فقدنا 600 شهيد وتم ذبح واغتيال 550 شخصية - الصاعقة أصل عملية الكرامة ونحارب الإرهاب منذ 2013 - الإخوان عادة يظهرون على الفضائيات ويتحدثون عن الوطنية وهم لصوص - أحارب لتحرير وطن ولا يعنينى كل الأحاديث السياسية وليست لى علاقة بها نهائيا - الإعلام الكاذب يشيع وجود عسكريين وجنود مصريين يقاتلون ضمن صفوف الجيش الليبى - الجيش يسيطر على 70% من بنغازى وتم تأمينها بشكل كامل - ضباط الجيش الأكثر تضررا فى حقبة حكم القذافى - تبرعات المواطنين تبنى معسكر الصاعقة - مقاتلو الإرهاب من جميع الجنسيات وقتلنا منهم الكثير والغالبية من تونس والجزائر ومصر ذهبنا للعقيد ونيس بوخمادة قائد القوات الخاصة "الصاعقة" لنتحدث عن بطولات وجولات رجاله البواسل فى معارك تحرير مدينة بنغازى. ونيس بوخمادة من أوائل المنضمين لثورة 17فبراير، سيطر هو ورجاله فى الأيام الأولى للثورة على معسكر "الفضيل" وهو الأكبر فى بنغازى، وعلى مدار السنوات الخمس الماضية لم يطمع فى منصب أو أموال، رجل عسكرى من الطراز الأول، وطنى لا يعرف غير شرف العسكرية وحب الوطن إنه "بوخمادة قلب الأسد". اسمح أن أبدأ معك الحوار من آخر نقطة.. وضع بنغازى الآن كنت أتخيل أننى سأجد مدينة أشباح يسيطر عليها داعش والقاعدة بالكامل، لكن كانت مفاجأة أن أجد الحياة تسير بشكل طبيعى بمعظم أحياء المدينة.. لماذا عدم الإعلان عن تحرير مدينة بنغازى حتى الآن؟ لا نستطيع القول إن مدينة بنغازى تحررت، لكن الإعلان عن التحرير أمر صعب ولا يستطيع قائد عسكرى أن يتحدث عن الحسم النهائى بالكامل. بعد أحداث سبتمبر فى الولاياتالمتحدة هاجمت أمريكاأفغانستان وهى أقوى دولة فى العالم.. هل حسمت المعركة فى أفغانستان رغم مرور سنوات وسنوات ورغم القدرات والإمكانات وأقمار صناعية وأسلحة متطورة، أريد أن أقول إن المواطن يبحث عن كلمة التحرير والإعلام أيضا، فى جمهورية مصر العربية بعد ثورتها الثانية مازالت تعانى من الإرهاب حتى الآن رغم وجود مؤسسات الدولة وجيشها العظيم لكن مازالت تحارب الإرهاب وهناك قتل للمدنيين، ولأفراد الشرطة والجيش. أنت رأيت المدينة وتجولت داخل أحيائها بكل أمان، الآن أصطحبك بسيارتى وندخل بعض محاور المدينة التى لا يزال القتال بها مستمرا وترى ماذا حدث والمعارك الشرسة التى خضناها لتحرير 70 % بالكامل من أحياء المدينة. نحن القوات الخاصة بدأنا الحرب مع الإرهاب بعد رجوعى من مدينة سبها بالجنوب الليبى فى فبراير 2013 ، فعند زيادة عمليات القتل والتصفيات لضباط الجيش والإعلاميين والقضاة توجهت قوات الصاعقة للمدينة لمواجهتهم، حاولنا السيطرة على المدينة، لكن الجماعات الإرهابية دائما تقوم بعمليات اغتيال خسيسة ومواجهتها تخص الأجهزة الأمنية والمعلوماتية بالدرجة الأولى المباحث العامة، المخابرات، الأمن الوطنى. هذه الجهات كانت فى تلك الفترة غير فاعلة فى بنغازي، فمنذ فبراير 2013 حتى بداية عملية الكرامة لم يكن هناك مركز شرطة يعمل، لا يوجد أى مظاهر للدولة الأمنية داخل المدينة. عندما وصلنا كقوات خاصة واجهنا حتى القضايا الاجتماعية كالقضايا الجنائية ونحن من يقبض على الجناة، فقمنا بجميع الأدوار التى تقوم بها الأجهزة الأمنية. كم عدد أفراد القوات الخاصة؟ نحن لدينا فى بنغازى ثلاث كتائب ومدرسة الصاعقة والمظلات، يوجد عدد كبير لكن الأرقام لا أستطيع الإعلان عنها، استشهد لدينا فقط فى القوات الخاصة أكثر من 600 شهيد عسكرى. عندما رجعنا من سبها كانت القوات الخاصة موجودة فى مدن غدامس وبنى وليد وطرابلس والكفرة وسبها فى كثير من المدن الليبية تقوم بدورها العسكرى بكل انضباط. متى تأسست القوات الخاصة فى ليبيا؟ تأسست القوات الخاصة فى 1971 على يد إخواننا المصريين ، وهى أول مؤسسة عسكرية التحقت بثورة 17 فبراير، والوحدة الوحيدة التى التحمت بالشعب الليبى وخاصة مدينة بنغازى هى القوات الخاصة، هل تعلم أن القوات الخاصة وقت خطف بعض الدبلوماسيين المصريين عام 2013 ، هى من حمت السفير والقنصل المصرى وكامل طاقم السفارة. السفير وكامل الطاقم فى نفس يوم خطف الملحق الثقافى كانوا جميعا فى منزلى وتحت حمايتنا لثانى يوم حتى مجىء الطائرة المصرية لمطار بنينا فى بنغازى وأوصلتهم بنفسى لسلم الطائرة. نحن الآن فى نهاية المعركة والدعم كان بسيطا جدا فى البداية، وقوة القوات الخاصة الآن وأسلحتها وذخائرها التى حصلت عليها من مدينة سبها وكان من تشكيل الكتيبة الأولى صاعقة، وكل الأسلحة والمعدات جلبناها إلى مدينة بنغازى وبدأنا المعارك مع التكفيريين وأنصار الشريعة. هناك بعض الأصوات للأسف تصر على أن هؤلاء ليسوا تكفيريين وأنهم ثوار، أرد عليهم نحن الثوار الحقيقيين، نحن لم ننحرف لم نبحث عن المال لم نبع وطننا، وما زلنا مستمرين فى حماية الشعب. دعنى سيادة العقيد أرجع لبدء الإعلان عن عملية الكرامة بقيادة اللواء خليفة حفتر فى ذلك الوقت قبل أن يعين قائدا للجيش الليبى.. لماذا تأخر إعلانكم إعلاميا الانضمام للعملية؟ لا.. تم انضمامنا إعلاميا بعد ثلاثة أيام لعملية الكرامة.. أصلا نحن كقوات خاصة كنا أعلنا الحرب على الإرهاب فى بنغازى قبل عملية الكرامة وكنا نبحث عن أى شخص يساندنا داخل أو خارج مدينة بنغازى فعندما تم الإعلان عن عملية الكرامة كانت هذه فرصة لنا، وبدلا من وجود 1000 شخص مقاتل أصبح معى 3000 مقاتل. قبل ظهور تنظيم داعش هل كانت أعداد أنصار الشريعة كبيرة وتسلحهم ضخمًا، أما ظهور داعش فهو ما أعطى القوة للتنظيمات الإرهابية؟ عدد أفراد أنصار الشريعة الحقيقى ليس كبير لكن مع كثرة الأموال لديهم ودعم الإعلام المأجور تم استعطاف جزء كبير من الثوار، وشراء البعض، وتم إقناع عدد من الصغار أن الحرب التى تتم الآن فى مدينة بنغازى أنها ليست حربا على الإرهاب، بل هى حرب من قبل رجال معمر القذافى ومفاهيم مغلوطة مثل هذا حكم العسكر ويريدون السيطرة على الحكم فالشباب وخاصة الصغير فى السن تم التغرير به.. وبعض الجهات الإعلامية كانت تسوق معلومات غير صحيحة وليست فى مصلحة الوطن وتم استغلال عدد كبير جدا من الشباب، فأنا أعلنت فى بيان القوات الخاصة فى بداية عملية الكرامة أن على الليبيين الشرفاء والثوار الشرفاء الانضمام للجيش فى محاربة الإرهاب، وأعلنت هذا رسميا. هل يتم دعم الجماعات الإرهابية لوجستيا وبأفراد أجانب بكثرة خلال هذه الفترة؟ بالطبع هناك دعم لا محدود للإرهاب فى بنغازى، يتم دعمهم بمقاتلين أجانب بالسلاح، وتصل سفن (جرافات) محملة بالسلاح والأفراد. دعنى أعلنها بصراحة ووضوح، نحن نحارب دولا تدعم الإرهاب دعما كاملا، أنا كليبى ووطنى ليس لدىّ أى مطامع غير تحرير البلاد من الإرهاب وحماية شعبنا من هؤلاء التكفيريين المستحلين لدماء شبابنا ونسائنا وشيوخنا وأيضا أطفالنا. هناك أقاويل أن قادة الجيش الليبى يريدون إنشاء مجلس عسكرى هل ترى هذا حلا لإنهاء الصراع السياسى؟ أريد أن أقول لك يا سيد أحمد، أنا موجود فى بنغازى ولا يهمنى كل المواضيع التى يتحدث فيها البرلمان والحكومة والمجلس العسكرى وخلافه، كل هذه المناقشات السياسية ليس لى علاقة بها نهائيا ولا أهتم بها من الأساس. أنا رجل يبحث عن الإرهابيين ويطاردهم، ونحن مصممون على تحرير كل شبر من أرض ليبيا من هؤلاء أما باقى المواضع لا نبحث عنها.. يشكلون مجلسا عسكريا يشكلون حكومة، ليس لى علاقة نهائيا، أنا أبحث عن أمن وأمان ليبيا وبالدرجة الأولى بنغازى. يتردد على مواقع التواصل الاجتماعى ومن النشطاء السياسيين أن سبب تأخر تحرير مدينة بنغازى وجود خلافات بين القادة العسكريين.. ما مدى صحة هذا الحديث؟ لا توجد خلافات وأنا أتحدث معك بكل صراحة، للأسف هذا نتيجة التسويق الإعلامى الموجود فى القنوات الفضائية وبعض النشطاء، نحن إعلامنا ضعيف واستغلوا هذا فى بث الدعايات والشائعات بأن هناك انقسامات بين قادة الجيش، نحن فى المعارك 24 ساعة لا يوجد لدينا وقت للاختلاف. توجد أزمات السياسية مع بعض المدن والمناطق مثل مدينة مصراتة هل التقارب بين القادة العسكريين يمكن يكون حلا لتقريب وجهات النظر والرؤى؟ مشكلة ليبيا هى فقدان المصداقية، فلو كل ضابط مسئول وكل ليبى وطنى صادق مع نفسه ومع الوطن كنا تجنبنا هذه المحنة ولم نصل لتلك النقطة. تصور أن بعض قادة الجيش فى المنطقة الغربية الآن يصرح بأن بنغازى لا يوجد بها إرهاب، ويرسخون أنهم يحاربون رجال النظام السابق، بنغازى يمارس فيها على مدار السنوات السابقة عمليات ذبح، أكثر من 550 شخصية اغتيلت داخل مدينة بنغازى ويظهر هذا أو ذاك على التليفزيون يتحدث أن بنغازى لا يوجد بها إرهاب، كيف ذلك؟.. نحن جلسنا صامدين سنوات نسمع فى كلام المؤتمر الوطنى السابق وقادة الإخوان الذين يظهرون على الشاشات يعبرون عن الوطنية وهم لصوص، لكن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى فتحركنا. هؤلاء الذين يزايدون علينا، كان بالإمكان منع دخول أى واحد لمعسكر الصاعقة بالقوة بل كان بإمكاننا فى 17فبراير إحكام قبضتنا على كامل المدينة وفرض عدم التجوال ولو كنا خرجنا نساند القذافى ما كتب النجاح للثورة، لكن الصاعقة كانت داعما كبيرا جدا للثورة الليبية ولكن للأسف كوفئنا باتهامنا أننا رجال النظام السابق وبأننا خونة للثورة الليبية. هل يوجد تواصل على سبيل المثال مع قادة وطنيين من مدينة مصراتة مثل العقيد سالم جحا؟ للأسف لم يتم التواصل رغم وجود شخصيات عسكرية وطنية، لكن نحن نحارب ولا يوجد لدينا لا الوقت ولا أدوات التواصل لنجلس ونتباحث الآن فقط أمامنا هدف واحد وهو دحر هؤلاء الإرهابيين وتخليص البلاد منهم. ماذا عن تعنت المجتمع الدولى فى تسليح الجيش الليبى.. وهل توجد أزمة تسليح حقيقية؟ نحن نحارب فى ليبيا من عام 2011 والآن فى السنة الخامسة وبالطبع السلاح يستهلك والذخائر تستنزف. ماذا عن مخازن الأسلحة التى كانت لدى النظام السابق؟ كثير جدا من مخازن السلاح تم الاستيلاء عليها، لأن الجيش احتوى عددا كبيرا ممن يسمون بالثوار وهذا ليس معناه أنه لا يوجد ثوار، فكثير من الثوار شرفاء مخلصون وطنيون وبكثرة، لكن سيطرت الجماعات الإرهابية والجماعات المتشددة على كثير من مخازن الأسلحة. الآن من أين يأتى السلاح؟ لا يوجد سلاح جديد ونكمل المعركة بالأسلحة التى لدينا والتى نستطيع الحصول عليها من بعض المناطق، فالعالم لا يزال يمنع تسليحنا. سيادة العقيد ذكرت أنكم تحاربون دولا تدعم الإرهاب.. هل هناك دعم عسكرى مصرى فيما يخص التسليح؟ هذا سؤال صعب الإجابة عنه، فهو من اختصاص رئاسة الأركان والقيادة العامة، لكن بالتأكيد لولا وقوف مصر معنا لكان الوضع مختلفا، برغم ذلك ترى التسويق الإعلامى الكاذب يتحدث أن العسكريين والجنود المصريين يقاتلون ضمن صفوف الجيش الليبى وهذا كلام كاذب، نحن الآن فى أحد ميادين القتال يمكن أن تخرج بنفسك لترى، لا يوجد لدى الجيش الليبى سوى أبنائه وأبناء الشعب الليبى المخلص، وكل ما يقال تضليل وكذب، لتضليل الرأى العام فى ليبيا، والقول إن الجيش الليبى غير قادر منفردا على هزيمة داعش وأنصار الشريعة. حاليا بعد تقدمكم بشكل ملحوظ كم يتبقى تقريبا من أعداد الدواعش وأنصار الشريعة؟ لا أستطيع تحديد رقم محدد لكنهم فى تزايد ويتم دعمهم بالمقاتلين من جميع الجنسيات، المعلومات السرية يفترض أن أجهزة الاستخبارات والمباحث العامة هى من تعمل عليها، فأنا كمقاتل من المفترض أن تأتينى هذه المعلومات فى أوراق يتم تبليغى أن فى هذا المكان أو الحى 2000 إرهابى على سبيل المثال كى نضع خطط التعامل معهم ومهاجمتهم. هل يوجد تنسيق استخباراتى معكم ويمدكم بالمعلومات؟ لا يوجد شىء، فلم يتم تفعيل هذه المؤسسات بشكل كامل وهذا سبب الفراغ الذى تسبب فى هذه الكارثة فأنا أقاتل فى الميدان وجهاً لوجه. لو قسمنا مدينة بنغازى لنسبة مئوية كم تحرر منها؟ ممكن القول إن الجيش الآن يسيطر على 70 % من المدينة وتم تأمينها بشكل كامل والمواطنون يمارسون حياتهم بشكل طبيعى. يتبقى 30 % هل تسيطر عليها الجماعات الإرهابية؟ لا ليس مسيطرا عليها بالكامل لكن فيها قتال، الآن المنطقة الموجود فيها العدو هى مناطق القوارشة والقنفودة وهى مناطق نائية ليست فى وسط المدينة بجانب منطقة الهوارى وحى الليثى أما باقى المناطق كالصابرى وسوق الحوت، فهى مناطق اشتباكات وليست سيطرة للإرهاب، وتأتى صعوبة القتال أنهم يستخدمون تكتيك حرب العصابات. هل لدى جماعات الإرهاب أسلحة ثقيلة مثل الدبابات والمدرعات؟ عندهم للأسف فقد تم دعمهم من الدولة خلال سنوات، لكن ليس بالنسبة للمعدات الثقيلة ليست بالكميات الكبيرة، ربما لديهم دبابتان، لكنهم يملكون عددا من المدرعات، والأهم أنهم لديهم عدد كبير من أجهزة التفجير عن بعد وتمكنوا من تلغيم كثير من المنازل فى الطرق المؤدية إليهم. نرجع بالحديث للوضع السياسى ورغم حديثكم عن عدم انشغالك بما يجرى سياسيا ما أمنياتك بخصوص الحوار الليبى الجارى أم ستبقى الكلمة للبندقية؟ أنا أتمنى أن يتم حقن الدماء وأن يتم الوصول لوفاق واتفاق أما الأجانب فلا حوار ولا نقاش، ووضع بنغازى الآن يختلف ففى بنغازى أجانب ومرتزقة إرهابيون فكيف نحاورهم، ولكن الشباب المغرر بهم يمكن أن نصل إلى حل معهم لأنهم فى النهاية ليبيون لكن الدخلاء لا حوار معهم. وماذا عن الحوار مع الجماعات الإسلامية المتشددة؟ أولا نحن فى ليبيا كلنا مسلمون وعلى كتاب الله وسنة رسوله، لا يوجد طوائف فى ليبيا فالشعب الليبى كله مسلم سنى والغالبية العظمى منا على المذهب المالكى، يعنى كيف تأتى لدولة إسلامية مثل ليبيا وتقول نحن نريد تطبيق شرع الله؟ المؤشرات العسكرية هل توضح زمنا محددا للانتهاء من تحرير باقى بنغازى؟ أقسم بالله العظيم لو المجتمع الدولى يدعم الجيش الليبى بالأسلحة حتى بالذخائر فقط سنتخلص من هؤلاء فى أسابيع بل أيام، نحن لدينا شباب يريدون الموت يقولون نريد الموت فى سبيل الوطن، فلو توفرت الذخيرة وبعض الأسلحة النوعية "ما يأخذون منا شىء" وسترون خلال الأيام المقبلة. وسألنى العقيد ونيس بوخمادة أنت هل شاهدت مدينة بنغازى؟ فجاء ردى أننى فوجئت بالحياة تدب فى أكثر أحياء المدينة والمحلات مفتوحة حتى منتصف الليل. فأضاف العقيد بوخمادة: ما رأيته هو الواقع ليس حقيقيا ما يردده الإعلام عن أن مدينة بنغازى مدينة منكوبة خالية من السكان، أغلب المدينة محرر ويعيش فى أمان ونحن نحاصر مناطق القتال وأخرجناهم على حدود المدينة والقتال معهم فى هذه المناطق فقط. داخل معسكر الصاعقة تحركنا مع العقيد ونيس بوخمادة بسيارته فى جولة داخل معسكر الصاعقة الذى هدمت أسواره وفجرت مبانى إقامة ضباطه من قبل أنصار الشريعة.. تحركت السيارة لندخل المعسكر الشاسع المساحة لنجد عمالا يبنون الأسوار وآخرين يدهنون فى بعض المبانى التى لم تفجر فسألت العقيد بوخمادة: أرى حركة بناء وتجديد للمعسكر.. هل الحكومة الحالية تعمل على توفير إمكانات مالية للقوات الخاصة؟ وبدا سؤالى وكأنه فتح غطاء بركان بداخل الرجل، فرد بكل حزم وحزن وقال هل ترى هذا العمل كله وبتبرعات عرب بنغازى من مواطنى بنغازى لم يصلنا قرش من الحكومة الحالية ، ونحن لا نريد شيئا، نحن نريد سلاحا وكرر الجملة ثلاث مرات. هل تقصد أنه لا توجد مخصصات للقوات الخاصة الليبية لتجديد معسكر الصاعقة؟. فرد بنفس الرد لا يوجد شىء نهائيا حتى العلاج ونقل المصابين هناك مشكلات، فعندما يصاب جندى فى المعركة يستمر أياما وأسابيع ويمكن شهوراً لحين توفير وسيلة لنقله للعلاج فى الخارج فى حين عندما يجرح إرهابى ينقل فورا عبر مراكب بالبحر لمدينة مصراتة أو سرت ومنها ثانى يوم إلى تركيا للعلاج هذا حالنا يا سيدى نحن نحارب بمفردنا. وجاءت لحظات صمت بعد هذه المفاجأة التى أذهلتنى ليقطعها العقيد ونيس ويبدأ بشرح نقاط القتال التى جرت داخل المعسكر، وشاهدت آثارها على الجدران المهدمة ومبانى المناطق المجاورة التى تنم عن شراسة هذه المعارك، وخلال ساعة كاملة تجولنا داخل المعسكر وفى المناطق المجاورة له وقد تحولت المنازل فيها لكتل إسمنتية مدمرة. قاطعته بسؤال هل أنتم واثقون لهذه الدرجة من النصر وأن المعسكر لن يسقط ثانية فى يد الجماعات الإرهابية المسلحة؟ فرد بكل قوة نعم نحن واثقون من النصر بعون الله، نحن أصحاب قضية وأصحاب عقيدة وأصحاب أرض وعرض ووطن والله لن يخذلنا. رجال الجيش الليبى جميعا على يقين بالنصر وبالفعل الحمد لله تم النصر وأخرجنا هؤلاء من أغلب المدينة ونحاصرهم فى المناطق المتبقية، ومع بعض الجهد والوقت والسلاح فقط قريبا لن يكون لهم موضع قدم داخل بنغازى بالكامل، فنحن نحارب بيد ونبنى معسكرنا باليد الأخرى، فهذا الشخص الذى يركب الشباك هناك مدرس صاعقة والواقف يحمل فرشة الدهان ضابط صف فى الصاعقة، بعضنا يحارب وبعضنا يبنى ومعنا شعب بنغازى، فكما قلت كل هذا بتبرعات الشعب وهناك أيضا بعض الشركات تعمل معنا بعمالتها مجانا وفجأة ونحن نتجول أشاهد بعض العمال المصريين يركبون أبوابا للغرف فبادرت بسؤالهم هل أنتم مصريون؟ فرد أحدهم: نعم مصريون من الفيوم ونعمل فى شركة للمقاولات تعمل على صيانة بعض المبانى فى معسكر الصاعقة وأوضح أنهم فى أمان بين أهلهم فى بنغازى، ويتعاملون بكل احترام ومحبة. ليتدخل ونيس بوخمادة فى الحديث ويقول هؤلاء جزء منا، فكثير من المصريين لم يتركونا خلال المعارك، فاذهب وشاهد المصريين فى سوق الخضراوات وفى محلات المدينة هم من يشيدون ويعملون على بناء مدينتنا وهم أهلنا ونحن أهلهم فما يحدث لنا يحدث لهم. سيادة العقيد هل يوجد عدد محدد للأجانب فى صفوف الإرهاب؟ لا أستطيع تحديد العدد لكن يوجد أجانب من جميع الجنسيات وقتلنا منهم الكثير، فالغالبية من تونس والجزائر ومصر ومن دول كثيرة وتزداد يوما بعد آخر خصوصا بعد التدخل الروسى فى سوريا بدأ عدد كبير منهم يدخلون ليبيا. ذات مرة رصدنا مكالمة لأحد الإرهابيين القادمين من سوريا يتحدث عبر الهاتف لأحد قادته فى سوريا ويقول له أنا حاربت فى أفغانستان وفى العراق وفى الشام، لم أر فى شراسة قتال الليبيين فى الميدان، فنحن شرسون فى قتال هؤلاء ، فالإنسان الذى يقاتل على مبدأ لابد أن يكون شرسا، فنحن نقاتل لأجل وطن لا نقاتل على منصب سياسى أو طمع مالى.. لينهى بوخمادة قلب الأسد كلامه: وما النصر إلا من عند الله ونحن منتصرون بإذن الله. آمر مدرسة الصاعقة والمظلات: الشباب المتطوع يحارب دون تدريب! بدأ المقدم ونيس عبدالله الفلاح آمر مدرسة الصاعقة والمظلات بالقوات الخاصة يشرح لنا رؤيتهم المقبلة للمعسكر والخطط المستقبلية، مدرسة الصاعقة والمظلات هى مصنع الرجال وإعداد وتدريب جنود وضباط الصاعقة، وكما ترى نحن بعد اقتحامنا لمعسكر الصاعقة واسترجاعه من الإرهابيين وجدناهم قد فجروا أغلب المبانى وهدموا جميع أسوار المعسكر وتركوا فقط أماكن ومعدات التدريب على أمل منهم أن يستخدموها فى تدريب مقاتليهم، لكن بمجهودات الشباب وأهل الخير فى بنغازى استطعنا أن ننجز 50 % من أسوار المعسكر وصيانة بعض المبانى وعن قريب ستبدأ دورات تدريبية داخل المعسكر. لدينا مجموعة من الشباب المتطوعين يحاربون معنا بدون تدريب مسبق، فلابد من تأهيلهم وتدريبهم بدورات تخصصية، ولدينا معلمون أكفاء ذوو خبرة كبيرة لإعادة مدرسة الصاعقة. نحن متوقفون الآن على تكملة صيانة المعسكر والتأكد من التأمين الكامل، فبالطبع لابد من تأمين الطلاب ونحن فى حاجة ماسة لكل ضابط وجندى فى المواجهات. لكن دعنى أؤكد أننا قريبا جدا سنبدأ فى أول دورة صاعقة ومظلات للعسكريين الجدد والمتطوعين.