قد يكون الاسم غريبا على المسامع، و قد لا يعرفه الكثيرون، ولكن عند مطالعة نشرة الأخبار كعادة الشعب المصري، سيجد تتابع استخدام كلمة "داعش" ضمن أخبار العالم العربى وبالأخص فى أخبار سورياوالعراق. و "داعش" هى الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف اختصارا، ولكن للأسف ليست دولة إسلامية بالمعنى الذى نريده، أو الذى نعرفه من تطبيق للشريعة الإسلامية، بل إنه يسير على نفس نهج جماعة الإخوان الإرهابية، و ينتهج دربا فى التمويه والتشويش عن الأسباب الحقيقية لوجودها. ويعتبر "داعش" تنظيم مسلح موصوف بالإرهاب، يتبنى الفكر السلفي الجهادي، ويهدف أعضاؤه إلى إعادة"الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة"، ويمتد في العراقوسوريا، تزعم التنظيم "أبوبكر البغدادي"، الذى بدأ فى العمل بمشروعه بتكوين الدولة الإسلامية في العراق في 15 أكتوبر 2006. ويضم داعش عناصر من جنسيات مختلفة، تبنت العديد من العمليات النوعية داخل العراق, وبعد مقتل أبو عمر البغدادي في يوم الاثنين 19/4/2010 أصبح أبو بكر البغدادي زعيما لهذا التنظيم، وشهد عهد أبي بكر توسعاً في العمليات النوعية المتزامنة (كعملية البنك المركزي، ووزارة العدل، واقتحام سجني أبو غريب والحوت), وبعد الأحداث الجارية في سوريا واقتتال الجماعات الثورية والجيش الحر مع نظام بشار الأسد تم تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام أواخر سنة 2011 وفي نيسان 2013، أعلن البغدادي توحيد "دولة العراق" و"جبهة النصرة" لإنشاء "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، لكن "جبهة النصرة" رفضت الالتحاق بهذا الكيان الجديد، وينشط كل من التنظيمين بشكل منفصل في سوريا. ويقدر عدد مقاتلي "داعش" في سوريا بما بين ستة وسبعة الآف، وفي العراق بما بين خمسة وستة الآف، وفق إحصائيات الباحث تشارلز ليستر في مركز "بروكينغز" في الدوحة. وفيما خصّ جنسيات مقاتلي "داعش"، فإن معظم المقاتلين على الأرض في سوريا هم سوريون لكن قادة التنظيم غالباً ما يأتون من الخارج وسبق ان قاتلوا في العراق والشيشان وافغانستان وعلى جبهات اخرى.- في العراق معظم مقاتلي داعش هم عراقيون. ووفق الخبير في الشئون الإسلامية رومان كاييه من "المعهد الفرنسي للشرق الأوسط"، فإن عددًا من قادة التنظيم العسكريين عراقيون أو ليبيون في حين أن قادته الدينيين من السعودية أو تونس. ولم تعلن "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ولاءها لزعيم "القاعدة" أيمن الظواهري الذي سمى "جبهة النصرة"، الجناح الرسمي للتنظيم في سوريا. لكن ل"داعش" نفس العقيدة الجهادية التي للقاعدة معتبرة أن إنشاء دولة إسلامية في سوريا مرحلة أولى لقيام دولة الخلافة. لا يبدو أن الدولة الإسلامية في العراق والشام تحظى بدعم معلن من دولة معينة، وبحسب محللين يحظى التنظيم بالقسم الأكبر من الدعم من جهات مانحة فردية معظمها من الخليج. وفي العراق يتبع التنظيم لشخصيات عشائرية محلية. ورحبت المعارضة السورية في البداية ب"الدولة الإسلامية في العراق والشام" لأنها حظيت بدعم مجموعة جيّدة التدريب والتجهيز. وتعاون التنظيم مع "جبهة النصرة" ومجموعات إسلامية أخرى خصوصاً "أحرار الشام" لمحاربة النظام. لكن رغبتها في الهيمنة والتجاوزات التي ارتكبتها خصوصا أعمال الخطف التي طاولت ناشطين وصحافيين اجانب، وقتل مدنيين ومقاتلين في تنظيمات معارضة أخرى دفعت بثلاثة تجمعات متمردة أساسية إلى محاربتها. وأخلى أعمال داعش، والتى بدأ الشعور بالخطر منها ومن تأثيرها وتوغلها فى الأراضى العراقية، وإمكانية تهديدها للأمن القومى العربى، هو سيطرة المسلحين على مدينة الموصل العراقية وكان مسلحون متشددون قد فرضوا في وقت سابق سيطرتهم على مدينة الموصل العراقية في محافظة نينوى شمال البلاد، حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس" نقلا عن مسئولين محليين. وأفادت وسائل إعلام عراقية نقلا عن مصادر أمنية بأن عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي استولوا على مقر محافظة نينوى بالمدينة بعد اشتباكات ضارية مع قوات الأمن استخدم فيها المسلحون الذين بلغ عددهم مئات الأشخاص، قذائف صاروخية وبنادق قناصة ورشاشات ثقيلة. كما تقدم المسلحون بعد سيطرتهم على أطراف واسعة غرب المدينة نحو مطار عسكري ومركز للشرطة، وتمكنوا من الاستيلاء عليهما. وأسفر هجومهم على مركز الشرطة عن هروب مئات السجناء. وذكرت وسائل الإعلام العراقية كذلك أن آلاف سكان الموصل توجهوا إلى محافظتي أربيل ودهوك المجاورتين هرباً من المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الأمن من جهة وعناصر "داعش" من جهة أخرى.