«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمار وحوار في السياسة والسلطة
نشر في شباب مصر يوم 26 - 11 - 2011

كتبت عذراء اورليانز جان دارك رسالة إلى ملك بريطانيا الدوق بدفورد تقول له ( أرسلني الله ملك السموات والأرض لطردك من أراضي فرنسا التي انتهكت سيادتها ونشرت فيها الفساد ، ولو أطعتني سوف أرحم رجالك واسمح لهم بالذهاب إلى ديارهم ، وسوف تذهب المملكة إلى الملك تشارلز الأحق بالإرث ، وإلا ستكون حربا لم تعرف فرنسا مثلها منذ ألف عام ) وهكذا أدركت اصغر مقاتلة في التاريخ بشفافية روحها وعمق إدراكها الحسي أن الاستقلال ليس هدية تمنح ولكنه حق ينتزع بالقوة ، وأن بريطانيا لا يمكن أن تقدم الاستقلال لاورليانز على طبق من الفضة ، وأن الصراع بين الحرية والسلطة صراعا مستمرا وعالميا ، ولكنه قد يبدوا واهيا عندما ينحصر في ثنائية ضيقة داخل خيار لا بد منه وهو أما الحرية وأما السلطة ، وأما حرية بلا سلطة وأما سلطة بلا حرية ، وهكذا تضع الديمقراطية الإنسان أمام تحدي ، لأن التناقض بين حريات المحكومين وسلطة الحاكمين يؤدي إلى توازن هو دائما غير مستقر ، ولا يؤدي إلى تقدم المجتمع أو تقدم المواطنين ، ولذلك كان الحكام الذين تقلقهم طريقة ممارسة المواطنين حرياتهم لا يترددون في التنديد بالفوضى ، ويبررون سلفا كل أنواع الاستبداد وأنظمته ، لأن السياسة في نظر الحكام هي مساحة للصراع المستمر الذي يستهدف امتلاك السلطة ، والمحافظة عليها باللجوء إلى كل الوسائل التي من شأنها تحقيق هذه الغاية سواء كانت وسائل مشروعة أو وسائل غير مشروعة ، لأن الغاية تبرر الوسيلة ، ولذلك كانت نهاية جان دارك التي انتزعت استقلال اورليانز بالقوة ، وسقطت في أيدي البورجينيين نسبة إلى دوق بورجوني المعارض لمقاطعة ارمانيك ، وتم بيعها إلى الانكليز بعد أن الصقوا بها تهمة السحر ، وقدمت إلى محكمة كنسية في قاعة باردة من قصر روون عاصمة الانكليز في فرنسا ، وترأس المحكمة أسقف بيير كوشون وحوله خمسة وأربعون قسيسا من رجال الاكليروس المسيحي يجلسون بشكل نصف دائري ، واعتبرت جان دارك بموجب قرار المحكمة ملحدة ومرتدة وهو ما ترتب عليه حرقها حية في 30 أيار 1431 في مدينة روون في إقليم نورماندي وهي في التاسعة عشر من عمرها ، وهكذا ارتبطت مصالح الدولة الاستعمارية البريطانية والدولة الكمبرادورية البورجينيه المرتبطة بنيويا بالدولة الاستعمارية البريطانية والكنيسة في حلف غير مقدس ، ولا يعطيه صفة القداسة كون الكنيسة ركن من أركانه ، لأنه كان ينظر إلى السياسة من خلال نزعة واقعية ترى أن غاية السياسة كممارسة عملية هي امتلاك السلطة بعيدا عن قيم الحق والعدالة ، وأن السياسة في تحليلاتها الواقعية لا تتمثل في الاستقامة أو الوفاء بالوعود والعهود واكبر برهان على ذلك أن الحكام الذين لم يلتزموا بالوعود والعهود واعتمدوا أساليب المكر والخداع قد حققوا مجدهم على حساب الحكام الذين جعلوا الوفاء عنوانا لممارستهم السياسية ، ولأنه كان ينظر إلى الدولة كممارسة عملية تمثل غاية في ذاتها بوصفها تجسيدا للمطلق ، بحيث تصبح كل أشكال العنف ضرورة مطلوبة ، وبحيث يتحول البشر العقلاء إلى حيوانات أو إلى آلات صماء ، كنت احدث نفسي وأنا أسير بلا هدف ، وحديث النفس رد فعل منعكس ولا إرادي يقوم به العقل في تجاه موقف ، وقد يكون عبارة عن كلام أو تعبير يرتسم على وجه الإنسان ، ولذلك كان حديث نفسي إلى نفسي رد فعل لسلطة السيوف الثلاثة سيف الاستعمار البريطاني وسيف الرجعية البورجينيه وسيف الكنيسة تجاه جان دارك ، وسلطة السيوف الثلاثة سيف الولايات المتحدة الأميركية وسيف إسرائيل وسيف السلطة الفلسطينية تجاه المقاومة الفلسطينية ، والسير بلا هدف هو رد فعل طبيعي للنسيان والنسيان هو الصورة السلبية للذاكرة ، والصورة السلبية للذاكرة قد تحمل الإنسان إلى حيث يكون قلبه لا إلى حيث يكون عقله ، وقد كان قلبي مع أخي الحمار ، ولذلك وجدت نفسي أمام أخي الحمار على شاطئ البحر ، وبعد الترحيب الواجب والتبجيل اللائق بحضرته ومقامه الرفيع طلبت منه أن يفيض على من حكمة الحياة وتجارب السنين ، لأني كنت في حاجة ماسة إلى معلم يعلمني والى قائد يقودني ، وامتلأ أخي الحمار شفقة وتغير منظر وجهه وخاصة منظر أنفه ، وتذكرت ما قرأت للباحثة الألمانية بيتينا باوزه التي قالت أن التعاطف مع الآخرين يبدأ من الأنف لأن أحاسيس الإنسان تنتقل إلى الآخرين بشكل كيميائي ، وذلك لأن الإنسان يفرز جزئيات معينة في عرقه عندما يكون خائفا أو قلقا ، وعندما يتلقى إنسان أخر هذه الجزئيات عن طريق الأنف فإن المخ وبفعل مراكزه المسؤولة عن التعاطف يدرك هذه المشاعر عبر الشم وبدون وعي ، وقلت في نفسي إذا كان هذا يصدق على إنسان مسكون بالسلطة فكيف لا يصدق على حمار مسكون بالحكمة ، وأدرك أخي الحمار ما يدور في نفسي وقال لي هيا نجلس ونفكر لأني أشم في جزئيات عرقك الخوف والقلق .
قلت : وقلت في نفسي كيف يشم الحمار في جزئيات عرقي الخوف والقلق ولا تشم السلطة الفلسطينية في جزيئات عرق الملايين من الشعب الفلسطيني الخوف والقلق ، لكن الحمار أدرك ما في نفسي وقال
قال الحمار : لا تستغرب كيف يمكن أن يشم حمار في عرق إنسان واحد جزئيات الخوف والقلق ولا تشم السلطة الفلسطينية في عرق الملايين من الفلسطينيين جزئيات الخوف والقلق
قلت : ولماذا لا استغرب
قال الحمار : لأن الحمير تجاوزوا مرحلة الإدراك الحسي إلى مرحلة الإدراك الموازي
قلت : ماذا تعني بالإدراك الموازي
قال الحمار : الإدراك خارج نطاق الحس
قلت : وماذا يعني الإدراك خارج نطاق الحس
قال الحمار : الإدراك خارج نطاق الحواس
قلت : وهل هناك إدراك خارج نطاق الحواس
قال الحمار : التخاطر إدراك خارج نطاق الحواس ، والاستبصار إدراك خارج نطاق الحواس ، وبعد النظر إدراك خارج نطاق الحواس
قلت : ماذا تعني بالتخاطر
قال الحمار : التخاطر الروحي أو التوافق الفكري هو القدرة على اكتساب معلومات أو أفكار أو مشاعر عن أي كائن واعي آخر ، أي عمل ذهن كائن واعي آخر على ذهن كائن واعي آخر عن بعد من خلال تأثير عاطفي وبدون الاتصال بالحواس
قلت : وماذا يعني الاستبصار
قال الحمار : الاستبصار هو إدراك الأشياء أو الأحداث أو الناس بدون واسطة الحواس
قلت : وماذا يعني بعد النظر
قال الحمار : بعد النظر يعني معرفة حدث مستقبلي بواسطة التخاطر الروحي والاستبصار
قلت : وهذا يعني أن السلطة أي سلطة لا تمتلك قدرة الإدراك خارج نطاق الحواس لا تستطيع اكتساب المعلومات والأفكار والمشاعر ، ولا تستطيع إدراك الأشياء أو الأحداث أو الناس بدون واسطة الحواس ، ولا تستطيع معرفة الأحداث المستقبلية ، ولكن هناك إدراك حسي
قال الحمار : لكن الإدراك الحسي هو اكتساب المعلومات عن طريق الحواس
قلت : وهذا يعني أن أدراك السلطة الفلسطينية أدراك حسي محدود بحدود الحواس
قال الحمار : ولكن هذا يتوقف على أمرين ، الأمر الأول هو أن تكون هناك سلطة فلسطينية حقيقية ، والأمر الثاني هو أن تكون هناك حواس حقيقية
قلت : وهل تشك في وجود سلطة فلسطينية حقيقية تمتلك حواس حقيقية
قال الحمار : ولكن السلطة سيادة والسيادة سلطة فوق كل السلطات فهل توجد سيادة فلسطينية فوق كل السلطات
قلت : الحقيقة لا
قال الحمار : وهذا يعني أنه لا يوجد سلطة
قلت : وماذا يوجد إذن
قال الحمار : عصابة مسلحة وفصيل فوق كل الفصائل
قلت : والطبقة السياسية
قال الحمار : وهي كما قلت طبقة ولكنها طبقة حاكمة متحكمة فوق كل الطبقات
قلت : والحل أخي الحمار الفيلسوف
قال الحمار : تبديل الأدوار بين المجتمع المدني والمجتمع السياسي
قلت : كيف
قال الحمار : إسقاط السلطة كعصابة مسلحة وكفصيل فوق كل الفصائل ، وإسقاط الطبقة السياسية كطبقة حاكمة متحكمة فوق كل الطبقات
قلت : وهل يمكن اعتبار كل سلطة لا تمتلك قدرة الإدراك خارج نطاق الحس عصابة مسلحة
قال الحمار : لا ولكن يكفي في ظل الظروف العادية أن تمتلك السلطة قدرة الإدراك في نطاق الحس
قلت : ولماذا قلت أن السلطة الفلسطينية عصابة مسلحة
قال الحمار : لأنها لا تمتلك قدرة الإدراك في نطاق الحواس
قلت : كيف ذلك
قال الحمار : لأن الإدراك في نطاق الحس محدود بإمكانيات وأجهزة الحس
قلت : وما هي إمكانيات وأجهزة الحس
قال الحمار : الجسد والمسارات العصبية والخبرة والمشاعر الداخلية والحالة الانفعالية والحالة البيولوجية والإيحاء
قلت : وهذه كلها إمكانيات وأجهزة مشوهة في الطبقة السياسية الحاكمة المتحكمة
قال الحمار : ولذلك كان إدراك الطبقة السياسية الحاكمة المتحكمة إدراك تحت نطاق الحواس وتحت نطاق العقل
قلت : وهل هناك إدراك تحت نطاق الحس والعقل
قال الحمار : الإدراك الغريزي والإدراك الميكانيكي
قلت : وما هو الإدراك الغريزي
قال الحمار : الإدراك الغريزي يعني أن يكون سلوك الإنسان ناتج عن عملية غريزية مرتبطة بادراك غريزي ، ولذلك يتصرف الإنسان بدافع الغريزة وخاصة غريزة حب البقاء ومن مظاهرها السيادة والسيطرة والتملك ، وغريزة النوع ومن مظاهرها الإشباع الجنسي ، وغريزة التقديس ومن مظاهرها الطاعة والخوف .
قلت : والغرائز تحتاج إلى إشباع
قال الحمار : والإشباع قد يكون صحيحا أو خاطئا أو شاذا والذي يحدد كيفية الإشباع هو ثقافة الإنسان ، وثقافة الإنسان هي التي تحدد سلوك الإنسان سواء كان ايجابيا أو سلبيا
قلت : والإدراك الميكانيكي
قال الحمار : الإدراك الميكانيكي هو إدراك يعمل وفقا للفعل ورد الفعل
قلت : وهل افهم من ذلك أن مركز الإدراك الغريزي هو الغرائز وأن مركز الإدراك الميكانيكي هو الحواس
قال الحمار : نعم
قلت : وما هو مركز الإدراك في نطاق الحس والإدراك خارج نطاق الحس
قال الحمار : مركز الإدراك في نطاق الحس هو الحواس ولكن تحت سيطرة العقل ، ومركز الإدراك خارج نطاق الحس هو العقل الفيضي
قلت : وهل يوجد عقل فيضي
قال الحمار : العقل الفيضي موجود في كل خلايا جسم الإنسان وهو يستقبل بشكل كلي ويحلل بشكل كلي
قلت : وهكذا تكون مشكلتنا ليست عند السلطة ولكن مع السلطة
قال الحمار : لأن السلطة لا تمتلك قدرة الإدراك خارج نطاق الحس أو قدرة الإدراك في نطاق الحس
قلت : ولماذا لا تمتلك قدرة الإدراك خارج نطاق الحس أو قدرة الإدراك في نطاق الحس
قال الحمار : لأنها لا تستطيع
قلت : ولماذا لا تستطيع
قال الحمار : لأن إمكانيات وأجهزة الحس وهي الجسد والمسارات العصبية والخبرة والمشاعر الداخلية والحالة الانفعالية والحالة البيولوجية والإيحاء مشوهة وغبية
قلت : وكيف تكون إمكانيات وأجهزة الحس مشوهة
قال الحمار : مشوهة لأنها لا تمتلك الحس التاريخي والوعي التاريخي
قلت : وماذا يعني الحس التاريخي
قال الحمار : الحس التاريخي يعني الإحساس بقيمة الزمن ولو بشكل نسبي دون أن يترتب على ذلك أية ممارسة متقدمة في مجال المعرفة التاريخية أو التدوين التاريخي الذي يقوم على ربط الأسباب بمسبباتها وربط الحوادث في إطار علاقاتها الزمانية والمكانية
قلت : وماذا يعني الوعي التاريخي
قال الحمار : الوعي التاريخي يعني حفظ التاريخ ، وهو يمثل حالة متقدمة في مجال المعرفة التاريخية ، وحالة متقدمة في مجال امتلاك القدرة على التدوين ، وهي حالة أكثر تقدما من الحس التاريخي
قلت : وما علاقة التاريخ والحس التاريخي والوعي التاريخي بالإدراك في نطاق الحس والإدراك خارج نطاق الحس
قال الحمار : لأن الشعوب تعيش على تراثها ، وتراث الشعوب في التاريخ ، والرؤوس الخالية من التاريخ يمكن أن تكون وفيه لحكامها إلى حد الخيانة ، ويمكن حشوها باليأس والخوف والهزيمة
قلت : وكيف تكون إمكانيات وأجهزة الحس غبية
قال الحمار : الغباء صناعة من أقدم الصناعات وقد تطورت على مدى مئات القرون ، وأثبتت فعاليتها بترسيخ مفهوم المجتمع المتخلف الكسيح ، مجتمع لا يعرف أنه غبي ، مجتمع يورث الغباء لأبنائه ، مجتمع تسهل السيطرة عليه ، مجتمع كل ما يطلبه خبز وكهرباء وماء وسينما وتلفزيون ، والغباء تاج على رؤوس المجتمعات الغبية لا يعرفه قيمته إلا الحكام الذين يصنعون هذه المجتمعات الغبية .
قلت : الغباء صناعة يعني الغباء صفة مكتسبة
قال الحمار : نعم صفة مكتسبة وكل إنسان ذكي يخرج من مسار المبادئ والمعتقدات الثابتة سوف يتحول إلى إنسان غبي
قلت : شكرا أخي الحمار ولا أجد على شفتي ما اهتف به سوى شكرا أخي الحمار على هذه الفلسفة لأني كنت لا أجد تفسيرا يفسر غباء من يلبسون الحرير ويركبون الحمير الاجتماعيين
قال الحمار : ولكن هل يعني هذا اعتراف بفضل الحمير على من يلبسون الحرير
قلت : نعم ولكن فضل الحمير على بعض من يلبسون الحرير
وهنا ودعني الحمار ونظر إلى وجهي بابتسامة حزينة وقال إلى اللقاء
قلت : ولكن أين وعدك في الحديث عن النظام السياسي الجديد والرواية الجديدة والإستراتيجية الجديدة
قال الحمار : وأين وعدك في فتح سفارة للحمير
قلت : نحن كنا مشغولين في تقديم طلب عضوية في الأمم المتحدة
قال الحمار : لماذا لا ترون الواقع ، هل الواقع لا يقع في مرمى بصركم ، هل بصركم لا يرى الواقع ، هل بصركم لا يريد أن يرى الواقع ، هل الأمر في غياب المعنى ، هل الأمر في غياب الحس ، الحقوق ليست هبة تمنح ، إسرائيل لن تقدم لكم دولة على طبق من ذهب ، أميركا لن تقدم لكم دولة على طبق من ذهب ، يجب أن تحققوا وجودكم لأن تحقيق الوجود يأتي قبل تحرير الوجود ، إسرائيل ليس احتلال ، إسرائيل نقيض وجودي ، ولذلك يجب أن تكون هذه العبارة هي محور النظام الفلسطيني الجديد ، ومحور الرواية الفلسطينية الجديدة ، ومحور الإستراتيجية الفلسطينية الجديدة
قلت : وهذا يعني المقاومة
قال الحمار : مقاومة تصاعدية وليس تفاعلية وبلا سقف وبلا حدود
وهنا ذهب الحمار بعيدا في لبحر فقلت له مع السلامة والى اللقاء فقال مع السلامة والى اللقاء ولكن لا تنسى أن الوطن العربي هو مسرح الثورة العالمية ، ولذلك يجب أن تكون فلسطين هي المحطة التجريبية للمقاومة الدولية ضد الحركة الصهيونية والامبريالية الأميركية ، ويجب على الفلسطينيين الارتقاء لبلورة إستراتيجية لمقاومة الحركة الصهيونية والفاشية الأميركية .
http://yousefhijazi.maktoobblog.com/
http://www12.0zz0.com/2011/11/25/10/404727512.jpg


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.