محمد هلال ما يدعونا للتفاؤل بالرئيس المقبل الذى تشير رغبات الجماهير لاختيار المشير عبدالفتاح السيسى لتلك المهمة، لتحقق مصر بذلك تفرداً بين الأمم، كما نوه الساخر الراحل جلال عامر، إننا فى مصر نعرف اسم الرئيس الفائز قبل معرفة المرشحين للرئاسة. ما يدعونا للتفاؤل هو أنه الرئيس السابع لمصر، ورقم سبعة كما هو معروف لغزاً حير العلماء بما فيهم علماء الدين، فالسماوات سبع والأراضين سبع، وكذا أيام الأسبوع، والجنة سبع درجات والنار سبع دركات، وإنما سمى السبوع سبوعاً لأنه بعد سبعة أيام، بل إن هناك مؤلفات عن سر الرقم سبعة هذا. ومن باب بشروا ولا تنفروا، ولأننا المصريين تعبنا جداً، ونتوارث التعب منذ خلقت المحروسة، فها نحن نلتمس الراحة بعض الشىء ولو راحة افتراضية كما يفعل بنا العالم الافتراضى "الفيس بوك" فيوهمنا أننا نكلم أصدقاء لم نرهم، ولم نقابلهم ولو قابلناهم ربما لا يروقون لنا ولا نروق لهم. نأمل فى القادم خيراً، ونأمله أهل مشورة لا استبداد، نريد منه وطنية عبدالناصر وهمته فى إقامة المشروعات الكبرى، وكذا رعاية البسطاء والفدادين الخمسة .. خمس فدادين، وأن يقطع دابر فكرة حكومات رجال الأعمال التى تشبه نار جهنم تلتهم ما نقع عليه وفيه. ولا نريد منه جبروت رجال عبدالناصر والسجون والمعتقلات، وإخصاء الرجال حتى قال: وطى صوتك إن للحيطان آذانا". ونأمله يتمتع بمكر السادات ودهائه الذى استطاع أن ينقذ البلاد من براثن الهزيمة ويسترد كرامة الأمة والعرب، بتحقيق نصر نادر المثال فى تاريخ الحروب. ولكننا لا نريد الجانب الذى كبلنا بمعاهدة مثل كامب ديفيد التى دعمها المخلوع باتفاقية "الكويز" التجارية، ومن قبلها سياسات وزيره يوسف والى، التى ملأت البلاد بالمبيدات المسرطنة وجعلت الصهاينة يجوسون خلال الديار حتى أكلتنا الأمراض ودمرت أكباد المصريين. الرئيس السابع الذى نرجو أن يتقن جيداً اختيار البطانة التى تعاونه وأن يحسن اختيار مستشاريه، وقد رحم الله جدنا صلاح الدين الأيوبى، فقد خير مثال، يشهد به الملك الأوروبى ريتشارد قلب الأسد، حين أدهشته جسارة وحجة مبعوث صلاح الدين إليه، فقال: إن صلاح الدين يحسن اختيار رسله. نريد منه أن ينسينا السنوات العجاف، ليس بعصا سحرية أو معجزة، ولكن بإدارة جيدة وعدل بين الناس، فالعدل أساس الملك، كما تقول القاعدة الذهبية للحكم، لا نأمل أن تتكرر "الشدة المستنصرية" التى أكل فيها المصريون الموتى، كما يورد تفاصيلها الجبرتى فى كتابه الشهير "تاريخ الجبرتى" ولا الاستحواذ لجوقة المطبلين، والمزمرين أصحاب المنافع الذين يرفعون راية "أنا ومن بعدى الطوفان". ترى هل يمكن أن يحدث هذا لمصرنا القادمة؟! أم إنه درب من خيال الشعراء والمبدعين والموجوعين بهموم الوطن. الأمانة نعم يمكن أن يحدث وأكثر وتكون مصر فى مقدمة الأمم شريطة أن تتوافر العزيمة ويتوافر الإخلاص.