رويترز بعد مرور عدة أيام.. يمكن تحليل معركة الاثنين الماضي التى تظهر مدى الخطر المحدق بتونس من طرف الجهاديين القادمين من سورياوالعراق وخصوصا من ليبيا والذين هددوا عدة مرات بنقل الحرب إلى بلدهم تونس، وعلى الرغم من استعداد الجيش لمثل هذا الهجوم وتكبد المتطرفين هزيمة كاسحة في بن قردان فإن الهجوم يزيد الخشية من أن يكون البلد عرضة لمزيد الهجمات المباغتة مع انتشار الفوضى في ليبيا حيث وسع تنظيم الدولة نفوذه. ولا تزال السلطات التونسية تحقق بهجوم الاثنين الدامي لكن التفاصيل تشير إلى أن أغلب المهاجمين تونسيون ومن أبناء المنطقة مع آخرين تسللوا من ليبيا. وبدا واضحا أنه جرى تخزين أسلحة في عدة مخابئ بالمدينة قبل الهجوم بفترة، وقال صبري بن صالح وهو أحد سكان المدينة لرويترز "الإرهابيون من بن قردان. نحن نعرف ملامحهم. كانوا يعرفون بيت رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الذين قتلوه أمام بيته. كانوا يقودون سيارة ممتلئة بالأسلحة لتوزيعها على عناصرهم". وعقب مواجهات بن قردان -وهي الأعنف بين الجيش والمتطرفين الإسلاميين- شنت القوات التونسية حملة تعقب واسعة قتلت خلالها أيضا 14 مسلحا آخر واعتقلت آخرين. واكتشفت أيضا خمسة مخابيء كبرى للأسلحة في المنطقة. وتسعى السلطات التونسية لتحديد إن كان المقاتلون قد سافروا لسوريا أو العراق أو ليبيا سابقا رغم أن وجود عدد كبير من المقاتلين المتطرفين والأسلحة بالأراضي التونسية ليس أمرا مفاجئا، فبعد ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي ظلت تونس تعاني انتشار التطرف والجماعات التكفيرية التي استغلت مناخ الحرية الجديد لتنشر خطابا متطرفا في المساجد. وتعتقد الجهات الرسمية في تونس أن حوالي ثلاثة آلاف مقاتل تونسي سافروا لسوريا للمشاركة في الحرب الدائرة هناك وأن جزءا كبيرا منهم عادوا إلى ليبيا بينما عبرت أعداد كبيرة من الجهاديين التونسيين الحدود للانضمام لتنظيم الدولة في ليبيا، وتدرب جهاديون هاجموا متحف باردو وفندقا بمنتجع سوسة العام الماضي في معسكرات ليبية قبل أن ينفذوا الهجومين الكبيرين اللذين استهدفا قطاع السياحة في تونس وقتل خلالهما عشرات السياح الغربيين، ويلعب كثير من المقاتلين التونسيين أدورا قيادية في صفوف تنظيم الدولة في ليبيا ويشرفون على معسكرات تدريب وقيادة قريبة من الحدود التونسية. والهجوم الأخير كان فعلا امتحانا عسيرا للقوات التونسية أمام مقاتلين منظمين بعد هجمات سابقة هزت صناعة السياحة التي توفر حوالي نصف مليون فرصة عمل وتساهم بنسبة سبعة بالمئة من إجمالي الناتج المحلي الخام للبلاد، وبينما وسع تنظيم الدولة نفوذه في سرت الليبية تتزايد المخاوف في تونس التي بنت جدارا ترابيا وخندقا على طول حدودها مع ليبيا لمنع تسلل مقاتلين إليها مع تزايد فرضيات شن ضربات جوية غربية ضد التنظيم في الجارة ليبيا. إقرأ أيضا: القوات التونسية تقتل سبعة مسلحين آخرين في بن قردان الداخلية التونسية: مقتل 42 إرهابيا منذ بداية العملية العسكرية في بن قردان البرلمان العربي يعلن عن تضامنه الكامل مع تونس في مواجهة الإرهاب