أ ف ب أعلن حزب الأمة السوداني وقف الحوار مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يقوده الرئيس عمر البشير، وذلك بعد توقيف زعيمه الصادق المهدي بتهمة الخيانة على اثر اتهامات وجهها الى وحدة شبه عسكرية بارتكاب عمليات اغتصاب وعنف بحق مدنيين في دارفور (غرب). وقالت الامين العام للحزب ساره نقد الله للصحافيين في مؤتمر صحافي ليل السبت الأحد أن "النظام بهذا الاجراء قد تراجع عن كل بنود الحوار ورجع الى المربع الأول"، قبل ان تعلن "وقف الحوار" مع حزب المؤتمر الوطني. وطالبت نقد الله بالافراج عن المهدي فورا، موضحة ان "الحزب يعلن تعبئة قواعده في كل الولايات ويوجه اجهزته الولائية لتعبر عن رفضها لهذه الاجراءات المتعسفة تعبيرا شعبيا سلميا قويا". واوضحت مريم المهدي ابنة رئيس الوزراء السابق المسؤولة في الحزب انه يخضع للتحقيق بتهمة الخيانة. ويثير توقيف المهدي شكوكا في جهود الحكومة لاجراء اصلاحات سياسية في هذا البلد الفقير والمنقسم سياسيا. وفي هذا الاطار يجري الحزب الحاكم حوارا مع احزاب المعارضة بما فيها حزب الامة. وقال سياسي كبير في المعارضة لوكالة فرانس برس ان حزب الامة مكون رئيسي في عملية الحوار التي يمكن ان تؤدي الى تشكيل حكومة تحالف. وأضاف السياسي الذي طلب عدم كشف هويته أن البشير يدفع باتجاه "تغيير حقيقي" لانه يدرك أن البلد "ينهار"، لكن اجهزة الامن تقاوم اي حوار. وذكر مسؤول في حزب الامة ان رجال امن وصلوا بسيارتي بيك آب وسيارات اخرى عديدة لاعتقال المهدي احد اهم الوجوه السياسية التي يتم توقيفها في السودان. وقال محمد زكي "حضر عند الساعة 20:45 (17:45 بتوقيت جرينتش) ضباط من امن الدولة الى منزل الامام الصادق المهدي مع مذكرة (توقيف) واعتقلوه". ويملك جهاز الامن والمخابرات الوطني القوي صلاحيات احتجاز مشتبه بهم لفترة تفوق اربعة اشهر من دون اشراف قضائي. وكانت محكمة امن الدولة استجوبت الخميس الصادق المهدي اثر شكوى من جهاز الامن والمخابرات الوطني ياخذ عليه فيها اتهامه قوة الدعم السريع شبه العسكرية بارتكاب تجاوزات في دارفور، الاقليم الذي يشهد تصاعدا في العنف منذ بداية العام الحالي. واوردت صحف سودانية الثلاثاء أن جهاز الامن والمخابرات الذي تتبع له قوات الدعم السريع اتهم المهدي بتشويه صورة القوات وتهديد السلام العام والانتقاص من هيبة الدولة وتحريض المجتمع الدولي والسوداني على هذه القوات. ونفى قائد قوات الدعم السريع في مؤتمر صحافي عقده الاربعاء بالخرطوم قيام قواته بالنهب والحرق والاغتصاب، ردا على اتهامات نسبت الى الصادق المهدي. وقال القائد الميداني لقوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "لم ننهب ولم نحرق قرى ولم نرتكب عمليات اغتصاب". واضاف في المؤتمر الصحافي نفسه وهو في حالة غضب أن "كل الاتهامات ضدنا كذب". غير أن رئيس بعثة الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور محمد بن شمباس أكد في الاونة الاخيرة أن الجهاز الوطني شن هجمات على اهال مشيرا إلى ممارسات "مثيرة للقلق بشكل خاص".