الطيب الصادق دائما ما كان يشكو سكان الصعيد من الإهمال والنسيان بعدما تجاهلته الحكومات السابقة، لكن مع إعلان حكومة إبراهيم محلب عن تنفيذ المشروع القومى الثالث المثلث الذهبى (قنا- سفاجا- القصير) والذى تبلغ مساحته 6000 كم مربع، ويسهم فى تنمية الصعيد من خلال إنشاء منطقة صناعية وزراعية وسياحية وتجارية يكون رأسه فى مدينة قنا، وقاعدته هى مدينتا سفاجا والقصير يعيد الأمل لأهالى الصعيد ويسهم فى تنمية الإقليم وإنهاء عقود من الإهمال والتجاهل. المشروعات المقترحة لتنمية هذا المثلث تتضمن مشروعات تعدينية منها مشروع استغلال خام الفوسفات وإقامة مصانع للأسمدة، ومشروع استخدام الخامات الأولية لصناعة الإسمنت من خامات الطفلة والحجر الجيرى، ومشروع استغلال خامات الذهب،ومشروع إنتاج الجازولين من الطفلة الزيتية، كما تتضمن خطة التنمية مشروعات زراعية تقوم على استغلال الأراضى الزراعية بمحافظة قنا،و مشروعات سياحية من خلال إقامة عدد من المنتجعات السياحية بمناطق دندرة واللقيطة ووادى قنا، وتطوير المنتجعات والقرى السياحية بين منطقتى سفاجا والقصير، ومجتمعات عمرانية جديدة، ومنها مدينة قنا الجديدة، بالإضافة إلى إقامة عدد من المدن الجديدة على السهل الفيضى على طريق قفط- القصير، وتنمية مدينتى سفاجا والقصير وإقامة تجمعات عمرانية فيهما إلى جانب مشروعات صناعية تقوم على تنمية المناطق الصناعية بمحافظات قناوسوهاجوالبحر الأحمر. الدكتور وليد الحداد الخبير الاقتصادى يشير إلى أن المشروع سيقام فى منطقة المثلث الذهبى بالصعيد الممتدة من ميناء سفاجا إلى القصير على ساحل البحر الأحمر شرقًا حتى محافظة قنا على ضفاف النيل، مشيرا إلى أن هذه المنطقة غنية بالمواد الخام اللازمة للصناعة وبها العديد من المزايا التى تتمتع بها حيث إنها تضم نحو 120 منجم ذهب، بالإضافة إلى احتوائها على عناصر معدنية عديدة وهو ما يجعلها على رأس أولويات الاستثمار فى مصر على الإطلاق، مشيرا إلى أن المشروع سيواجه مشكلة التمويل خصوصا أن الجميع حاليا يركز على شراء شهادات استثمار قناةالسويس مما يضع المشروع فى مأزق تمويلى لا يعرف من أين ستأتى الحكومة بتدبيره فى ظل عجز كبير فى الموازنة العامة للدولة وعدم وجود أدوات تمويلية حالية. وأشار إلى أن هناك مشكلتين تواجههما المشروعات الاستثمارية، هما طريقة تعامل الدولة مع المستثمرين وعدم تفعيل فكر تسهيل الإجراءات والتصاريح مع عدم الإخلال بالحفاظ على حق الدولة، وكذلك تغيير عقلية التعامل مع المستثمر والنظر إليه بعين الشك والريبة كما تعانى مصر من القوانين والتشريعات التى تعيق جذب الاستثمارات دون تعديلها، وعلى رأسها قوانين العمل والتراخيص والضرائب والتأمينات الاجتماعية، بالإضافة إلى الشروط الخفية التى تتحطم أمامها كل دراسات الجدوى والتى تهدم كل طموحات المستثمرين. وأضاف أن الصعيد من المناطق الأكثر إهمالا وفقرا وأقل تنمية، برغم أنه يمكن أن تبنى عليه دول، لأن الصعيد يمتد من الجيزة حتى حلايب وشلاتين، ويمتلك أكثر من ثلثى مساحة مصر يوجد فيها 10% فقط من حجم الاستثمارات الموجودة فى مصر وتتراوح نسبة البطالة من 30% إلى 40% وتصل نسب الفقر إلى 50% وبعض القرى تصل إلى 80% وتتمثل مشكلة الصعيد فى عدم وجود تنمية. من جانبه أكد محمود الشندويلى رئيس جمعية مستثمرى سوهاج أهمية المشروع الذى أعلنت عنه الحكومة فى منطقة المثلث الذهبى بالصعيد، حيث يمثل عنصرا مهما لجذب المستثمرين لمنطقة الصعيد ويمثل تحديا كبيرا أمام الحكومة للاستفادة من الموارد الطبيعية بالصعيد ، لافتا النظر إلى أن المثلث الذهبى الذى تسعى الدولة لاستثماره تزيد مساحته على 250 ألف فدان، ويمتد من قناجنوبا حتى مدينة دار السلام أحد مراكز محافظة سوهاج. وأوضح أن المشروع يهدف إلى إقامة قلعة صناعية جديدة، وإنشاء مركز صناعى وتجارى وتعدينى وسياحي، كما تصلح المنطقة لإقامة صناعات تعدينية منها مشروع استغلال خام الفوسفات وإقامة مصانع للأسمدة، ومشروع استخدام الخامات الأولية لصناعة الأسمنت من خامات الطفلة والحجر الجيري، ومشروع استغلال خامات الذهب، ومشروع إنتاج الجازولين من الطفلة الزيتية، مشيرا إلى أن تطوير البيئة التشريعية يعمل على توفير بيئة جاذبة للاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية والعمل على تيسير الخدمات، مضيفا أن المشكلة الرئيسية تتمثل فى البنية التحتية للمناطق الاستثمارية والصناعية، فضلا عن توقف تسكين المناطق والطرق غير الممهدة والمعاناة من توصيل مياه الشرب للمصانع وقطع الكهرباء بشكل مستمر وعدم الإحلال والتطوير، فضلا عن محاسبة بعض المناطق الصناعية فى الصعيد بتعريفة مختلفة عن المناطق الأخرى فى مصر. كما يؤكد الدكتور محرم هلال رئيس اتحاد جمعيات المستثمرين أهمية إنشاء وتنمية مشروع مثلث تعدينى ذهبى بصعيد مصر بهدف تعظيم الاستفادة من موارد مصر الطبيعية وثرواتها التعدينية بمحافظات الصعيد، مشيرا إلى أن إنشاء وتنمية المثلث الذهبى بصعيد مصر يسهم فى تحريك عجلة الإنتاج ليضاف إلى المشروعات القومية الأخرى التى أعلنتها الحكومة بجانب مشروع قناةالسويس ومشروع الساحل الشمالى الغربي، لتكون نواة حقيقية لخروج البلاد من كبوتها الاقتصادية موضحا أن المثلث الذهبى لا يقل أهمية عن مشروع "قناةالسويس" ويهدف إلى إقامة قلعة صناعية جديدة وإنشاء مركز صناعى وتجارى وتعدينى وسياحى يمثل طفرة كبيرة لتنمية جنوب الصعيد. ورحب د. هلال بالمشروع ودراسة المستثمرين بالدخول فى المشروعات القومية التى أعلنت الحكومة عنها ومنها المثلث الذهبى لأن هذه المشروعات تسهم فى زيادة القيمة المضافة للبلاد وتحريك عجلة الاقتصاد والاستفادة بالموارد الطبيعية المتاحة فى كل أنحاء الجمهورية . وذكرت دراسة للهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، أعدها الباحث الرئيسى بالمشروع الدكتور ممدوح عابدين، رئيس شعبة التطبيقات الجيولوجية والثروة المعدنية بالهيئة أن منطقة المثلث الذهبى تحتوى على العديد من الخامات المعدنية الفلزية مثل الذهب والكروم والحديد واليورانيوم والخامات المعدنية اللافلزية مثل التلك والإسبستوس والمنجنيز والطفلة الزيتية والفوسفور، بالإضافة إلى الخامات الأولية التى تدخل فى صناعة مواد البناء، وكذلك الكوارتز والفلسبار اللذان يدخلان فى صناعة السيراميك، مشيرة إلى أن مصادر المياه فى منطقة المثلث الذهبى تتراوح بين المياه الجوفية والمياه السطحية وبعض خطوط (أنابيب) المياه حيث تمثل المياه الجوفية موردًا مهمًا للمياه العذبة وتتعاظم أهميتها كونها المصدر الأساسى فى صحارى مصر، وتوجد خزانات المياه الجوفية فى صخور المثلث الذهبى مرتبة من الأقدم للأحدث. وأوضحت الدراسة التى جاءت بعنوان عنوان "نحو تنمية مستدامة للمثلث الذهبى لمحافظة البحر الأحمر"، أن الموقع الجغرافى للمنطقة أسهم فى تسهيل عملية الربط والاتصال بين الساحل والوادى من خلال شبكة الطرق البرية العرضية هذه والتى تربط الوادى بساحل البحر الأحمر مروراً بالصحراء الشرقية من حيث اعتماد مدن وادى النيل على موانئ البحر الأحمر وخليج السويس فى مزاولة كثير من الأنشطة المتعددة، كما تم ربط السياحة الترفيهية والعلاجية على الساحل بتلك السياحة الثقافية والتاريخية فى مدن وادى النيل ويحتوى المثلث على طريق سفاجا- قنا كما يحتوى على طريق"القصير- قفط"ويبلغ طوله 174كم وعرضه 7.5 متر. وأضافت الدراسة أن منطقة المثلث الذهبى تمتد من ساحل البحر الأحمر فى الشرق حتى نهر النيل بالغرب وتنتشر بهذه المنطقة العديد من الصخور الصلبة التى تتبع صخور القاعدة بالإضافة إلى الصخور الرسوبية ويمكن استخدام الصخور الصلبة كأحجار للزينة والواجهات، ويمكن استخراج الفوسفات والجبس من الصخور الرسوبية، ويمكن استخدام الحجر الجيرى والطفلة والجبس كخامات أولية لصناعة الإسمنت.