرازها كعمل يخالف كافة المبادئ الشرعية التي لا خلاف عليها، فربما لا يزال من بين أعضاء تنظيم الدولة الإرهابي بعض ممن لم يفقدوا آدميتهم بعد، أو من يتصورون أنهم يدافعون عن قضية إسلامية كبرى، وهؤلاء من الممكن أن يتراجعوا عن دعم تنظيم الدولة بعد ارتكابه لهذه الجريمة، وهذه الجريمة بالتأكيد ستفضح دعاوى التنظيم بأنه يلتزم الشرع الحنيف في كل أفعاله، وفي محاولاته لتجنيد الشباب من مختلف بقاع العالم.