شهدت مصر مظاهرات منذ أيام أمام وزارة الزراعة بالدقى مناهضة لاستخدام البذور المعالجة وراثيا، لكونها تشكل خطرا على سلامة وصحة الإنسان وبوار الأراضى الزراعية. وقد طالب المتظاهرون بوقف استيراد البذور من الشركة الأمريكية «مونسانتو» والتى تحتكر 70% من صناعة البذور فى العالم، مطالبين بوضع علامة مميزة على المحاصيل المزروعة بالبذور المهندسة ليعطى المستهلك الحق فى الاختيار عند استهلاكها لأن تلك البذور تحتوى على سموم ذات تأثير سلبى على صحة الإنسان والحيوان. وقد صدر فى نوفمبر الماضى 3 أحكام قضائية ضد شركة مونسانتو بحظر زراعتها لعدة محاصيل من بينها الذرة والباذنجان وتقدمت الشركة بطلب إلى لجنة الأمان الحيوى فى عام 2007 لتسجيل صنف معدل وراثيا من الذرة الصفراء باسم (عجيبةGY) من انتاج الشركة الأمريكية يمكنه مقاومة الثاقبات، وبالفعل تمت زراعته فى عدة محافظات مما أدى للعديد من المشكلات للفلاحين والتربة، خاصة بعد تجربة زراعة 100 ألف فدان فى الشرقية ببذور الذرة الصفراء المعدلة وراثيا وهى النتائج التى أكدها مركز متابعة الزراعة المعدلة وراثيا. وقد أشار خبراء المركز إلى أن تلك البذور تسبب السرطان وتليفا فى الكبد، مطالبين كافة الجهات المتخصصة بالتدخل للتخلص من تلك البذور الموجودة فى مصر ومنع دخول كميات أخرى منها، وعلى رغم من أن هناك قرارا لوزير الزراعة رقم 378 لعام 2012 بوقف استيراد تلك النوعية من البذور إلا أنه تم استيراد كميات كبيرة فى الفترة التالية لصدور القرار الوزارى. إضافة لكميات أخرى تبلغ 70 طنا دخلت مصر فى ديسمبر 2010، وأخرى فى 2011 وجميعها بدون أوراق رسمية لأنها تسبب زيادة الإنتاج. وقال أحد المصادر فى وزارة الزراعة إن أمراض التربة تعالج بالتعقيم الطبيعى أما استخدام مطهرات للتربة فهى الخطر لأنها تسبب مخاطر عديدة وتؤدى إلى مشاكل غير مستحبة فى النبات كما أنها قد تؤدى للإصابة بالسرطان إذا ما تناولها الإنسان، مؤكدا انها نتائج ثابتة عن عمل أبحاث على الفئران التى تناولت النبات المعدل وراثيا. وأضاف المصدر أن النبات غير المعدل وراثيا سعره مرتفع جدا لأنه أمن وعندما عرضنا خطورة استخدام البذور المعالجة وراثيا والمشكلات التى تنجم عنها وهل مصر تستخدم تلك البذور نفى المهندس صلاح معوض رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة أى وجود للبذور المعدلة وراثيا لافتا إلى أن هناك صنفا واحدا فقط من الذرة يسمى «عجيبةGy» ولكن تم التحفظ على كمية البذور والتقاوى الخاصة بالصنف فى 8 مارس 2012. وأشار إلى أن مصر بصدد تشريع مشروع قانون يحدد وينظم تداول وزراعة الحبوب والبذور المعدلة وراثيا مؤكدا أن هذا القانون سوف يتم عرضه على مجلس الشورى قريبا. جدير بالزكر أن الأغذية المعدلة وراثيًا هى الأطعمة المشتقة من الكائنات المعدلة وراثيًا وقد أدخلت بعض التغيرات إلى الحمض النووى للكائنات المعدلة وراثيًا عن طريق الهندسة الوراثية على عكس الكائنات الغذائية المماثلة التى تم تعديلها من اسلافها البرية من خلال التربية الانتقائية، تربية النبات والحيوان أو الطفرات. وقد طرحت الأغذية المعدلة وراثيًا لأول مرة فى السوق عام 1990 مثل فول الصويا والذرة واللفت الكانولا وزيت بذور القطن واعترض على الأغذية المعدلة وراثيًا لعددة أسباب منها إدراك أمان الأنسجة والمخاوف البيئية والاهتمامات الاقتصادية. وكان محصول الطماطم أول من نما تجاريًا فى الأغذية المعدلة وراثيًا فى محاصيل الغذاء وتم تعديله لكى تنضج من قبل شركة كاليفورنيا وأخذت calgene زمام المبادرة للحصول على موافقة هيئة الأغذية لصدوره عام 1994 وكان الترحيب من جانب المستهلكين الذين اشتروا الثمرة بسعر أكبر من سعر الطماطم التى تم بيعها فى اوروبا خلال عام 1996 وكانت تجربة السوق والتى أثبتت فى ذلك الوقت أن المستهلكين الأوروبيين تقبلوا الأغذية المعدلة وراثيًا وكان فول الصويا المعدل يقاوم للجليفوسات أو المبيدات الأعشاب والذرة مقاومة للحشرات والقطن المقاوم للأفات والبابايا هاوى مقاوم لفيروس البابايا والطماطم وبذور اللفت وقصب السكر والذرة الحلو والارز بها كميات عالية من فيتامين (أ) ويسمى الأرز النرجسى وهى ثلاثة جينات جديدة مدخلة اثنان من النرجسى والثالثة من البكتريا بالإضافة إلى العديد من الكائنات الدقيقة المعدلة وراثيًا تستخدم عادة كمصادر للأنزيمات لتصنيع مجموعة من الأطعمة المصنعة وتشمل هذه الأنزيمات انزيم الفا اميلاز من البكتريا والتى تحول النشا إلى سكريات بسيطة من البكتريا أو الفطريات التى تخلط بروتين اللبن لصنع الجبن من الفطريات مما يحسن من نقاء عصير الفاكهة. وكانت المساحة الإجمالية للأراضى المزروعة من الكائنات المعدلة وراثيًا قد زادت بنسبه 50 من 17 الف كم مربع (4.2 مليون فدان) من 900 كم مربع (222 مليون فدان) على الرغم من أن معظم المحاصيل المعدلة وراثيًا التى تزرع فى امريكا الشمالية فى السنوات الأخيرة قد شهدت نموا سريعا فى المنطقة المزروعة فى البلدان النامية على سبيل المثال عام 2005 كان أكبر زيادة فى مساحة المحصول المزروع بالمحاصيل المعدلة وراثيًا فول الصويا فى البرازيل 94 ألف كم مربع مقابل 50 ألف كم مربع فى عام 2004 وكان هناك توسع سريع ومستمر فى أصناف القطن المعدلة وراثيًا فى الهند منذ عام 2002 ويعد القطن المصدر الرئيسى للزيوت النباتية والأعلاف لتغذية الحيوان إلا أن نبات القطن القديم المستخدم فى الهندسة الوراثية أصبح ليس ملائما للمناخ فى الهند، وقد فشلت. وفى عام 2003 كانت البلدان التى تنتج أقل من 69 من المحاصيل المعدلة وراثيًا فىالعالم هى الولاياتالمتحدةالأمريكية 63 % والأرجنتين 21% والبرازيل 4% والصين 4% وجنوب افريقيا 1 % ويقدر مصنعو البقالة الأمريكية أن 75 % من جميع الأطعمة المُصنّعة فى الولاياتالمتحدة تحتوى على مكونات معدلة وراثيًا وخاصة الذرة BT التى تنتج المبيدات الحشرية داخل النبات نفسه وقد نمت على نطاق واسع هذه المدخلات التى تهدف إلى الاستفادة المالية من المنتجين وفوائد بيئية غير مباشرة وفوائد تكلفة هامشية للمستهلكين وأما الولاياتالمتحدة فى عام 2006 كان 89 % من المساحة المزروعة فول الصويا و83% من القطن، 61% من الذرة أصبحت أصنافا معدلة وراثيًا ومنها القطن ولهم سمة تحمل مبيدات الأعشاب وسمات الحماية من الحشرات. ولكن العديد من الدراسات التى تدعمها المزارع العضوية قد أكدت أن أصناف النبات المعدل وراثيًا لا ينتج محصولا أعلى من النبات الطبيعى ومع ذلك الدراسات العلمية المستقلة لم تتمكن من إثبات هذه الادعاءات وهناك دراسة لكبير العلماء فى المركز العضوى تشارلز بينبروك وجد أن جذور فول الصويا المعدلة وراثيًا لا تزيد من المحصول وتم إعادة النظر فى التقرير لأكثر من 8 آلاف و200 مساعد بالجامعة فى عام 1998 وجدوا أن جذور فول الصويا أثمرت 10.7% اقل من الأصناف الطبيعية المماثلة ووجدت الدراسة أن المزارعين استخدموا مبيدات الأعشاب الجذور فى الجذور الجاهزة من فول الصويا من 10.5 مرة أكثر من الأخرى التقليدية. فنجد أن الولاياتالمتحدة وكندا لا تطلب وضع علامات على الأطعمة المعدلة وراثيًا ولكن فى المناطق الأخرى مثل الاتحاد الأوروبى واليابان وماليزيا واستراليا تتطلب الحكومات وضع علامات حتى يمكن للمستهلك ممارسة حق الاختيار بين الأطعمة المعدلة وراثيًا أو التقليدية. وأسست بلدان كثيرة نظم وضع العلامات وأثبت بعض العلماء أن الأغذية المعدلة لها مخاطر غير موجودة فى المواد الغذائية التقليدية وفى عام 1998 فى معهد بحوث رويت ذكر أن استهلاك البطاطس المعدلة وراثيًا لها تأثيرات سلبية على امعاء الفئران. وعام 2006 قطعت الصادرات الأمريكية من الأرز إلى اوروبا عندما تأكد أن الكثير من المحاصيل بالولاياتالمتحده ملوثة بالجينات التى تم هندستها والتى لم يتم الموافقة عليها.