كلية التجارة بجامعة أسيوط تنظم حفل تخرج الدارسين في برامج الماجستير المهني    أحمد عز: تعيين خبير صلب في وزارات الصناعة العربية وإطلاق طاقات البناء من أهم سبل النمو    نائب محافظ القاهرة تتابع تطبيق قانون التصالح بحي شرق مدينة نصر    ترامب يتحدث مع بوتين لدى دراسته ضغط أوكرانيا للحصول على صواريخ توماهوك    الحوثيون يعلنون تعيين المداني رئيسا لهيئة الأركان خلفا للغماري    جائزة نوبل للحرب    بالصور.. بعثة نهضة بركان تصل القاهرة استعدادا لمواجهة بيراميدز    محمود الخطيب: "لأول مرة أفكر في نفسي قبل الأهلي.. وهذا سر التراجع"    سيف زاهر: فخور بثقة الرئيس السيسي باختياري عضوًا بمجلس الشيوخ(فيديو)    حسن مصطفى: كنت أتمنى التنسيق بين حسام حسن وحلمي طولان في اختيارات اللاعبين    ماس كهربائي السبب.. السيطرة على حريق اندلع في منزل بالفيوم دون إصابات    حسين فهمي: مهرجان القاهرة السينمائي في موعده.. ولا ننافس الجونة بل نتعاون وفزنا معا بجائزة في كان    أول ظهور ل محمود العسيلي مع زوجته في مهرجان الجونة السينمائي    عاجل- رئيس الوزراء يطمئن ميدانيا على الانتهاء من أعمال تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير والطرق المؤدية إليه    قافلة «مسرح المواجهة والتجوال» تصل رفح دعمًا لأطفال غزة    قائد القوات المسلحة النرويجية: قادرون مع أوروبا على ردع روسيا    سكك حديد مصر تعلن موعد تطبيق التوقيت الشتوي على الخطوط    حجز قضية اتهام عامل بمحل دواجن بالخانكة بقتل شخص بسكين لحكم الشهر المقبل    حركة فتح ل"القاهرة الإخبارية": إسرائيل تراوغ وتتنصل من فتح معبر رفح    يرتدي جلبابا أحمر ويدخن سيجارة.. تصرفات زائر ل مولد السيد البدوي تثير جدلًا (فيديو)    أبوقير للأسمدة يفوز على الداخلية.. وخسارة طنطا أمام مالية كفر الزيات بدوري المحترفين    سيدات يد الأهلي يهزمن فلاورز البنيني في ربع نهائي بطولة أفريقيا    نائب رئيس مهرجان الموسيقى العربية: آمال ماهر تبرعت بأجرها ورفضت تقاضيه    مسرح المواجهة والتجوال يصل رفح دعمًا لأطفال غزة    حسام زكى: العودة الكاملة للسلطة الفلسطينية السبيل الوحيد لهدوء الأوضاع فى غزة    بعد ظهورها كإعلامية.. دنيا صلاح عبد الله توجه الشكر لطاقم عمل مسلسل وتر حساس 2    هل الصلوات الخمس تحفظ الإنسان من الحسد؟.. أمين الفتوى يوضح    هل يجوز المزاح بلفظ «أنت طالق» مع الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    الشيخ خالد الجندى: رأينا بأعيننا عواقب مخالفة ولى الأمر (فيديو)    قافلة طبية مجانية بقرية سنرو بالفيوم والكشف على 1362 حالة وتحويل 33 للعمليات    نائب رئيس جامعة الأزهر بأسيوط يشهد انطلاق المؤتمر العلمي الخامس لقسم المخ والأعصاب بالأقصر    قائمة بأسماء ال 72 مرشحًا بالقوائم الأولية لانتخابات مجلس النواب 2025 بالقليوبية    وعظ كفرالشيخ يشارك في ندوة توعوية بكلية التربية النوعية    علاء عبدالنبي بعد تعيينه بالشيوخ: ملف الصناعة على رأس أولوياتي    جامعة قناة السويس تطلق فعاليات«منحة أدوات النجاح»لتأهيل طلابها وتنمية مهاراتهم    ضبط معمل تحاليل غير مرخص بإحدى قرى سوهاج    إصابة 3 أشخاص من أسرة واحدة فى حادث انقلاب ملاكى بقنا    محافظ كفر الشيخ يناقش موقف تنفيذ مشروعات مبادرة «حياة كريمة»    محافظ الجيزة يوجه بسرعة تجهيز مبنى سكن أطباء مستشفى الواحات البحرية    سحر نصر: نبدأ مسيرة عطاء جديدة في صرح تشريعي يعكس طموحات أبناء الوطن    مقتل 40 مدنيا قبل الهدنة فى الاشتباكات على الحدود بين أفغانستان وباكستان    فيريرا يكشف حقيقة رحيل أوشينج وجهاد عن الزمالك وموقفه من المعد النفسي    في يوم الأغذية العالمي| أطعمة تعيد لشعركِ الحياة والطول والقوة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 16-10-2025 في محافظة الأقصر    قرار جمهوري بترقية اسم الشهيد اللواء حازم مشعل استثنائيا إلى رتبة لواء مساعد وزير الداخلية    الصحة: فحص 19.5 مليون مواطن ضمن مبادرة الرئيس للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة والاعتلال الكلوي    كيف ظهرت سوزي الأردنية داخل قفص الاتهام فى المحكمة الاقتصادية؟    نبيلة مكرم تشارك في انطلاق قافلة دعم غزة رقم 12 ضمن جهود التحالف الوطني    كامل الوزير: تجميع قطارات مترو الإسكندرية بنسبة 40% تصنيع محلى    الداخلية تكثف حملاتها لضبط الأسواق والتصدي لمحاولات التلاعب بأسعار الخبز    وكيل النواب يستعرض تقرير اللجنة الخاصة بشأن اعتراض الرئيس على الإجراءات الجنائية    وزارة العمل تشارك في احتفالية اليوم العالمي للمكفوفين والعصا البيضاء بالقاهرة    350 مليون دولار استثمارات هندية بمصر.. و«UFLEX» تخطط لإنشاء مصنع جديد بالعين السخنة    وزير الاستثمار يعقد مائدة مستديرة مع شركة الاستشارات الدولية McLarty Associates وكبار المستثمرين الأمريكين    الأهلي: لا ديون على النادي وجميع أقساط الأراضي تم سدادها.. والرعاية ستكون بالدولار    إحالة مسؤولين في المرج والسلام إلى النيابة العامة والإدارية    الصحة تنصح بتلقي لقاح الإنفلونزا سنويًا    قوات الاحتلال تعتقل شابًا خلال مداهمة في بلدة علار شمال طولكرم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمار وحوار في السياسة والسلطة
نشر في شباب مصر يوم 26 - 11 - 2011

كتبت عذراء اورليانز جان دارك رسالة إلى ملك بريطانيا الدوق بدفورد تقول له ( أرسلني الله ملك السموات والأرض لطردك من أراضي فرنسا التي انتهكت سيادتها ونشرت فيها الفساد ، ولو أطعتني سوف أرحم رجالك واسمح لهم بالذهاب إلى ديارهم ، وسوف تذهب المملكة إلى الملك تشارلز الأحق بالإرث ، وإلا ستكون حربا لم تعرف فرنسا مثلها منذ ألف عام ) وهكذا أدركت اصغر مقاتلة في التاريخ بشفافية روحها وعمق إدراكها الحسي أن الاستقلال ليس هدية تمنح ولكنه حق ينتزع بالقوة ، وأن بريطانيا لا يمكن أن تقدم الاستقلال لاورليانز على طبق من الفضة ، وأن الصراع بين الحرية والسلطة صراعا مستمرا وعالميا ، ولكنه قد يبدوا واهيا عندما ينحصر في ثنائية ضيقة داخل خيار لا بد منه وهو أما الحرية وأما السلطة ، وأما حرية بلا سلطة وأما سلطة بلا حرية ، وهكذا تضع الديمقراطية الإنسان أمام تحدي ، لأن التناقض بين حريات المحكومين وسلطة الحاكمين يؤدي إلى توازن هو دائما غير مستقر ، ولا يؤدي إلى تقدم المجتمع أو تقدم المواطنين ، ولذلك كان الحكام الذين تقلقهم طريقة ممارسة المواطنين حرياتهم لا يترددون في التنديد بالفوضى ، ويبررون سلفا كل أنواع الاستبداد وأنظمته ، لأن السياسة في نظر الحكام هي مساحة للصراع المستمر الذي يستهدف امتلاك السلطة ، والمحافظة عليها باللجوء إلى كل الوسائل التي من شأنها تحقيق هذه الغاية سواء كانت وسائل مشروعة أو وسائل غير مشروعة ، لأن الغاية تبرر الوسيلة ، ولذلك كانت نهاية جان دارك التي انتزعت استقلال اورليانز بالقوة ، وسقطت في أيدي البورجينيين نسبة إلى دوق بورجوني المعارض لمقاطعة ارمانيك ، وتم بيعها إلى الانكليز بعد أن الصقوا بها تهمة السحر ، وقدمت إلى محكمة كنسية في قاعة باردة من قصر روون عاصمة الانكليز في فرنسا ، وترأس المحكمة أسقف بيير كوشون وحوله خمسة وأربعون قسيسا من رجال الاكليروس المسيحي يجلسون بشكل نصف دائري ، واعتبرت جان دارك بموجب قرار المحكمة ملحدة ومرتدة وهو ما ترتب عليه حرقها حية في 30 أيار 1431 في مدينة روون في إقليم نورماندي وهي في التاسعة عشر من عمرها ، وهكذا ارتبطت مصالح الدولة الاستعمارية البريطانية والدولة الكمبرادورية البورجينيه المرتبطة بنيويا بالدولة الاستعمارية البريطانية والكنيسة في حلف غير مقدس ، ولا يعطيه صفة القداسة كون الكنيسة ركن من أركانه ، لأنه كان ينظر إلى السياسة من خلال نزعة واقعية ترى أن غاية السياسة كممارسة عملية هي امتلاك السلطة بعيدا عن قيم الحق والعدالة ، وأن السياسة في تحليلاتها الواقعية لا تتمثل في الاستقامة أو الوفاء بالوعود والعهود واكبر برهان على ذلك أن الحكام الذين لم يلتزموا بالوعود والعهود واعتمدوا أساليب المكر والخداع قد حققوا مجدهم على حساب الحكام الذين جعلوا الوفاء عنوانا لممارستهم السياسية ، ولأنه كان ينظر إلى الدولة كممارسة عملية تمثل غاية في ذاتها بوصفها تجسيدا للمطلق ، بحيث تصبح كل أشكال العنف ضرورة مطلوبة ، وبحيث يتحول البشر العقلاء إلى حيوانات أو إلى آلات صماء ، كنت احدث نفسي وأنا أسير بلا هدف ، وحديث النفس رد فعل منعكس ولا إرادي يقوم به العقل في تجاه موقف ، وقد يكون عبارة عن كلام أو تعبير يرتسم على وجه الإنسان ، ولذلك كان حديث نفسي إلى نفسي رد فعل لسلطة السيوف الثلاثة سيف الاستعمار البريطاني وسيف الرجعية البورجينيه وسيف الكنيسة تجاه جان دارك ، وسلطة السيوف الثلاثة سيف الولايات المتحدة الأميركية وسيف إسرائيل وسيف السلطة الفلسطينية تجاه المقاومة الفلسطينية ، والسير بلا هدف هو رد فعل طبيعي للنسيان والنسيان هو الصورة السلبية للذاكرة ، والصورة السلبية للذاكرة قد تحمل الإنسان إلى حيث يكون قلبه لا إلى حيث يكون عقله ، وقد كان قلبي مع أخي الحمار ، ولذلك وجدت نفسي أمام أخي الحمار على شاطئ البحر ، وبعد الترحيب الواجب والتبجيل اللائق بحضرته ومقامه الرفيع طلبت منه أن يفيض على من حكمة الحياة وتجارب السنين ، لأني كنت في حاجة ماسة إلى معلم يعلمني والى قائد يقودني ، وامتلأ أخي الحمار شفقة وتغير منظر وجهه وخاصة منظر أنفه ، وتذكرت ما قرأت للباحثة الألمانية بيتينا باوزه التي قالت أن التعاطف مع الآخرين يبدأ من الأنف لأن أحاسيس الإنسان تنتقل إلى الآخرين بشكل كيميائي ، وذلك لأن الإنسان يفرز جزئيات معينة في عرقه عندما يكون خائفا أو قلقا ، وعندما يتلقى إنسان أخر هذه الجزئيات عن طريق الأنف فإن المخ وبفعل مراكزه المسؤولة عن التعاطف يدرك هذه المشاعر عبر الشم وبدون وعي ، وقلت في نفسي إذا كان هذا يصدق على إنسان مسكون بالسلطة فكيف لا يصدق على حمار مسكون بالحكمة ، وأدرك أخي الحمار ما يدور في نفسي وقال لي هيا نجلس ونفكر لأني أشم في جزئيات عرقك الخوف والقلق .
قلت : وقلت في نفسي كيف يشم الحمار في جزئيات عرقي الخوف والقلق ولا تشم السلطة الفلسطينية في جزيئات عرق الملايين من الشعب الفلسطيني الخوف والقلق ، لكن الحمار أدرك ما في نفسي وقال
قال الحمار : لا تستغرب كيف يمكن أن يشم حمار في عرق إنسان واحد جزئيات الخوف والقلق ولا تشم السلطة الفلسطينية في عرق الملايين من الفلسطينيين جزئيات الخوف والقلق
قلت : ولماذا لا استغرب
قال الحمار : لأن الحمير تجاوزوا مرحلة الإدراك الحسي إلى مرحلة الإدراك الموازي
قلت : ماذا تعني بالإدراك الموازي
قال الحمار : الإدراك خارج نطاق الحس
قلت : وماذا يعني الإدراك خارج نطاق الحس
قال الحمار : الإدراك خارج نطاق الحواس
قلت : وهل هناك إدراك خارج نطاق الحواس
قال الحمار : التخاطر إدراك خارج نطاق الحواس ، والاستبصار إدراك خارج نطاق الحواس ، وبعد النظر إدراك خارج نطاق الحواس
قلت : ماذا تعني بالتخاطر
قال الحمار : التخاطر الروحي أو التوافق الفكري هو القدرة على اكتساب معلومات أو أفكار أو مشاعر عن أي كائن واعي آخر ، أي عمل ذهن كائن واعي آخر على ذهن كائن واعي آخر عن بعد من خلال تأثير عاطفي وبدون الاتصال بالحواس
قلت : وماذا يعني الاستبصار
قال الحمار : الاستبصار هو إدراك الأشياء أو الأحداث أو الناس بدون واسطة الحواس
قلت : وماذا يعني بعد النظر
قال الحمار : بعد النظر يعني معرفة حدث مستقبلي بواسطة التخاطر الروحي والاستبصار
قلت : وهذا يعني أن السلطة أي سلطة لا تمتلك قدرة الإدراك خارج نطاق الحواس لا تستطيع اكتساب المعلومات والأفكار والمشاعر ، ولا تستطيع إدراك الأشياء أو الأحداث أو الناس بدون واسطة الحواس ، ولا تستطيع معرفة الأحداث المستقبلية ، ولكن هناك إدراك حسي
قال الحمار : لكن الإدراك الحسي هو اكتساب المعلومات عن طريق الحواس
قلت : وهذا يعني أن أدراك السلطة الفلسطينية أدراك حسي محدود بحدود الحواس
قال الحمار : ولكن هذا يتوقف على أمرين ، الأمر الأول هو أن تكون هناك سلطة فلسطينية حقيقية ، والأمر الثاني هو أن تكون هناك حواس حقيقية
قلت : وهل تشك في وجود سلطة فلسطينية حقيقية تمتلك حواس حقيقية
قال الحمار : ولكن السلطة سيادة والسيادة سلطة فوق كل السلطات فهل توجد سيادة فلسطينية فوق كل السلطات
قلت : الحقيقة لا
قال الحمار : وهذا يعني أنه لا يوجد سلطة
قلت : وماذا يوجد إذن
قال الحمار : عصابة مسلحة وفصيل فوق كل الفصائل
قلت : والطبقة السياسية
قال الحمار : وهي كما قلت طبقة ولكنها طبقة حاكمة متحكمة فوق كل الطبقات
قلت : والحل أخي الحمار الفيلسوف
قال الحمار : تبديل الأدوار بين المجتمع المدني والمجتمع السياسي
قلت : كيف
قال الحمار : إسقاط السلطة كعصابة مسلحة وكفصيل فوق كل الفصائل ، وإسقاط الطبقة السياسية كطبقة حاكمة متحكمة فوق كل الطبقات
قلت : وهل يمكن اعتبار كل سلطة لا تمتلك قدرة الإدراك خارج نطاق الحس عصابة مسلحة
قال الحمار : لا ولكن يكفي في ظل الظروف العادية أن تمتلك السلطة قدرة الإدراك في نطاق الحس
قلت : ولماذا قلت أن السلطة الفلسطينية عصابة مسلحة
قال الحمار : لأنها لا تمتلك قدرة الإدراك في نطاق الحواس
قلت : كيف ذلك
قال الحمار : لأن الإدراك في نطاق الحس محدود بإمكانيات وأجهزة الحس
قلت : وما هي إمكانيات وأجهزة الحس
قال الحمار : الجسد والمسارات العصبية والخبرة والمشاعر الداخلية والحالة الانفعالية والحالة البيولوجية والإيحاء
قلت : وهذه كلها إمكانيات وأجهزة مشوهة في الطبقة السياسية الحاكمة المتحكمة
قال الحمار : ولذلك كان إدراك الطبقة السياسية الحاكمة المتحكمة إدراك تحت نطاق الحواس وتحت نطاق العقل
قلت : وهل هناك إدراك تحت نطاق الحس والعقل
قال الحمار : الإدراك الغريزي والإدراك الميكانيكي
قلت : وما هو الإدراك الغريزي
قال الحمار : الإدراك الغريزي يعني أن يكون سلوك الإنسان ناتج عن عملية غريزية مرتبطة بادراك غريزي ، ولذلك يتصرف الإنسان بدافع الغريزة وخاصة غريزة حب البقاء ومن مظاهرها السيادة والسيطرة والتملك ، وغريزة النوع ومن مظاهرها الإشباع الجنسي ، وغريزة التقديس ومن مظاهرها الطاعة والخوف .
قلت : والغرائز تحتاج إلى إشباع
قال الحمار : والإشباع قد يكون صحيحا أو خاطئا أو شاذا والذي يحدد كيفية الإشباع هو ثقافة الإنسان ، وثقافة الإنسان هي التي تحدد سلوك الإنسان سواء كان ايجابيا أو سلبيا
قلت : والإدراك الميكانيكي
قال الحمار : الإدراك الميكانيكي هو إدراك يعمل وفقا للفعل ورد الفعل
قلت : وهل افهم من ذلك أن مركز الإدراك الغريزي هو الغرائز وأن مركز الإدراك الميكانيكي هو الحواس
قال الحمار : نعم
قلت : وما هو مركز الإدراك في نطاق الحس والإدراك خارج نطاق الحس
قال الحمار : مركز الإدراك في نطاق الحس هو الحواس ولكن تحت سيطرة العقل ، ومركز الإدراك خارج نطاق الحس هو العقل الفيضي
قلت : وهل يوجد عقل فيضي
قال الحمار : العقل الفيضي موجود في كل خلايا جسم الإنسان وهو يستقبل بشكل كلي ويحلل بشكل كلي
قلت : وهكذا تكون مشكلتنا ليست عند السلطة ولكن مع السلطة
قال الحمار : لأن السلطة لا تمتلك قدرة الإدراك خارج نطاق الحس أو قدرة الإدراك في نطاق الحس
قلت : ولماذا لا تمتلك قدرة الإدراك خارج نطاق الحس أو قدرة الإدراك في نطاق الحس
قال الحمار : لأنها لا تستطيع
قلت : ولماذا لا تستطيع
قال الحمار : لأن إمكانيات وأجهزة الحس وهي الجسد والمسارات العصبية والخبرة والمشاعر الداخلية والحالة الانفعالية والحالة البيولوجية والإيحاء مشوهة وغبية
قلت : وكيف تكون إمكانيات وأجهزة الحس مشوهة
قال الحمار : مشوهة لأنها لا تمتلك الحس التاريخي والوعي التاريخي
قلت : وماذا يعني الحس التاريخي
قال الحمار : الحس التاريخي يعني الإحساس بقيمة الزمن ولو بشكل نسبي دون أن يترتب على ذلك أية ممارسة متقدمة في مجال المعرفة التاريخية أو التدوين التاريخي الذي يقوم على ربط الأسباب بمسبباتها وربط الحوادث في إطار علاقاتها الزمانية والمكانية
قلت : وماذا يعني الوعي التاريخي
قال الحمار : الوعي التاريخي يعني حفظ التاريخ ، وهو يمثل حالة متقدمة في مجال المعرفة التاريخية ، وحالة متقدمة في مجال امتلاك القدرة على التدوين ، وهي حالة أكثر تقدما من الحس التاريخي
قلت : وما علاقة التاريخ والحس التاريخي والوعي التاريخي بالإدراك في نطاق الحس والإدراك خارج نطاق الحس
قال الحمار : لأن الشعوب تعيش على تراثها ، وتراث الشعوب في التاريخ ، والرؤوس الخالية من التاريخ يمكن أن تكون وفيه لحكامها إلى حد الخيانة ، ويمكن حشوها باليأس والخوف والهزيمة
قلت : وكيف تكون إمكانيات وأجهزة الحس غبية
قال الحمار : الغباء صناعة من أقدم الصناعات وقد تطورت على مدى مئات القرون ، وأثبتت فعاليتها بترسيخ مفهوم المجتمع المتخلف الكسيح ، مجتمع لا يعرف أنه غبي ، مجتمع يورث الغباء لأبنائه ، مجتمع تسهل السيطرة عليه ، مجتمع كل ما يطلبه خبز وكهرباء وماء وسينما وتلفزيون ، والغباء تاج على رؤوس المجتمعات الغبية لا يعرفه قيمته إلا الحكام الذين يصنعون هذه المجتمعات الغبية .
قلت : الغباء صناعة يعني الغباء صفة مكتسبة
قال الحمار : نعم صفة مكتسبة وكل إنسان ذكي يخرج من مسار المبادئ والمعتقدات الثابتة سوف يتحول إلى إنسان غبي
قلت : شكرا أخي الحمار ولا أجد على شفتي ما اهتف به سوى شكرا أخي الحمار على هذه الفلسفة لأني كنت لا أجد تفسيرا يفسر غباء من يلبسون الحرير ويركبون الحمير الاجتماعيين
قال الحمار : ولكن هل يعني هذا اعتراف بفضل الحمير على من يلبسون الحرير
قلت : نعم ولكن فضل الحمير على بعض من يلبسون الحرير
وهنا ودعني الحمار ونظر إلى وجهي بابتسامة حزينة وقال إلى اللقاء
قلت : ولكن أين وعدك في الحديث عن النظام السياسي الجديد والرواية الجديدة والإستراتيجية الجديدة
قال الحمار : وأين وعدك في فتح سفارة للحمير
قلت : نحن كنا مشغولين في تقديم طلب عضوية في الأمم المتحدة
قال الحمار : لماذا لا ترون الواقع ، هل الواقع لا يقع في مرمى بصركم ، هل بصركم لا يرى الواقع ، هل بصركم لا يريد أن يرى الواقع ، هل الأمر في غياب المعنى ، هل الأمر في غياب الحس ، الحقوق ليست هبة تمنح ، إسرائيل لن تقدم لكم دولة على طبق من ذهب ، أميركا لن تقدم لكم دولة على طبق من ذهب ، يجب أن تحققوا وجودكم لأن تحقيق الوجود يأتي قبل تحرير الوجود ، إسرائيل ليس احتلال ، إسرائيل نقيض وجودي ، ولذلك يجب أن تكون هذه العبارة هي محور النظام الفلسطيني الجديد ، ومحور الرواية الفلسطينية الجديدة ، ومحور الإستراتيجية الفلسطينية الجديدة
قلت : وهذا يعني المقاومة
قال الحمار : مقاومة تصاعدية وليس تفاعلية وبلا سقف وبلا حدود
وهنا ذهب الحمار بعيدا في لبحر فقلت له مع السلامة والى اللقاء فقال مع السلامة والى اللقاء ولكن لا تنسى أن الوطن العربي هو مسرح الثورة العالمية ، ولذلك يجب أن تكون فلسطين هي المحطة التجريبية للمقاومة الدولية ضد الحركة الصهيونية والامبريالية الأميركية ، ويجب على الفلسطينيين الارتقاء لبلورة إستراتيجية لمقاومة الحركة الصهيونية والفاشية الأميركية .
http://yousefhijazi.maktoobblog.com/
http://www12.0zz0.com/2011/11/25/10/404727512.jpg


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.