تحتفل فرنسا هذه الأيام بمرور ستة قرون على ميلاد المناضلة الفرنسية الأشهر فى التاريخ على مستوى العالم "جان دارك". ويقوم نيكولا ساركوزى الرئيس الفرنسى، بهذه المناسبة بعد غد الجمعة بزيارة لمسقط رأس المناضلة الفرنسية تخليدا لذكراها، وتقديرا للدور الذى قامت به فى تاريخ البلاد. كما يقيم حزب الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) الذى تترأسه مارين لوبين المرشحة للانتخابات الرئاسية المقبلة، احتفالية بهذه المناسبة أيضا أمام تمثال "جان دارك" بميدان الأهرامات بقلب باريس السبت المقبل. وولدت جان دارك فى السادس من يناير عام 1412 بمدينة "دومريمي" شمال شرق فرنسا، وتوفيت عام 1431 في التاسعة عشرة من عمرها بمدينة "روون" في إقليم نورماندي شمال البلاد بإعدامها حرقا من قبل قوات الاحتلال الإنجليزى آنذاك والتي اتهمتها بالإلحاد. وتعتبر جان دارك أبرز وجوه مقاومة الاحتلال الإنجليزي لقطاعات من بريطانيا أثناء حرب المائة عام بين بريطانيا وفرنسا (1337-1453). وتقدمت جان التي كانت تبلغ حينها 13 عاما على رأس جيش صغير، وتمكنت من الانتصار في معركة بمدينة "باتاي" وطرد جيش الاحتلال الذى كان يحاصر مدينة"أورليان" لتعرف "جان دارك" منذ ذلك الحين باسم "لابوسيل دورليان" أي عذراء أورليان. لكنها أخفقت في كوبييني قبل أن تصل إلى باريس، وسقطت في 23 مايو 1430 في أيدي "البورجينيين" (نسبة إلى جنود دوق بورجوني المعارض لمقاطعة آرمانياك)، وتم بيعها إلى الإنجليز بعد أن ألصقوا بها تهمة السحر!! ثم قدمت "جان" إلى محكمة كنسية يرأسها أسقف "بيير كوشون"، واعتبرت بموجب قرار المحكمة ملحدة ومرتدة وهو ما ترتب عليه حرقها حية في 30 مايو 1431، لتصبح منذ ذلك الحين رمزا للمقاومة والنضال ووجها مميزا بل ونادرا فى تاريخ فرنسا والعالم.