أنور الدشناوى الكتان انتشر فى الثقافات والحضارات القديمة وتشير الأدلة إلى أنه تم استخدامه منذ عصر الملكة نفرتيتى فى مصر، ويزرع حاليا فى جميع أنحاء العالم، ولطالما حظى بتقدير متميز كعشبة طبية، فاستخدمه الفراعنة فى وصفات طبية عديدة، فى الروائح العطرية والتدليك لعلاج بعض الأمراض، كما أنهم حضروا من مسحوق بذوره لبخات، وقد ورد فى بردية إيبرز لعلاج الجروح والقروح والإكزيميا الرطبة وطرد الحرقة موضوعيا، ويحتوى أيضا على عناصر غذائية مفيدة لصحة الإنسان، خصوصا عشق المصريين لطبق الفول المدمس بالزيت الحار، الذى هوزيت الكتان فى كل صباح، وبرغم ذلك امتدت يد الإهمال وطالت هذا النوع الذى يعد مهما ورافد من رافد الحضارة المصرية القديمة، برغم أن لدينا أكثر من 600 صنف من أصوله المصرية من روافد الاقتصاد المصرى فقد يأخذ طريقه إلى الاندثار، لذا أردنا أن نعرف المزيد عنه من خلال د. محمد الهوارى، أستاذ بحوث الكتان ورئيس بحوث متفرغ - بالبنك القومى للجينات، فإلى تفاصيل الحوار.. هل الكتان له أصل وراثى ومسجل جينيا؟ نعم فعن أصوله الوراثية قمنا بجمع أصنافه فى عام 2003، أى قبل افتتاح البنك بعام، وقمنا فى 2004 بحفظ الكثير من النباتات من ضمنها الكتان. استطعتم أن تحصروا أصنافه فكم صنف للكتان؟ فى مصر استطعنا أن نسجل أكثر من 600 أصل وراثى تحمل جينات وصفات معينة. هل هناك صفات تتوافر فى الباحث الذى يقوم بجمع الجينات؟ أن يكون ملما بالعمليات الزراعية المختلفة ووسائل زيادة إنتاجية وحدة المساحة من محصول الكتان فى الظروف البيئية المختلفة والسائدة فى مناطق زراعته، وأن يتعرف على المركز الإحصائى ومناطق زراعة الكتان فى مصر، وكذلك التربة والدورة الزراعية وميعاد طرق الزراعة المختلفة، وكذلك على عمليات رعاية المحصول من ترقيع ومقاومة حشائش وتسميد ورى وحصاد، كما أنه يتعرف على كيفية تحديد الميعاد المناسب لتقليع الكتان وكمية المحصول والعوامل المؤثرة عليه. كم عدد المعاهد البحثية بالمركز والتى تهتم بهذا الصنف؟ هناك 17 معهدا بحثيا وكل معهد يعتبر كلية زراعة متخصصة، وهناك معهد بحوث المحاصيل البحثية، قسم بحوث الألياف والذى يقع تحته عملية حفظ الجين من الكتان ويتبع جنس الكتان أنواع كثيرة وبعض هذه الأنواع حولى وبعضها معمر، ومعظم نباتات جنس الكتان عشبية وتعيش فى قطاع واسع من درجات الحرارة والظروف الأرضية، وهناك نوع من الكتان يسمى vsitatissmum ويزرع كمحصول ألياف أو كمحصول زيت. ما الفرق بين النبات الكتانى كألياف وكزيت؟ الكتان ينقسم إلى قسمين، الأول ألياف وهو طويل ويستمد تفريعه من مسافات مسافات قريبة من الأرض، أما القسم الثانى الزيتى ففروعه كثيرة فيها كبسولات وبذور وزيت، وهذان القسمان لبيا حاجة السوق المصرى. متى بدأت زراعته فى مصر؟ الكتان نبات قديم فى مصر، بدأت زراعته واستخداماته منذ عصر الفراعنة، فاستخدمه القدماء المصريين فى عمليات التحنيط للمومياوات الفرعونية، فكانوا يلفون المومياء بالكتان، فتعتبر مصر هى الأولى من وجهة نظرى فى الشرق الأوسط بل وفى العالم التى زرعت الكتان واستخدمت ثماره، لأن موطنه هو حوض البحر المتوسط، كما أن فافلوف الروسى يرى أن الموطن الأصلى للكتان أفغانستان وبخارى والهند إلا أنه ألحق منطقة حوض البحر المتوسط وهى مصر وتونس والجزائر بالموطن الأصلى، واستنتج نوعا منزرعا هو النوع البرى المسمى باسم «لينيم أنجيستقوليم». أين يزرع الكتان فى مصر؟ الجو الحار الجاف لا يناسب الكتان وتتباين المساحة المنزرعة من الكتان بمصر فى السنوات الماضية من عام لآخر وتبلغ المساحة المنزرعة فى مصر نحو 30 ألف فدان منها مساحة 28269 فدانا، بالوجه البحرى موزعة فى محافظات الوجه البحرى كالتالى: البحيرة 3923 الغربية، 4725، كفر الشيخ 8380، والدقهلية 5275، دمياط 426، الشرقية 3986، الإسماعيلية 2200، المنوفية 147، القليوبية 207، ويزرع بمصر الوسطى مساحة 150 فدانا، بمحافظة الفيوم، ويمثل إنتاج جمهورية مصر من الكتان نحو 2.2 % من الإنتاج العالمى للكتان، وبذلك يمثل الوجه البحرى 99.4 % من المساحة الكلية. ما عدد المصانع التى تستوعب تلك الكميات؟ للأسف هناك شركة واحدة وهى شركة طنطا الزبون الأول لتلك الأصناف، ولذلك لدينا عيب خطير أننا نصدر دائما المادة الخام ونستورد مشتقاتها وما ينطبق على الكتان ينطبق على القطن وسائر الأنواع الأخرى. للكتان استعمالات على المستوى المحلى والدولى، فما تلك الاستخدامات؟ يسهم الكتان محليا فى العديد من الصناعات المهمة، حيث تستخدم أليافه الناعمة والطويلة فى صناعة المنسوجات الكتانية مثل اللينوه أو بعد خلطها بألياف القطن، كذلك فى الأقمشة السميكة الخاصة بالمفروشات المنزلية والتى تعرف مجاذا باسم «التيل»، إضافة إلى قلوع المراكب وخراطيم الحرائق وأوراق الطباعة والبنكنوت والدوبارة. ومن البذور يستخرج زيت الطعام «الزيت الحار»، كما يستخدم الزيت المغلى فى صناعة البويات والورنيشات ، فى حين يستخدم الكسب كغذاء لحيوانات اللبن، كما يستخدم ساس الكتان فى صناعة الخشب الحبيبى. يتم تصدير نحو 50 % من الألياف إلى بيوت الموضة العالمية الذين يتهافتون على الكتان المصرى لعمل الأزياء الفرعونية الجميلة، حيث يعد خامة ممتازة مقارنة بالأنواع الأخرى غير المصرية، وتوجد أصناف للكتان مثل سخا 1، ويزرع فى مناطق شمال ووسط الدلتا ومتوسط إنتاج الفدان من القش نحو 4.30 طن/فدان، ومن البذور 700كجم/فدان، ويعدا هذا الصنف مقاوما لمرض صدأ الكتان. سخا2 يزرع فى جنوب وشرق الدلتا ومحافظتى الفيوم وبنى سويف، ويبلغ متوسط إنتاج الفدان من القش نحو 4 أطنان/ فدان، ومن البذور 750كجم/فدان، وهو مقاوم لمرض صدأ الكتان، وهناك أصناف كتان جديدة سخا3، وهو من الطراز الليفى، وسخا 4، وأيضا من الطراز الليفى وجيزة 9 وتجود زراعته فى مناطاق شمال وجنوب الدلتا، وجيزة 10، وتجود زراعته فى شمال وجنوب الدلتا، ومتوسط إنتاج الفدان من القش 4.392 طن، ومحصول البذور 469كجم/فدان، ومحصول الألياف يصل 960كجم/فدان ومقاوم للبياض الدقيقى مقارنة بالأصناف المستوردة. هل هناك أمنية أو رسالة تحب أن توجهها بخصوص الكتان؟ أطالب الدولة بالاهتمام بالرقعة الزراعية لهذا النوع، حيث كان فى الماضى من ناحية الاهتمام بعد القطن مباشرة. لأن مشكلات المصانع جعلت الفلاح الذى يزرعه لا يستطيع بيعه، وبالتالى هناك البعض من المزارعين أصبحوا لا يهتمون بزراعته وتحولوا إلى زراعات أخرى. حتى لا تندثر هذه الأنواع منه، خصوصا مع تزايد المبانى ونقص الرقعة الزراعية.