ذكرت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية أن الهجمات الأمريكية بالطائرات بدون طيار، غيرت كل شيء لعناصر تنظيم القاعدة وحلفائها المحليين فى باكستان، وهو أمر بات حقيقة من حقائق الحياة بأن هذه الحرب السرية أبعد ما تكون عن الانتهاء. وسلطت المجلة فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى الضوء على تطورات الأوضاع في باكستان وما تحدثه هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار من قلق ليس فقط لعناصر القاعدة بل أيضا للمواطنين الأفغان العزل. ونقلت عن اثنين من مقاتلى حركة طالبان القول " لم نعد نجلس ونتحدث سويا بعد الآن كما كنا فى السابق.وأن الطائرات الأمريكية بدون طيار التى تطن فوق رؤوسنا غيرت كل شىء للقاعدة وحلفائها المحليين". وأوضحت أن الهجمات الأمريكية باتت منطقا لحادث واقعى تشهده الحرب على أفغانستانوباكستان، وأن هذه الهجمات كانت ضمن حزمة الأوامر الأولى التى أعطى الرئيس الأمريكي أوباما الإشارة بتنفيذها فور توليه سدة الحكم فى الولاياتالمتحدة. وأعادت المجلة إلى الأذهان أن الهجوم المبكر الذى وقع عام 2009 أدى إلى مقتل زعيم قبلى محلى ونجله واثنين من أبناء إخوته وضيوفهم بمدينة وانا جنوبى وزيرستان ، مشيرة إلى أن العديد من العائلات أكدت براءة القتلى وأنهم لا يمتون بصلة إلى تنظيم القاعدة ولا حركة طالبان. ولفتت المجلة إلى أن مقاتلى حركة طالبان وتنظيم القاعدة اتبعوا آلية معينة للتكيف مع هذا النوع الجديد من الحرب، حيث توقف الجانبان (القاعدة وطالبان) عن استخدام الأجهزة الكهربائية وعدم التجمع بأعداد كبيرة فى الآماكن العامة بل حتى عدم التجمع بكثافة فى المساجد كما يقضون ليلهم خارج منازلهم للاحتياط الأمني. وكشفت المجلة أن حملة الهجمات الأمريكية بدون طيار كانت واحدة من أكثر برامج الحكومة الأمريكية سرية، ورغم أن إحدى المؤسسات الأمريكية أعدت العام الماضى أكثر الدراسات موثوقية عن الموضوع وقدرت عدد الهجمات الأمريكية بدون طيار على الحدود الباكستانية الأفغانية بحوالى 283 هجمة منذ عام 2004، فإن الرئيس الأمريكى لم يقر بهذه الهجمات علانية حتى يناير الماضى. ومضت المجلة تقول إنه رغم أن حملة الهجمات الأمريكية بدون طيار باتت محور استراتيجية إدارة أوباما الأمريكية للقضاء على الإرهاب فى وسط آسيا إلا أن الكثيرين لا يعرفون بصورة عملية شيئا عن هذه الهجمات.