رشا عامر برغم أن الدولة الإسلامية لم تكن فى بدايتها سوى مجموعة متواضعة من المجاهدين، فإنها فجأة أصبحت خارج السيطرة، إذ تحولت من مجرد جماعة جهادية إلى وحش يريد هزيمة الجميع وبسط سيطرته عليهم.. والسؤال: كيف نمت هذه الجماعة؟ وكيف لم نلحظها؟ وما الأخطاء التى ارتكبتها الجهات الفاعلة سواء المحلية أم القوى العظمى لكى تمكن الدولة الإسلامية مما هى عليه اليوم ؟ مجلة الإكسبريس الفرنسية قدمت عدة تحليلات لمحاولة الوصول إلى الفاعل الرئيسى وراء هذا التضخم غير المفهوم لهذه الجماعة، وتوصلت إلى أنهم ثلاث جهات فاعلة وإقليمية تقع عليهم المسئولية.. الجهة الأولى هى دول الجوار مثل الخليج وإيرانوتركيا فقد ظهرت الدولة الإسلامية على استحياء فى العراق عقب الغزو الأمريكى عام 2003 قبل أن تستقر فى سوريا مستفيدة من الحرب التى تدور هناك والشىء المثير للعجب أنها أحدثت تقدما فى الأشهر الأخيرة برغم أن تقدمها هذه أدى إلى تعبئة دولية قادت بدورها إلى غارات جوية أمريكية على مواقع هذه الدولة. فما الأخطاء التى ارتكبتها الدول العظمى واللاعبين الإقليميين فى المنطقة أدت إلى استفحال ما عرف سابقا بداعش وحاليا بالدولة الإسلامية؟ ليس من قبيل المصادفة بالطبع أن تولد الدولة الإسلامية من رحم العراقوسوريا حيث كان حكم صدام حسين وحافظ الأسد على مدى عقود..فلأنهما سعيا وبتشجيع من معاونيهم إلى سحق المعارضة المعتدلة وقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتدمير الحياة السياسية، فقد أدى ذلك إلى حفر خنادق التعصب. فالأنظمة العربية المستبدة هى التى صنعت هذا التطرف من خلال قمعها الوحشى لأى صوت معارض برغم أنه كان معتدلا. وفى السنوات الأخيرة ومع انهمار أمطار الربيع العربى المصحوب فى بداياته ببعض الإحباطات السياسية عمل ذلك على تغذية تدفق الجهاديين، ولعل انضمام الآلاف من السوريين لداعش هو خير دليل على ذلك. وعلى نطاق أوسع فإنه لا يجب تجاهل استقطاب الدولة الإسلامية للعديد من المسلمين فى 80 دولة، وهذا إن دل فيدل على فشل أنظمة هذه البلدان الغربية سياسيا، فلا يمكن تحميل الفشل السياسى على الدول الشرقية فقط. فتركيا شريكة فى الكارثة بغض طرفها عما يحدث على حدودها. ففى إطار معارضتها لنظام الأسد، غضت تركيا بزعامة أردوغان الطرف عن مرور الجهاديين عبر حدودها معتقدة أنهم سوف يساعدوها فى إضعاف النظام السورى. ويصف المحلل السياسى جون ماركو بأن سياسة أنقرة لا تخلو من التناقضات .. فقد تم اتهامها بدعم جبهة الدولة الإسلامية وجبهة النصرة عندما هاجموا الميليشيات الكردية السورية المرتبطة بحزب العمال الكردستانى التركى، والذى يمثل عدوا داخليا ولم تحسب تركيا عواقب قراراتها هذه على المدى الطويل. وبالتالى فعندما طالتها نار الجهاديين وتهديداتهم سرعان ما غيرت لهجة خطابها ليخرج علينا وزير خارجيتها ليتهم النظام السورى بأنه شريك للدولة الإسلامية ! أما بالنسبة للدول الخليجية فرغم أنها لا تدعم بشكل مباشر الدولة الإسلامية لاتهام هذه الأخيرة لهم بأنهم أنظمة مرتدة، فإنهم شجعوا قيام بعض الشبكات السلفية فى أعوام 1980 عندما بدأ التشدد يغزو العالم الإسلامى وقد واصلت هذه الشبكات السلفية فى العمل والنمو طوال العقدين الماضيين تحت المسميات المختلفة لتشجيع التطرف والظلامية. نأتى لإيران التى تسببت فى استياء أهل السنة بالمنطقة العربية كلها عقب تدخلها فى النظام السورى لدعم بشار الأسد ودعمها الدائم لنورى المالكى فى العراق. ويرى الباحث المتخصص فى الشأن الإيرانى "برنارد هورساد" بأن التزام إيران بذلك نتج عن كونها دولة منبوذة من الدول الأخرى منذ نحو 35 عاما، الأمر الذى استغلته دول الخليج والغرب لكى يضعفوها مستفيدين من الأزمة السورية ومتهمين إياها بأنها وراء المد الشيعى فى المنطقة لتسارع طهران فى محاولة لحفظ توازناتها الداخلية غير المستقرة أساسا بين المحافظين والمعتدلين بدعم رئيس وزراء العراق الجديد لكسب ثقة السنة بعد التخلى عن دعم نورى المالكى. وتكون النتيجة هى اعتراف واشنطن وباريس والرياض بوجوب إعادة إشراك طهران بإدارة الأمن الإقليمى للمساعدة فى التغلب على هذه التوترات وإيجاد سبل لمكافحة الدولة الإسلامية بشكل فاعل ليتغير الوضع الإقليمى على الساحة السياسية على يد الدولة الإسلامية، خصوصا عندما تضع الرياض يدها فى يد طهران لمحاولة إيجاد حلول، وليصبح أعداء الأمس هم أصدقاء اليوم الذين يسعون لعدم تكرار أخطاء الماضى بعدم إنتاج المزيد من الأنظمة المستبدة التى تصدر التطرف وعدم كسب المزيد من عداوة أهل السنة. أما بالنسبة للغرب فعليهم أن يتصرفوا بحذر شديد جدا، خصوصا فيما يتعلق بالتدخل. فدعمهم العسكرى للأكراد جاء بعد الفظائع التى ارتكبت ضد المسيحيين والأقلية اليزيدية فى منطقة استثمرت فيها الشركات الكبرى نحو 10 مليارات دولار.. فى حين أن نفس هذا الغرب لم تتحرك له ساكنة للمجازر التى ارتكبها بشار الأسد ضد السوريين..كل ذلك يدعو السنة للشعور بالريبة إزاء أى قرار غربى بالتدخل. وهذا التصور يعزز من الأيديولوجية التى رسمتها الدولة الإسلامية لنفسها عندما أعطت لأتباعها شعورا بأنها ستؤسس دولة حقيقية تنتقم للسنة العراقية عن طريق رفضهم للتبعية الغربية .. أنها دولة انتقام العالم السنى. النقطة الثانية تتمثل فى استفادة الدولة الإسلامية من أخطاء الولاياتالمتحدة والمالكى فى العراق.. بداية يعترف المراقبون الدوليون بأنهم أخذوا على حين غرة عندما استولت الدولة الإسلامية فى العراق والشام على أكبر مدينة فى العراق وهى الموصل يومى 11 و12 يونيو 2014 . ولدت الدولة الإسلامية فى العراق قبل انتقالها واستقرارها فى سوريا مستفيدة من رحى الحرب الدائرة هناك، حيث استولت على الأراضى فى خمس محافظات عراقية منها الموصل ثانى أكبر مدينة هناك لتعلن الخلافة على المناطق الخاضعة لحكمها محاولة بسط نفوذها على مناطق الحكم الذاتى الكردستانى، برغم الغارات الجوية الأمريكية والتى جاءت بنتائج عكسية، حيث واصلت الجماعة صعودها الصاروخى ليطرح السؤال نفسه..ما أخطاء الدول العظمى واللاعبين الإقليميين وبعض الدول القديمة والحديثة؟ هل هم الذين سمحوا للدولة الإسلامية بالوصول إلى السلطة فى سابقة هى الأولى من نوعها لم يشهدها تاريخ الحركات الجهادية فى العالم؟ يكمن مفتاح نجاح الدولة الإسلامية فى العراق بعدما اقترفت الولاياتالمتحدة سلسلة من الأخطاء بدءا من التدخل العسكرى عام 2003 وانتهاء بحكومة نورى المالكى (2006-2014) والذى يعتبر أحد أهم المسئولين عن هذه الكارثة. نذهب إلى الخطأ الأول والذى يمكن تسميته بالفشل الأمريكى الذريع.. ففى عام 2003 ارتكبت الولاياتالمتحدة أولى حماقاتها بقرارها اجتثاث حزب البعث ليجد مليون شخص "سنى" فى الحزب والجيش والأجهزة الأمنية.. أنفسهم مستبعدين ومنبوذين من قبل الأمريكيين. الأمر الذى أخل ينظام البلاد وعطلها وخلق مجموعة من الأفراد المؤهلين للانضمام إلى أى تمرد . يقول الباحث السياسى رومان كالييه إنه فى أعقاب حركات الجهاد السلفى وتهميش السنة على يد الشيعة أصبح الحكام الجدد للبلاد هم العدو الأول لأهلها فالأمريكان ذهبوا وبقى الشيعة. واستنكر قادة الإسلام الراديكالى ماحدث لإخوانهم السنة وما انتظرهم من وذكرنا رد فعلهم بما فعله البعثيون القدامى ضد الإسلاميين فى عهد صدام حسين. ويشير الباحث الفرنسى إلى أن مجموعة من الضباط السابقين فى النظام القديم والذين تحولوا إلى العقيدة الجهادية هم الذين يمثلون الآن العمود الفقرى للدولة الإسلامية وهو الذى يفسر كفاءتهم المهنية. فعلى حد تعبير الباحثة فى معهد الحرب جيسكا لويس فى التقرير الذى نشرته صحيفة فاينانشال تايمز فإن العمليات التى يقوم بها جيش الدولة الإسلامية يذكرنا بسلوكيات الجيش وليس بسلوكيات الجماعات الإرهابية. الخطأ الثانى التعديلات الدستورية التى أجريت عام 2005 تحت وصاية واشنطن والتى بنيت على أساس طائفى وعرقى وسعت إلى تقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات هم الشمال الكردى والغرب والوسط السنى والجنوب الشيعى، لكن مع تمكين أوسع للأكراد وتهميش السنة على يد الراعى الأمريكى وتوفير أرضية ملائمة لتنظيم القاعدة. الخطأ الثالث التخلى عن مجالس الصحوة لتسهيل انسحاب قواتها عمدت الولاياتالمتحدة فى محاولة لتصحيح الوضع عام 2006 إلى إنشاء ميليشيات سنية سميت بالصحوة، كانت مهمتها محاربة القاعدة بتمويل من الولاياتالمتحدة وتوقعت القبائل السنية أن تتمتع باستقلاليتها فى مقابل تحولها ضد الجهاديين، ولكن الذى حدث أن الأمريكيين حرصوا على الخروج من المستنقع العراقى تاركين هذه الميليشيات فى قبضة نورى المالكى الذى سعى إلى تأجيج الاستقطاب الطائفى بعدما أهان قادة الصحوة والذى يبلغ عددهم حوالى 100 ألف رجل كانوا قد تمكنوا من تقليل خطر تنظيم القاعدة بالفعل، وذهب وعد المالكى بضم هؤلاء القادة للجيش النظامى أدراج الرياح بعدما استبعد معظمهم ولم يضم سوى قلة قليلة منهم. ليصبح قادة هذه الميليشيا هم قادة ما تم تسميته بالدولة الإسلامية فى العراق. أبعد كل ذلك هل يوجد من يتساءل كيف لهذه الجماعة تحقيق كل هذا النجاح والسيطرة على العديد من المدن الرئيسية فى العراق ؟ إنه ما يسمى بالزخم الشعبى. فنورى المالكى ظل مغيبا فى سياسته الطائفية المستندة إلى الدعم الشيعى والذين يمثلون أغلبية تصل إلى 65 % من السكان ولكن تم تهميشهم على مدى القرون الماضية. ولكن هاهو المالكى برغم كل هذه الأغلبية يواجه معارضة الزعماء السنة الذين واجهوا قمعه لهم مطالبين إياه بالرحيل. ويصف رومان كاييه هذه اللحظات قائلا "شعر السنة بانهم مواطنون درجة ثانية بعد أن كانوا يمثلون النخبة. فلقد تم تقليل شأنهم مما أدى إلى تغذية الشعور بالرغبة فى الانتقام وهو ما يفسر إلى حد كبير تفوق شعبية الدولة الإسلامية فى العراق خصوصا بين سنتهم. وهو الذى يفسر سيطرتهم على العديد من المدن دون امتلاكهم أسلحة ثقيلة أو طائرات. النقطة الثالثة هى أخطاء سوريا وتدهور أزمتها تتحمل الإدارة السورية بالمثل مسئولية انتعاش الدولة الإسلامية، فالأخطاء التى ارتكبها اللاعبون فى الأزمة السورية ساعدت على تعضيد هذه الدولة وتقويتها ولعل ذلك يرجع بالدرجة الاولى إلى التسويف الغربى.. فلقد وقف الغرب عاجزا عن وقف الدوامة التى تحدث فى سوريا منذ ما يقرب من ثلاث سنوات خصوصا عندما تباطء فى مساعدة "المعارضة المعتدلة" منذ عام 2012 فى الوقت الذى لم تتوان فيه كل من روسياوإيران وحزب الله عن إعلان دعمهم وتأييدهم للنظام الذى فقد أرضية كبيرة خلال العام الأول للثورة برغم تفوقه العسكرى. حتى الشحنات الفرنسية المرسلة إليهم والتى تم الكشف عنها أخيرا لم تصلح من الأمر شيئا.. وفى هذا الصدد يشرح المحلل السياسى توماس بيرييه المتخصص فى الشأن السورى أنه فى منتصف عام 2012 كان المتمردون فى حاجة إلى دفعة كبيرة لزعزعة نظام الحكم، الذى كان يترنح فعليا وقد قامت دول الخليج بتقديم الكثير من الأسلحة ولكن بشكل متقطع وغير منتظم دون أن يعرف أحد أسباب هذه الانقطاعات. وقد أدى ذلك إلى زيادة الشعور بخيبة الأمل وانقسام هذه الجماعات المعارضة بسبب نقص السلاح والتمويل واتجاه العديد منها فى نهاية المطاف إلى الألوية اللوجستية، لا سيما الموجودة فى العراق والتى رأوها أكثر اتساقا معهم. وتضاعفت الكارثة بعد قرار إلغاء الضربات التى كان مخططا لها فى أعقاب مذبحة الأسلحة الكيماوية فى أغسطس عام 2013 ويصف بييريه ماحدث لأنه كان له تأثير مدمر على معنويات ومصداقية قوى المعارضة والتى مثلت هذه اللحظة بالنسبة لهم نقطة تحول فارقة . ففى هذه اللحظة أدرك الجهاديون أن الزمن يلعب لصالحهم ليس فقط الدولة الإسلامية، لكن أيضا جبهة النصرة التى تبدأ محاولات تجنيد أعضائها إلا إبان خريف 2013. وعندما بدأت الدولة الإسلامية فى سوريا فى الاستحواذ على كل شىء على حساب المتمردين الآخرين استغل نظام الأسد ذلك وقصف العديد من الأراضى التى اعلنت تحررها. أما جهاديو الدولة الإسلامية فقد تنحوا سريعا عن مواجهة الجيش السورى وفضلوا تعزيز قبضتهم على المناطق التى يسيطرون عليها. والواقع يؤكد أنهم لم يبدأوا فى مهاجمة الجيش السورى وإحراز نجاحات مذهلة إلا فى شهر يوليو بعدما عززوا ترسانتهم بالأسلحة التى استولوا عليها من الجيش العراقى. ويرى بيرييه أن بشار الأسد ليس بالغباء الشديد الذى يجعله يتصور أن الدولة الإسلامية سوف تتحول ضده، باعتبار أنه فى هذه الحالة سيستعين بالغرب الذى سيتدخل للقضاء على كل المعارضين دفعة واحدة.. فتلك الآمال ليس لها أى أساس من الصحة، وذلك استنادا إلى رأى العديد من الدبلوماسيين وقادة الأجهزة الأمنية الغربية الذين أبلغوه بذلك بشكل سرى. ويصف رومان كاييه المتمردين بأنهم خليط من الجماعات المتباينة التى فشلت فى إقامة دولة فى المناطق المحررة خلافا لما فعلته الدولة الإسلامية فى الرقة شرق سوريا. فالمتمردون تركوا المدينة لكى يتم الاستيلاء عليها مراهنين على رفض السكان أنفسهم بعد إصابتهم بالملل، ولكن ها هو الواقع يبرز لنا الفوضى والمجاعة والقصف الذى كان يتقاسمه الجميع تحت القيادة السورية، والذى تحول إلى قليل من الاستقرار على يد الدولة الإسلامية ليصبح "قضا أخف من قضا"، وبرغم أن الشعب السورى لا يحب هؤلاء الجهاديين ولكن للأسف فإن معاقلهم تحفل بالخبز والوقود ولكن فى إطار من التجهم والصرامة والتشدد. ساعدت الدولة الإسلامية فى تقويض جهود الجماعات الأخرى من خلال التدمير المتعمد للهياكل المدنية التى حاولت المعارضة إقامتها.. وقد برز ذلك من خلال القضاء على رئيس المجلس المحلى فى أرقة عبدالله حليل فى مايو 2013 وقتل مسئولين آخرين. على الجانب الآخر لم تكن داعش مهتمة سوى بتخريب جهود منافسيها بزعم السيطرة على حقها الحصرى فى حكم المناطق المحررة. خطأ آخر ارتكبته الجماعة السلفية والجهادية فى حربها اليوم ضد الدولة الإسلامية وهو أنهم تأخروا فى الرد على انتهاكات هذه الجماعة بما فى ذلك مهاجمة رجالهم علنا. فالدولة الإسلامية اختطفت أمير النصرة فى الرقة فى سبتمبر 2013 وقد انتظر قادة الجماعة حتى يناير الذى يليه كى يخوضوا حربا بمساعدة مجموعة كبيرة من المتمردين ضد الدولة الإسلامية. وفى الرقة استغلت داعش التزام الجهاديين الآخرين بمبدأ وحدة الصف لكى تقضى على الجماعات المتمردة الواحدة تلو الأخرى بدءا من فصائل الجيش السورى الحر. وعندما قضت الدولة الإسلامية على لواء أحفاد الرسول فإنه لا جبهة النصرة ولا أحرار الشام شعروا بأى قلق ولا حتى أعلنوا رفضهم أو شجبهم او استياءهم لما حدث، وذلك ربما لرفضهم محاربة المجاهدين الآخرين أو خوفهم من حدوث انشقاقات داخل صفوفهم فى حال إعلانهم الحرب على الدولة الإسلامية مما يعنى تقوضهم لصالحها. ويرى رومان كاييه أن الهجوم الذى شنه المتمردون ضد الدولة الإسلامية فى يناير الماضى كلفهم الكثير إذ يندرج ذلك تحت مسمى الأخطاء الإستراتيجية البحتة فما حدث أضعفهم فى مجال نضالهم ضد النظام، حيث فقدوا الآلاف من رجالهم واضطروا لانتظار الدعم الخارجى قبل أن يتحولوا مرة أخرى ضد الدولة الإسلامية.